اعتقلت حركة "حماس" قياديًا بارزًا مطلوبًا لها من تنظيم "داعش" الإرهابي، وأحد أقرب مقربيه، في عملية أمنية شارك فيها مسؤولون رفيعون من جهاز الأمن الداخلي وعشرات من عناصره.
وقالت مصادر محلية مقربة من حركة "حماس" إن الأمن الداخلي اعتقل، في ساعة متقدمة من ليل الجمعة- السبت، القيادي في "داعش" نور عيسى، أحد أبرز المتشددين فكرياً والمطلوب منذ نحو عام، وأضافت أنه تم اعتقال مساعد عيسى، وهو من مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، وذراعه اليمنى مهند أبو شرخ من مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع.
وأوضحت أن الأمن الداخلي حصل على معلومات دقيقة مفادها أن عيسى وأبو شرخ يختبئان مع مطلوب ثالث هو طلعت أبو جزر، في منزل المطلوب الرابع حسني الحيلة الواقع على بعد عشرات الأمتار من منزل مسؤول رفيع في الجهاز، في حي السلام على مقربة من الحدود الفلسطينية المصرية في مدينة رفح.
وأشارت إلى أن مسؤولي الأمن الداخلي وعناصره اقتحموا المنزل بينما كان عيسى وأبو شرخ يغطان في النوم.
ولفتت إلى أن عيسى "ضرب" جهاز الهاتف الخليوي المتطور الذي كان بحوزته بقوة في الأرض وحطمه عندما باغته عناصر الأمن الداخلي، خشية الحصول على معلومات وأسماء قيادات "داعش"، وتنظيم "ولاية سيناء" في شبه جزيرة سيناء المصرية، الذين يتواصل معهم.
كما تم ضبط كمية من الأسلحة في حوزة المطلوبين. ولم يتمكن الأمن الداخلي من اعتقال أبو جزر والحيلة، اللذين لم يتواجدا في منزل الأخير عند دهمه، لكن الأمن الداخلي اعتقل، ليل الجمعة- السبت، أحمد محمود عبد الواحد من أمام منزله في مخيم الشابورة بدعوى الارتباط مع صديقه أبو شرخ بمساعد عيسى.
وجاء اعتقال عيسى وأبو شرخ في وقت تشهد علاقة "حماس"، مع مصر تطوراً نوعياً في أعقاب انفتاح القاهرة على الحركة الإسلامية التي تحكم القطاع منفردة منذ وقوع الانقسام عام 2007، كما يأتي بعد أيام قليلة على تولي حكومة التوافق الوطني زمام الأمور في القطاع، عقب التوصل إلى تفاهمات مع حركة "فتح" في القاهرة الشهر الماضي، على طريق إنهاء الانقسام.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم، اعتقال الأجهزة الأمنية "المدعو نور عيسى المطلوب للأجهزة الأمنية"، وقال البزم في تصريح مقتضب نشره موقع الوزارة على الشبكة العنكبوتية الجمعة، إن "الأجهزة الأمنية شرعت في التحقيق مع عيسى، واستكمال الإجراءات القانونية".
وسبق إعلان البزم، إعلان الأمن الداخلي عن "اعتقال أحد قيادات الفكر المنحرف في القطاع فجر السبت، وقال الجهاز في بيان مقتضب، إنه "بجهود حثيثة ومباركة من قبل جهاز الأمن الداخلي، تم اعتقال أحد قيادات الفكر المنحرف في قطاع غزة وآخرين، ويتم استكمال التحقيقات المطلوبة".
ولم يذكر البيان هوية المعتقلين وكيفية ومكان اعتقالهم، وكانت الأجهزة الأمنية اعتقلت عيسى، الذي يُعتبر والده أحد قيادات "حماس"، في مخيم البريج، أكثر من مرة خلال الأعوام العشرة الأخيرة، قبل أن تطلق سراحه، إلى أن توارى عن الأنظار قبل نحو عام.
وانتمى عيسى إلى تنظيم انشق معظم عناصره عن "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس" عام 2008، وأطلقوا عليه "جلجلت"، قبل أن ينضم التنظيم بعد نحو عام إلى تنظيم "جند أنصارالله"، الذي أعلن "أميره" آنذاك عبد اللطيف موسى، إقامة "إمارة إسلامية" في مدينة رفح، قبل ساعات قليلة من القضاء عليه على يد قوات الأجهزة الأمنية التابعة لحركة "حماس".
يُشار إلى أن قائداً ميدانياً في قوة "الضبط الميداني" التابعة لـ "كتائب القسام" المنتشرة على الحدود الفلسطينية- المصرية في مدينة رفح الفلسطينية، استُشهد، وأصيب عدد من رفاقه بجروح متفاوتة، بعدما فجر أحد عنصرين من "داعش"، نفسه على مقربة منهم، بعد محاولتهم منعهم من تجاوز الحدود في طريقهما إلى سيناء للانضمام إلى "ولاية سيناء".
أرسل تعليقك