تستعد دولة الإمارات مبكراً، لوداع آخر برميل نفط بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتها الرشيدة استمراراً لنهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي أرسى ركائز التنمية المستدامة وحماية البيئة في الدولة، واليوم تقود دولة الإمارات الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال، وذلك على الرغم من امتلاكها أحد أكبر احتياطيات النفط على مستوى العالم،و تسعى الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات إلى تحقيق بيئة مستدامة وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتطبيق التنمية الخضراء.
ورسخت الدولة خلال الأعوام الماضية، مكانتها الريادية العالمية في قطاع الطاقة المتجددة، وتعمل على تنفيذ مشاريع نوعية لتنويع مصادر الطاقة ولا سيما الطاقة الشمسية، التي تتسم بنظافتها لمستقبل أكثر إشراقاً.
استراتيجية
تعد دبي من المدن الرائدة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة والبديلة والسباقة في ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وإيجاد حلول بديلة عن الطاقة التقليدية بما يدعم تحقيق التنمية المستدامة في الإمارة، وحول استراتيجيات هيئة كهرباء ومياه دبي لتعزيز قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، يقول سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي للهيئة: "نعمل في مشروعاتنا ومبادراتنا الطموحة وفق رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لتعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر والاستدامة والابتكار، وتعمل الهيئة على تنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع الرائدة في مجالات الطاقة المتجددة والاستدامة والبيئة، أبرزها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد، ويوفر فرصاً استثمارية واعدة لتعزيز الشراكات والاستثمارات في مجال الطاقة بين القطاعين العام والخاص، حيث تطرح الهيئة مشروعات المجمع وفق نموذج المنتج المستقل".
أكبر مشروع
في يناير 2012، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن إطلاق مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، والذي يعد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية 1,000 ميجاوات بحلول عام 2020، وصولاً إلى 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم. وسوف يسهم المجمع عند اكتماله في تخفيض أكثر من 6.5 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً.
في 22 أكتوبر 2013، تم تشغيل المرحلة الأولى من المجمع بقدرة 13 ميجاوات، وساهم المشروع في تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كمي ومثبت تم اعتماده وفق آلية التنمية النظيفة. وشكّل تنفيذ المرحلة الأولى خطوة مهمة جديدة في تحقيق أهداف إمارة دبي الرامية إلى تنويع مصادر الطاقة في الإمارة. وتستخدم المرحلة الأولى نحو 153 ألف لوح كهروضوئي متصلة بـ 13 محولاً في مبانٍ عاكسة تحول الجهد إلى33 كيلوفولت، وتنتج نحو 28 مليون كيلووات/ ساعة من الكهرباء سنوياً.
في 20 مارس 2017، افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله المرحلة الثانية من المجمع بقدرة 200 ميجاوات من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وتعد أول وأكبر مشروع من نوعه للطاقة الشمسية في المنطقة وفق نظام المنتج المستقل.
800
في يونيو 2016، أعلنت هيئة كهرباء ومياه دبي عن فوز الائتلاف الذي تقوده شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) بمناقصة تنفيذ المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، بقدرة 800 ميجاوات بنظام المنتج المستقل، حيث سجلت رقماً عالمياً جديداً في مجال تكلفة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بعد حصولها على أدنى سعر عالمي بلغ 2.99 سنت أميركي للكيلوات ساعة بنظام المنتج المستقل للمرحلة الثالثة من المجمع التي سيتم تنفيذها على مراحل حتى عام 2020.
في يونيو 2016، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، أعلنت هيئة كهرباء ومياه دبي عن إطلاق مرحلة جديدة بتقنية الطاقة الشمسية المركزة، بعد النجاح الذي حققته في مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية. وفي 4 أكتوبر 2016، دعت الهيئة الشركات المتخصصة لإرسال خطابات إبداء الاهتمام لإنجاز محطة الطاقة الشمسية المركزة وتلقت 32 خطاب اهتمام من مطورين عالميين حتى تاريخ الإغلاق في 27 من أكتوبر 2016، وطرحت الهيئة مناقصة المشروع يوم 15 يناير 2017.
في 16 سبتمبر 2017، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، عن المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 700 ميجاوات، وفي 19 مارس 2018، قام سموه بوضع حجر الأساس لأكبر مشروع استثماري للطاقة الشمسية المركّزة في العالم بتكلفة تصل إلى 14.2 مليار درهم، وسيتم تدشين المشروع على مراحل بدءاً من الربع الأخير من عام 2020.
2050
تستهدف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنووية والأحفورية النظيفة، لضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، وأن تستثمر الدولة 600 مليار درهم حتى عام 2050، لضمان تلبية الطلب على الطاقة، وضمان استدامة النمو في اقتصاد الدولة، كما تهدف الاستراتيجية إلى رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%، وتحقيق وفر يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050.
أرسل تعليقك