دبي _حسام الخرباش
تنشط القوات الموالية للمليشيات الحوثية والرئيس اليمني السابق على صالح، في زراعة الألغام الأرضية المضادة للأفراد والدروع، وذلك بشكل عشوائي في مناطق الصراع المسلح، ما يخلّف أعدادًا كبيرة من الضحايا المدنيين، وانتقلت الميليشيات من تلغيم الأرض إلى تلغيم البحر الأمر الذي بات يشكل كابوساً للكثير من الدول، كون الساحل الغربي اليمني الذي يشهد معاركًا قريبة للغاية من ممر الملاحة الدولي باب المندب الذي تمر من خلاله أكثر السفن التجارية وناقلات الغاز والنفط.
وزرعت مليشيات الحوثيين ألغامًا بحرية في شواطئ الساحل الغربي اليمني، وانفجر لغمان خلال الأسابيع القليلة الماضية أحدهما في زورق عسكري في مياه المخا وتسبب بمقتل الجنود الذين كانوا على متن الزورق ،كما قتل حوالي 8 صيادين بلغم بحري في مياه ميدي، وانتزعت فرق عسكرية تابعة للتحالف العربي ألغامًا بحرية في سواحل ميدي الساحلية المطلة على البحر الأحمر في محافظة حجة، في مساعٍ لتحجيم خطر هذه الألغام التي باتت تشكل خطرًا كبيرًا على المستوى العسكري والاقتصادي.
وحذّر مكتب الدفاع الأميركي والمخابرات البحرية السفن التجارية، من مخاطر الألغام في مضيق باب المندب، مشيرًا إلى أنّ المسلحين الحوثيين وقوات صالح زرعوا عددًا من الألغام في المياه الإقليمية اليمنية قرب مدخل ميناء المخا، وحث المكتب السفن بعبور المضيق خلال ساعات النهار فقط، لافتاً إلى أن الألغام السلكية تُعرف بأنها قد تُفك من أسلاكها وتُطلق، مما قد يزيد الخطر المحدق في السفن كافّة في المنطقة.
وأضاف المكتب في تقرير صادر عنه، أن الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية الدائرة في اليمن لا تؤتي ثمارها، كما أن المعركة على الأرض قد وصلت إلى طريق مسدود إلى حد كبير، منوهاً إلى أن الحوادث المتكررة في البحر، وخصوصاً تلك التي تشمل سفن الشحن المدنية، يمكن أن تزيد من تدويل الصراع وتحفز الجهات الفاعلة الأخرى على التدخل.
وأشار المكتب إلى أن البحرية الأميركية ستتولى بالضرورة الدور القيادي في أي جهد من هذا القبيل يرمي إلى حماية حرية مرور السفن، وأكد العقيد اليمني منصور محمد ثابت، أن الألغام البحرية لها خطورة بالغة على الملاحة كما أن لها خطر عسكري كبير على السفن التي تحاول الدخول في المياه الملغمة ،منوهاً بان الألغام تمثل خطر حقيقي لاسيما اذا كانت في مياه قريبة من باب المندب الاستراتيجي الذي تمر من خلاله سنوياً نحو 21 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع، حيث يعد باب المندب أحد أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوربية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي أفريقيا، واحد أهم شريان النفط الخليجي إلى الأسواق العالمية.
وأوضح ثابت أن الساحل الغربي للجمهورية اليمنية على البحر الأحمر يمتد على مسافة تقدر بحوالي 440 كم² من مضيق باب المندب بمديرية ذوباب محافظة تعز وحتى ميناء ميدي بمحافظة حجة غرب اليمن ويمر بثلاث محافظات ساحلية هي تعز والحديدة وحجة تقع على امتداده العديد من الموانئ "ميناء الحديدة -ميناء رأس عيسى -ميناء المخا -ميناء الصليف "،وسيطرة الحوثيين على معظم الشريط الساحلي الغربي وزراعتهم للألغام البحرية امر بالغ الخطورة.
وأشار ثابت إلى أن الألغام البحرية سلاح هجومي ودفاعي واستخدم لأول مرة من قبل الصين ضد القراصنة اليابان قبل حوالي 400عام، لافتاً إلى خطورة الألغام البالغة أما عسكرياً أو اقتصادياً وتزرع بالعادة بالمداخل البحرية التي من المتوقع أن يستخدمها الطرف الآخر في عملياته البحرية أو عمليات الإنزال المتوقعة بهدف عرقلة العمليات وشل القدرات، موضحًا أنّ الألغام البحرية لها أنواع كثيرة ويمكن زراعتها عبر سفن أو إسقاطها من الجو كما يمكن زراعتها يدوياً لكنها بالعادة رخيصة الثمن كبيرة العواقب وأعمال إزالتها تكلف مبالغ كبيرة للغاية ،مشيراً بان الألغام البحرية يمكن ان تكون ثابته عبر ثقالات تحتية وأخرى الغام متحركة تطفوا بعوامات بهدف التحرك نحو السفن واستهدفها، مؤكداً أن الجيش اليمني لم يكن يمتلك ألغامًا بحرية وكانت البحرية اليمنية ذات إمكانيات بسيطة، مرجحًا أن الألغام التي يستخدمها الحوثيين ربما كانت مخزنة بسرية.
أرسل تعليقك