الكرملين يواجه هاجسًا بعزوف المواطنين عن الانتخابات الرئاسية
آخر تحديث 23:02:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الكرملين يواجه هاجسًا بعزوف المواطنين عن الانتخابات الرئاسية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الكرملين يواجه هاجسًا بعزوف المواطنين عن الانتخابات الرئاسية

الكرملين
موسكو ـ ريتا مهنا

لا يوحي مشهد الحياة السياسية في المدن الروسية الكبرى بأن البلاد مقبلة على استحقاق مهم بعد أسابيع قليلة، فالتغطيات الإعلامية مهتمة بسورية والمواجهة مع الغرب وملفات عديدة أخرى تتصدر صفحات الجرائد وشاشات القنوات التلفزيونية، لكن ليس الأبرز فيها انتخابات الرئاسة المنتظرة بعد أربعين يومًا.

وعلى الصعيد الداخلي، تحضر بقوة الأحوال المعيشية ومشاكل تراكم الثلوج والشلل الذي أصاب رحلات الطيران بسببها. ارتفاع الأسعار، ومشاكل الإسكان والأخطاء الطبية والشكاوى من النظام الضريبي ومن ثغرات البرامج التقاعدية، وكثير من الهموم اليومية الأخرى للروس، كلها موجودة وبارزة، حتى أخبار الجرائم والحوادث الكبرى تجد مكانًا لها، لكن البرامج الانتخابية للمرشحين غائبة. والسجالات التي يفجرها عادة استحقاق انتخابي كبير، هادئة في روسيا وتكاد تمر من دون أن تلفت أنظار أحد.

قد تكون هذه الحال واحدة من أسباب المخاوف في مطبخ صنع القرار، فالحملة الانتخابية الباهتة إلى هذه الدرجة، لا تحفز الناخبين على الإقبال على الصناديق في يوم الاستحقاق. وثمة إجماع على أن العزوف المتوقع للناخبين سببه الأساسي أن النتيجة معروفة سلفًا. فالرئيس فلاديمير بوتين يذهب واثقًا نحو تولي إدارة البلاد في ولاية هي الثانية على التوالي، والرابعة منذ أن صعد سلم السياسة العليا بسرعة الصاروخ في عام 2000.

وتشير استطلاعات الرأي الحديثة إلى أن سيد الكرملين يتقدم بفارق شاسع على أقرب منافسيه، محافظًا على نحو 68 في المئة من أصوات الناخبين على الأقل. وهذه النسبة الوسط بين نتائج استطلاع قريبة من السلطة تمنحه نحو 80 في المئة، وأخرى مستقلة لا تزيد شعبيته في دراساتها للرأي العام عن 61 في المئة، ويقف أقرب منافسي الرئيس عند حاجز 6 في المئة، وهي النسبة التي يتقاسمها مرشحا الحزب الشيوعي بافل غرودينين، والحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي. بينما لا يكاد المرشحون الآخرون يحصلون على بضع كسور من واحد في المئة.

وفي هذه الأجواء، ينصب التركيز ليس على النتيجة المتوقعة بل على مضمون الحملة الانتخابية، وآليات تنظيمها، ودرجة تفاعل المواطنين معها. لأن «شرعية الانتخابات ليست في الأرقام والنسب التي سيحصل عليها بوتين، بل في درجة المشاركة»، وفقًا لافتتاحية واحدة من كبريات الصحف الروسية، لفتت الانتباه إلى «مخاوف جدية» لدى الكرملين على هذا الصعيد، إذ دلت دراسات أجراها مركز دراسات الرأي العام الروسي إلى أن نحو ثلثي الروس ليسوا مهتمين بالمشاركة في الاستحقاق الكبير، وللتذكير، فإن الانتخابات الماضية حشدت أكثر من 65 في المئة، وبرغم أن المعارضة اتهمت السلطة بـ«المبالغة» في أرقام التصويت، لكن الإقبال عمومًا كان مُرضيًا. لكن المشهد الحالي يدعو للقلق، خصوصًا أن جزء كبيرًا من الذين أبدوا عدم اهتمام بالمشاركة في التصويت يدفع هذه المرة بأسباب لا يمكن إلا أن تكون مقلقة للكرملين. ووفقًا للدراسة ذاتها، فإن نحو نصف الروس قالوا إن العزوف عن الصناديق أسبابه «عدم الرضا العام»، برغم أن غالبية هؤلاء لا يمكن تصنيفهم كـ«معارضة» بل لدى كل فئة منهم أسباب مختلفة.

وعزا 19 في المئة منهم ضعف الإقبال المتوقع إلى «غياب روح الواجب المدني» عند المجتمع الروسي. فيما قال 17 في المئة إن السبب «عدم الثقة بالنظام في المجمل» حتى لو كان بوتين شخصيًا يحظى بتأييد كبير، أما 15 في المئة، فقد حصروا اعتراضهم بـ«النظام الانتخابي»، وذهب 11 في المئة إلى أن «لا مرشح مقبول لأمنحه صوتي»، وقال 7 في المئة إن الانتخابات لا تغير شيئًا.

هذا الترتيب يبرز المعضلة التي يواجهها الكرملين، الذي لا يمكن له أن يراهن على نسب تنافس إقبال الفرنسيين على الانتخابات، أي أن يحشد نحو 74 في المئة من الناخبين في المراكز الاقتراعية، لكنه يراهن على حشد ما لا يقل عن 60 في المئة، وأطلق لذلك برامج واسعة لتحفيز الناخبين، تشمل سلسلة فعاليات شبابية أقيمت لهذا الغرض. وتم استخدام آليات اجتماعية لتعزيز هذا التوجه، كما حدث أخيرًا من خلال عقد مؤتمر خاص لـ«شعوب التتار» كان العنوان الرئيس لفعالياته العمل على حث الناخبين للقيام بـ«الواجب الوطني»، إضافة إلى فعاليات عديدة مماثلة يجري العمل لإنجاحها.

ولهذا السبب دفعت لجنة الانتخابات المركزية إلى قبول ترشيح عدد كبير من المتنافسين، وبلغ العدد في البداية 64 مرشحًا، ثم تراجع إلى نحو 15 شخصًا تم تسجيل 7 منهم رسميًا حتى الآن.
 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكرملين يواجه هاجسًا بعزوف المواطنين عن الانتخابات الرئاسية الكرملين يواجه هاجسًا بعزوف المواطنين عن الانتخابات الرئاسية



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:34 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:30 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إعصار الهند وسريلانكا يحصد مزيداً من القتلى

GMT 18:33 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

"شقة عم نجيب" تُعيد هبة توفيق إلى خشبة المسرح

GMT 10:31 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

فورد F-150 تحصل على محرك ديزل لأول مرة

GMT 05:57 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

أحمد خالد أمين يوضح أن هنادي مهنا أول مولودة له كمخرج

GMT 06:17 2013 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

صدور رواية "دروب الفقدان"للقاص عبد الله صخي

GMT 14:11 2013 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

" ميّال" رواية جديدة للروائي السعودي عبدالله ثابت

GMT 20:20 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب "الأمير عبدالله بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود"

GMT 21:49 2013 الأربعاء ,15 أيار / مايو

ورزازات عاصمة السينما وهوليود المغرب

GMT 21:45 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"جاليري" المرخية ينظم معرضًا فنيًا الثلاثاء في "كتارا"

GMT 03:14 2021 الثلاثاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير علاج عن طريق الفم لكورونا ينتظر الموافقة عليه

GMT 07:35 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

تقارير تكشف أن الذئاب تستعد لغزو "العالم المتقدم"

GMT 01:10 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

طيران الإمارات تتوقع 5 ملايين مسافر في 18 يومًا

GMT 13:07 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

صابرين تروي قصة فشلها في تأسيس وإدارة المشروعات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates