تحفل مسيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالعديد من الإنجازات العظيمة، والمواقف الخالدة التي حولته إلى رمز للحكمة والخير والعطاء على المستويين العربي والدولي، ولا تزال مواقفه ومبادراته شاهدة على مكانته كقائد عصري يحظى بتقدير شعوب ودول المنطقة والعالم لحكمته في مواجهة التحديات.
وترصد وكالة أنباء الإمارات "وام" - بالتعاون مع الأرشيف الوطني - سلسلة مواضيع شهرية تحصي أبرز مواقف ومشاركات وأقوال الوالد المؤسس، ابتداءً من العام 1966 حتى 2004 بالتزامن مع "عام زايد". وسجل تاريخ الراحل الكبير أحداثاً بارزة في شهر مايو/أيار/أيار عززت من وحدة البيت الإماراتي .
خليج مستقر
عكست مواقف المغفور له حرصه على استقرار منطقة الخليج العربي والنأي بها عن جميع التجاذبات الدولية بالتنسيق والتكامل مع المملكة العربية السعودية التي زارها في الثاني من مايو/أيار/أيار من العام 1970 - قبل قيام الاتحاد - والتقى خلالها الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز، وبحثا تعزيز العلاقات الأخوية الاستراتيجية، والتي شكلت منذ ذلك الحين وإلى الآن عامل استقرار وصمام أمان في وجه التحديات التي تواجهها منطقة الخليج والعالم العربي.
وشدد القائد المؤسس على تمسك الإمارات بمبدأ استقلال منطقة الخليج وإبقائها خارج دائرة صراعات القوى الكبرى، وذلك خلال استقباله الحبيب الشطي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي في العين بتاريخ 8 مايو/أيار/أيار 1980.
الوحدة العربية:
بذل جهوداً مكثفة لتنقية الأجواء بين الأشقاء وتوحيد الصف والمواقف، منطلقاً من إيمانه الراسخ بوحدة المصير والأمن العربي. وتوجه الشيخ زايد في 22 مايو/أيار/أيار 1989 إلى الرباط عاصمة المغرب للمشاركة في القمة العربية الطارئة، ورحب بالمصالحات العربية التي شهدتها القمة وبعودة مصر إلى جامعة الدول العربية. وبذل "رحمه الله" جهوداً مضنية لحقن دم الأشقاء اليمنيين والمحافظة على وحدة بلادهم واستقرارها، خلال الحرب الأهلية التي شهدها اليمن في صيف عام 1994.
ولم تغب القضية الفلسطينية يوماً عن عقل ووجدان الراحل الكبير، وظل طوال مسيرته الخالدة يعتبرها القضية المركزية للعرب التي يجب توجيه بوصلة العمل العربي وفق تطوراتها. وفي 23 مايو/أيار/أيار 1981 حذر من استمرار جرائم إسرائيل التي تهدد بإشعال حرب في الشرق الأوسط وتقريب العالم من حافة الهاوية، كما وجه في 22 مايو/أيار/أيار 2004 بإعادة إعمار 400 منزل من المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال في رفح وحي الزيتون.
علاقات دولية:
على الصعيد العالمي اتسمت السياسة الخارجية لدولة الإمارات في عهد الشيخ زايد "طيب الله ثراه" بالحكمة والاعتدال وارتكزت على قواعد استراتيجية ثابتة، تتمثل في الحرص على التزامها بميثاق الأمم المتحدة، واحترامها المواثيق والقوانين الدولية، وإقامة علاقات مع جميع دول العالم، على أساس الاحترام. وحرص "رحمه الله" على تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع جميع الدول، وشكلت الإمارات في عهده محطة بارزة لجميع قادة دول العالم.
مراسيم وقرارات:
محلياً، تابع في شهر مايو/أيار/أيار تعزيز مسيرة التنمية على الصعيد الداخلي عبر إصدار مجموعة من المراسيم التشريعية والقرارات التي أسهمت في تطوير الأداء الحكومي وتحقيق المزيد من المكتسبات الوطنية. وترأس الشيخ زايد في 12 مايو/أيار/أيار 1975 اجتماع المجلس الأعلى للاتحاد الذي اتخذ قرارات هامة من أبرزها توحيد قوات الدفاع بالإمارات، وتمكين وزارة الداخلية من الإشراف الكامل على أجهزة الهجرة والإقامة، تعزيز السلطات الاتحادية. وأصدر "رحمه الله" في 15 مايو/أيار/أيار 2000 مرسومين اتحاديين بتعيين 11 قاضياً بالمحاكم الاتحادية والقضاء الشرعي والنيابة العامة و19 وكيل نيابة مواطناً، كما أصدر في 8 مايو/أيار/أيار 2004 القانون الاتحادي رقم 9 لسنة 2004 بشأن التطوع في الدفاع المدني. وأمر "طيب الله ثراه" في 20 مايو/أيار/أيار 2002 بإنشاء 500 فيلا سكنية للمواطنين في منطقة الباهية بتكلفة إجمالية 250 مليون درهم.
اقتصاد متين
شهد شهر مايو/أيار/أيار العديد من الإنجازات الهامة التي أسهمت في دعم وتقوية الاقتصاد الإماراتي، حيث افتتح في 28 مايو/أيار 1968 الميناء الجديد المؤقت في أبوظبي. في 15 مايو/أيار 1968 وافق الشيخ زايد على اتفاقية ثالثة بين أبوظبي واتحاد شركات ميتسوبيشي للكشف عن البترول في مساحة 6500 كيلومتر مربع.
وعقب جولة تفقدية في الأسواق لمس خلالها ارتفاع الأسعار أمر الشيخ زايد في 14 مايو/أيار 1974 بتخصيص مبلغ 27 مليون درهم لدعم بعض السلع الرئيسية وافتتاح فرع لشركة التجارة الوطنية في جميع الإمارات .
ودعماً منه للقطاع الزراعي أعلن الشيخ زايد في 18 مايو/أيار 1979 عن خطة للاستصلاح الزراعي في منطقة ليوا بأبوظبي، ووجه في 11 مايو/أيار 1997 جميع أصحاب المزارع في منطقة العين لزراعة 400 نخلة في كل مزرعة، كما أمر بإنشاء مصنع للتمور في منطقة الساد بتكلفة 170 مليون درهم وطاقة إنتاجية 19 ألف طن سنوياً.
ثقافة وتعليم
أدرك الشيخ زايد منذ بداية حكمه أن الثقافة والتعليم هما أساس تقدم الإمارات ورفعتها فأمر بإعداد كل ما يصب بمصلحة التعليم من إنشاء مدارس ومعاهد وجامعات مميزة.
وفي 3 مايو/أيار 1981 زار الشيخ زايد معرض الكتاب الإسلامي - معرض أبوظبي للكتاب - في أبوظبي وأصدر توجيهاته بشراء جميع كتب المعرض لدعم الوزارات والمؤسسات الثقافية والمكتبات. ولم تغب المرأة من الفكر التنموي للمغفور له ، ليواصل القائد المؤسس مسيرة دعم المرأة في مختلف الجوانب، وزار المغفور له في العشرين من مايو/أيار من العام 1980 جمعية نهضة المرأة الظبيانية، وأكد على أهمية دور المرأة في نهضة المجتمع والدور المشرف الذي تقوم به في الدولة.
أرسل تعليقك