بغداد -نهال قباني
أعلن العراق تمكنه من اعتقال خمسة قياديين مهمين في تنظيم داعش، وقتل 40 آخرين في عملية نوعية كبرى في الأراضي السورية. ووفقًا لبيان لمركز الإعلام الأمني، فإن العملية تمت "بإشراف وتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، وبجهود كبيرة من قبل جهاز المخابرات الوطني العراقي وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة، تم تنفيذ عملية نوعية كبرى أدت إلى إلقاء القبض على قياديين مهمين في عصابات "داعش" الإرهابي ممن شاركوا في الاعتداء على مدننا العزيزة في الأنبار والموصل".
وأضاف المركز، أن "المعتقلين هم كل من الإرهابي صدام عمر يحيى الجمل الملقب "أبو رقية الأنصاري"، ما يسمى أمني ولاية الفرات والقائد الثوري للواء الشرقية، والإرهابي محمد حسين حضر الملقب "أبو سيف الشعيطي" ما يسمى أمير قاطع الميادين، إضافة إلى عصام عبدالقادر عاشور الزوبعي الملقب "أبو عبدالحق العراقي"، ما يسمى أمير القوة الضاربة لفرقة الفتح، وعمر شهاب حماد الكربولي الملقب "أبو حفص الكربولي" ما يسمى أمير استخبارات ولاية الفرات ومسؤول في قاطع الميادين، وأيضًا إسماعيل علوان سلمان العيثاوي الملقب "أبو زيد العراقي" أحد معاوني البغدادي ورئيس لجنة تقييم المناهج فيما يسمى بالدولة الإسلامية".
وأوضح المركز، أن "عملية إلقاء القبض عليهم جرت داخل الأراضي السورية، في المنطقة الحدودية مع العراق، إثر عملية استخباراتية نوعية"، مبينًا أن "التحقيق معهم أدى إلى استخلاص معلومات مفصلة، تم بناءً عليها تنفيذ ضربة جوية استهدفت اجتماعًا لما يسمى هيئة الحرب في "داعش" الإرهابي، أدت لمقتل ما يقرب من 40 قياديًا، على رأسهم عمر عبد حمد الفهداوي الملقب "أبو طارق الفهداوي" أمير هيئة الحرب، وأبو وليد السيناوي والي ولاة الشام، وأبو إسلام الكردي أمني الشام، وأحمد يحيى زيدان الملقب "أبو حسن العسكري" الأمير العسكري لولاية الفرات، بالإضافة إلى عدد من القيادات المهمة الأخرى في هيئة الحرب بين ولاة، وأمراء ألوية وكتائب".
وفي هذا السياق، كشف الخبير الأمني المتخصص والمستشار لدى الحكومة العراقية، الدكتور هشام الهاشمي، عن أن "هذه العملية التي تعد الأهم منذ اغتيال زعيمي تنظيم القاعدة السابقين في العراق أبو عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر عام 2010، واغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011 بدأت خيوطها من تركيا، حيث تم اعتقال القيادي البارز في تنظيم داعش إسماعيل علوان العيثاوي الملقب "أبو زيد العراقي""، مبينًا أنه "تم استخدام هاتفه وعبر رسائل الـ"تلغرام" لاستدراج القياديين الأربعة الآخرين في التنظيم، حيث تم اعتقال واحد منهم داخل الأراضي السورية، بينما اعتقل الثلاثة الآخرون داخل الحدود العراقية".
وبشأن الدلالة التي تنطوي عليها هذه العملية، قال الهاشمي إن "هذه العملية النوعية كشفت ثلاثة أشياء بالغة الأهمية، الأولى إنه كان لدى الجهات العراقية والأميركية تصور أن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي يتواجد في ثماني مناطق، لكن الآن اتضح أنه يتواجد في منطقتين فقط" رافضًا الكشف عنهما.
ويمضي الهاشمي بالقول "أما المسألة الثانية المهمة، وهي أن كل كودات حسابات واستثمارات "داعش" كشفت لدى الجانب العراقية، بينما المسألة الثالثة، وهي أن الجهات العراقية عرفت الهيكل التنظيمي لنحو 35 فرعًا لتنظيم داعش".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الخميس، على "تويتر"، إلقاء القبض على أبرز خمسة مطلوبين من "داعش". ولم يوضح الرئيس الأميركي مكان وزمان إلقاء القبض على الدواعش الخمسة الذين ذكرهم في تغريدته.
من جهته، يرى الدكتور عدنان السراج، رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية في تصريح صحافي، أن "هذه العملية تمثل تحولًا نوعيًا في عمل جهاز المخابرات العراقي، وذلك من خلال استدراج 5 من كبار قيادات "داعش" بين تركيا وسورية والعراق"، مشيرًا إلى أن "هذه العملية أدت إلى شلل في عملية التنسيق بين قيادات "داعش" بين العراق وسورية، وهو ما سوف ينعكس على الوضع الأمني في البلاد"، مبينًا أن "من بين دلالات هذه العملية هي أنها أكدت أن العبادي رئيس الوزراء العراقي جاد في ملاحقة خلايا "داعش" وقياداته، ولم يكتف بإعلان النصر العسكري على التنظيم فقط".
أرسل تعليقك