دشنت هيئة الصحة بدبي فريقاً وعيادة للطب النفسي الجنائي لتقييم وعلاج وكتابة التقارير النفسية الجنائية المتعلقة بالمرضى النفسيين والجانب الجنائي (السجناء والموقوفين على ذمة قضايا جنائية والمحالين إلى اللجان النفسية الجنائية للتقييم وإفادة مدى المسؤولية الجنائية).
وقالت الدكتورة سامية الخوري استشاري الطب النفسي في مستشفى راشد ورئيسة حملة التوعية بالصحة النفسية ورئيس جمعية الإمارات للصحة النفسية في لقاء خاص مع «البيان»:إن عدد الحالات التي تم التعامل معها من قبل اللجان النفسية الجنائية من يوليو إلى أكتوبر 2018 وصل إلى 43 مريضاً لتوفير الحماية وضمان حقوق المرضى، وتمكينهم من تلقي خدمة عادلة تركز على المريض بهدف الحد من تقدم الأمراض النفسية لديهم.
زيارات
وقالت:إن عدد الزيارات المنزلية للخدمة النفسية المجتمعية التي تم تنفيذها للمرضى النفسيين منذ بداية العام الجاري ولغاية سبتمبر 2018 وصل إلى 976 زيارة مقابل 1256 زيارة في 2017 في حين وصل كامل عدد الزيارات للعيادات النفسية الخارجية (الطب النفسي للأطفال واليافعين) إلى سبتمبر 2018 لحوالي 420 زيارة.
رعاية
وأوضحت الدكتورة سامية أن برنامج الزيارات المنزلية يستهدف بشكل أساسي المرضى النفسيين الذين يعانون من مشكلات اجتماعية تعيقهم عن الحضور للمستشفى وطلب الخدمة اللازمة، وممن هم بحاجة لزيارتهم في منازلهم وتقديم العلاج والرعاية الطبية والاجتماعية والنفسية والتعرف على المشكلات التي تواجههم والمساهمة في حلها عن طريق فريق عمل متكامل، مشيرة إلى أن خدمة الرعاية المنزلية تعد من أنجح البرامج التي تطبق خارج المستشفى لرعاية المرضى النفسيين، وتهدف لتقديم الخدمة للمرضى الذين لا يستطيعون الحضور إلى المستشفى لطلب العلاج وبالتالي تخفيف العبء القائم على الأسرة في كيفية التعامل مع المريض السلبي أو المقاوم للعلاج وإجراءاته.
فوائد
وذكرت أن هذه الخدمة تجنب المريض التعرض للانتكاسة وتكرار الدخول للمستشفى، إضافة إلى أنها تدعم الاهتمام بالمريض داخل أسرته بدلاً من بقائه في المستشفى، مشيرة إلى أن من البرامج العلاجية التي تطبق أثناء برنامج الزيارات المنزلية هي العلاج الدوائي والعلاج النفسي والعلاج الاجتماعي والعلاج البدني، حيث يتم من خلال الفريق متابعة الخطة العلاجية للمريض وكيفية التعامل مع التطورات المختلفة لديه،وتابعت: من خلال فريق الرعاية المنزلية يمكن متابعة المريض وإجراء التحاليل والفحوص اللازمة، وتنظيم العلاج ومواعيده مع مساعدة الأسرة في تذليل الظروف الاجتماعية التي تحول دون استيعابهم له وتثقيفهم بكيفية التعامل.
وحول طبيعة الأمراض النفسية التي يتعاملون معها قالت الأمراض النفسية الموجودة في الدولة عموماً هي نفس الأمراض المنتشرة في العالم ولكن بنسب متفاوتة، ومن أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في الدولة هي الانفصام والاكتئاب، والاضطراب الوجداني، والقلق والاكتئاب وهذا يصيب النساء عادة أكثر من الرجال بسبب الهرمونات والضغوط التراكمية في العمل والأسرة.
وأوضحت أن الأمراض النفسية تصيب جميع الأشخاص دون استثناء ودون اختصاص، فهي تنتشر بين الرجال والنساء، وبين جميع الأعمار، فعندما تتوفر الأسباب المهيئة للإصابة بها عند أي شخص فإنه يصاب بها.
علاجات
وقالت إن هيئة الصحة في دبي توفر أحدث العلاجات العالمية لمختلف الأمراض النفسية بما في ذلك العلاج باستخدام الجلسات الكهربائية وهو نوع مهم ومفيد في علاج الاضطرابات الوجدانية ويبدأ استخدام الجلسات الكهربائية عندما لا تستجيب حالات الاكتئاب الشديدة للعقاقير المضادة للاكتئاب أو أن يكون المريض غير قادر على تحمل التأثيرات الجانبية للعقاقير أو يجب أن تتحسن حالته سريعاً، وبعض المرضى لا يستجيبون للعلاج بالعقاقير المضادة للاكتئاب أو العقاقير المثبتة للمزاج ويكون العلاج بالجلسات الكهربائية الطريقة الأساسية لعلاج هؤلاء المرضى، وتستخدم الجلسات الكهربائية في علاج حالات الاكتئاب وحالات الهوس.
أسباب الأمراض النفسية
وبينت الدكتورة سامية أن أسباب الأمراض النفسية كثيرة منها مثلاً المعاناة من بعض المشاكل الجسدية مثل السمنة الزائدة أو النحافة الزائدة، أو طول القامة الزائد أو قصرها، وابتعاد البعض عن الاختلاط بالناس والانعزال عن الحياة الاجتماعية، والمعاناة من الفراغ، فعندما يشعر البعض بالفراغ فإنهم يلجأون إلى كثرة التفكير بالأمور المحيطة بطريقة سلبية، ومن هنا تبدأ المعاناة، بحيث يصاب الفرد ببعض الأعراض دون أن يشعر بها ثم تبدأ بالتزايد.
كما أن الظروف الاجتماعية السيئة مثل التفكك الأسري والفقر، ترهق أعصاب الأفراد، وصعوبة ظروف حياة الشخص منذ الصغر حيث تعتبر الطفولة من العوامل الأساسية في تشكيل شخصية الطفل وتأهيلها لما سيكبر عليه، وبالتالي، عندما تكون تربيته صعبة وظروفه قاسية فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية. كما أن التعرض للصدمات العصبية المفاجئة مثل فقدان شخص عزيز أو إصابته تؤدي للعديد من الأمراض النفسية، إضافة إلى العوامل الوراثية.
وقالت إن ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض النفسية يعود إلى تغير أنماط الحياة، إضافة إلى ظهور التقنيات الحديثة من أجهزة الايباد والهواتف النقالة التي يمضي فيها الناس خاصة الأطفال ساعات طويلة بمفردهم دون رقابة ومتابعة الأهل.
مبادرات
وأوضحت أن هيئة الصحة بدبي تتطلع بالتعاون والتنسيق مع شركائها الاستراتيجيين وجميع المعنيين على المستوى الوطني والمحلي إلى تنفيذ الاستراتيجية التي تم اعتمادها من قبل المجلس التنفيذي لإمارة دبي برئاسة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لعام2021 من أجل إعداد نظام فعال للصحة النفسية في الإمارة مبني على أفضل المعايير والممارسات العالمية في الأنظمة عالية الأداء في مجال الصحة النفسية ونموذج منظمة الصحة العالمية لتوفير الخدمات المثلى في مجال الصحة النفسية، وذلك من خلال زيادة اعتماد النظام على الرعاية المجتمعية والرعاية الذاتية والرعاية الصحية الأولية، للحد من العبء على الرعاية الثلاثية وطويلة الأجل ذات التكلفة العالية.
إضافة إلى تحسين الكشف والتقييم المبكر والتحويل إلى الخدمات المتخصصة في الوقت المناسب وعند الحاجة لذلك، وتعزيز الصحة النفسية وزيادة الوعي حول أمراض الصحة النفسية والأعراض وعوامل الخطر المرتبطة بها والتركيز على تحسين نوعية وجودة خدمات الصحة النفسية، وتسهيل الوصول إليها وتوفير سجل موحد للصحة النفسية في إمارة دبي لتسهيل تتبع رحلة المريض من خلال نظام إدارة الحالات وتطبيق برامج التوعية والوقاية والتدخل المبكر للحد من مضاعفات الأمراض النفسية وتقليل الوصمة (النظرة السلبية) المرتبطة بها.
توحيد التشريعات
وقالت: من خلال الاستراتيجية سيتم توحيد التشريعات والأنظمة ومعايير التراخيص للمهنيين العاملين في هذا المجال ومرافق الصحة النفسية تحت مظلة واحدة على مستوى إمارة دبي، وتعزيز التعاون بين الشركاء والمعنيين في مجال الصحة النفسية من أجل تنفيذ المبادرات الاستراتيجية، وإنشاء مرافق الصحة النفسية والبنية التحتية لتقديم النموذج المطلوب للرعاية من خلال توسيع الخدمات والمرافق الحالية وإنشاء برامج جديدة ومراكز علاج صحي نفسي، بهدف ضمان توفير خدمات الصحة النفسية المتخصصة اللازمة لتلبية احتياجات الفئات الضعيفة (الخدمات التي تتراوح بين الوقاية والعلاج) وتوفير مرافق متكاملة في جميع أنحاء دبي، من خلال ضمان تنفيذ نظام معلومات الصحة النفسية الموحد، والمساهمة في صنع القرار القائم على الأدلة في الممارسة السريرية واتخاذ القرارات العليا إضافة إلى تحسين القدرة على تسجيل جميع حالات الصحة النفسية باستخدام سجل الصحة النفسية وتتبع رحلة المريض من خلال نظام إدارة الحالات بهدف الوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة.
وأوضحت أن الاستراتيجية أخذت بعين الاعتبار العديد من المبادئ التوجيهية والأساسيات أثناء مرحلة الإعداد وهي احترام حقوق واحتياجات مستخدمي الخدمة وتقديم الخدمة عبر مراحل العمر والاهتمام بالتنوع الاجتماعي والثقافي والجغرافي والخبرة والتعاون بين مقدمي الخدمات عبر التواصل الفعال مع قنوات الرعاية الصحية المختلفة.
أرسل تعليقك