بكين ـ علي صيام
بدأت الصين جني ثمار التحول في السياسة الباكستانية وذلك بعد تردّي العلاقات الدبلوماسية والأمنية بين واشنطن وإسلام آباد وقطع أميركا مزيدا من المساعدات التي كانت مخصصة لباكستان، ونقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" عن مسؤولين صينيين أن بلادهم تعتزم إقامة قاعدة بحرية لها في ميناء غوادور الذي اتفقت بكين وإسلام آباد على تطويره وجعله تحت الإدارة الصينية من خلال الممر التجاري الصيني- الباكستاني الذي تفوق الاستثمارات الصينية فيه الخمسين بليون دولار.
أتى ذلك في وقت تعكف وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) على درس خياراتها لتمكين قواتها في أفغانستان من التعامل مع أعمال انتقامية من جانب باكستان المتهمة بالتساهل مع التطرف.
ورأى خبراء عسكريون أن وجود الصين في القاعدة البحرية الباكستانية ليس جديدا، إذ اتفقت الدولتان منذ عهد الرئيس السابق برويز مشرف على منح البحرية الصينية حق الرسو في ميناء غوادور على بحر العرب واستخدامه، وأجرت البحريتان عددا من المناورات المشتركة في بحر العرب والمحيط الهندي.
وأقامت الصين عددا من الموانئ المطلة على المحيط الهندي، مثل ميناء تشيتاغونغ في بنغلادش وطورت ووسعت أحد الموانئ في سريلانكا، كذلك أقامت قاعدة بحرية عسكرية في جيبوتي على البحر الأحمر.
وتبرر الصين انتشارها في المنطقة بأنه ضروري لحماية تجارتها، بينما تخشى الهند والولايات المتحدة من وجود البحرية الصينية المتزايد في بحر العرب والمحيط الهندي.
وتوترت العلاقات بين باكستان وأميركا بعد قطع الأخيرة مساعداتها عن إسلام آباد على خلفية ما سماه الرئيس الأميركي دونالد ترامب "سياسة الخداع والكذب" التي تنتهجها باكستان، وتقاعس جيشها عن القيام بعمليات عسكرية ضد "طالبان" و"شبكة حقاني".
وتحاول الصين الاستفادة من التوتر بين الجانبين للدخول بقوة إلى منطقة جنوب آسيا والاستحواذ على نفوذ هناك، ويبعد ميناء غوادور الباكستاني سبعين كيلومترا من الحدود مع إيران وهي المسافة التي يبعدها ميناء تشابهار الإيراني من الحدود مع باكستان.
وتطور شركات هندية ميناء تشابهار لتتمكن الهند من استخدامه في تجارتها مع أفغانستان ودول وسط آسيا من دون الحاجة إلى المرور عبر الأراضي والأجواء الباكستانية، كما يقضي اتفاق التطوير على تعاون بين البحريتين الهندية والإيرانية في الاستفادة من القاعدة البحرية في الميناء واستفادة السفن الحربية الهندية من الموانئ الإيرانية.
كانت الصين وباكستان طورتا علاقاتهما العسكرية خلال العقدين الماضيين في شكل لافت، وهو ما مكّنهما من إنتاج مشترك لأول طائرة نفاثة مقاتلة طراز "JF 17 الرعد" التي تم صنعها في كل من الصين وباكستان، كما طورت الدولتان دبابات باكستانية التصميم من نوع "الخالد"، بينما يقول مسؤولون باكستانيون إنه كانت لعبدالقدير خان، الأب الروحي للبرنامج النووي الباكستاني، مساهمة كبيرة في تطوير البرامج النووية الصينية، خصوصا أنه عمل في مختبرات تطوير الأسلحة النووية لحلف شمال الأطلسي في كل من بلجيكا وهولندا قبل عودته إلى بلاده.
أرسل تعليقك