حجج تدعم استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا ونتائج بالغة الخطورة
آخر تحديث 01:54:10 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

حجج تدعم استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا ونتائج بالغة الخطورة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - حجج تدعم استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا ونتائج بالغة الخطورة

مسيرة في برشلونة لاستقلال كاتالونيا
برشلونة ـ لينا العاصي

تعود جذور الخصومة الذائعة الصيت عالميًا بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة في كرة القدم سوى الواجهة اللطيفة لصراع مديد بين القطبين المركزي والكاتالاني في اسبانيا، إلى القرن الثالث عشر عندما كان معظم شبه الجزيرة الايبيرية تحت الحكم العربي الذي اندثر أواخر القرن الخامس عشر إثر سقوط غرناطة أمام المملكة الكاثوليكية التي انبثقت عن الوحدة بين مملكة قشتالة ومملكة آراغون التي كانت انضمت اليها مقاطعة كاتالونيا.

منذ ذلك التاريخ حاول الكاتالانيون خمس مرات الانفصال عن الحكم المركزي في مدريد بالتزامن دائماً مع ازمات اقتصادية حادة كانت آخرها عام ١٩٣٤ إبان الانهيار المالي العالمي، انتهت بحصول كاتالونيا على اعفاءات ضريبية ومحفزات تجارية حصرية لعبت دوراً اساسياً في نهضتها الصناعية والاقتصادية لتصبح المقاطعة الاغنى في اسبانيا توفر وحدها خمس اجمالي الناتج القومي.

ومنذ وفاة الجنرال فرانكو خريف ١٩٧٥ وما ساد في اعقابها من قلق حول مصير نظامه الديكتاتوري، لم تشهد اسبانيا هذا التوتر الذي تعيشه منذ أسابيع مع اقتراب موعد الاستفتاء اليوم حول استقلال كاتالونيا، والذي دعت اليه الحكومة المحلية في ذروة المواجهة مع الحكومة المركزية التي ارسلت 15 الف عنصر من الحرس المدني لمنع اجرائه تنفيذا لقرار المحكمة الدستورية الذي أبطل مفاعيل القرار الذي اتخذه البرلمان الكاتالاني بالدعوة الى الاستفتاء في غياب نصف اعضائه من المعارضة.

وتعيش برشلونة منذ اسابيع حالة من التعبئة الشعبية المؤيدة للإستفتاء، إتخذت طابع المواجهة السلمية المفتوحة مع مدريد فيما تزداد المخاوف من وقوع حوادث أمنية نتيجة العصيان المدني والاستفزازات التي يخشى أن تكون التنظيمات الاستقلالية اليسارية المتطرفة تستدرج قوات الامن المركزية للوقوع فيها. وعمد أهالي طلاب التعليم الابتدائي والتكميلي الى «احتلال» مدارس اولادهم والبقاء فيها منذ ليل الجمعة، ردّا على خطوة الحكومة المركزية مصادرة اوراق الاقتراع واقفال المراكز المخصصة للإستفتاء.

الاحزاب والقوى السياسية والنقابية الاسبانية تجمع على عدم شرعية الاستفتاء لعدم دستوريته، وترفض استقلال الاقليم الكاتالاني وإن كان بعضها يدعو الى فتح باب التفاوض لتعديل الدستور تمهيداً لصيغة كونفيديرالية تمنح «الاقاليم التاريخية» مزيداً من الصلاحيات الادارية والمالية.

الدول الاوروبية تتابع بقلق تطورات الأزمة وتتجنب التعليق عليها، إذ أن معظمها يعاني من حركات انفصالية متجذرة، من اسكتلندا الى كورسيكا ولومبارديا وفالونيا، فيما اكتفى الاتحاد الاوروبي باعلان استعداده للتوسط استجابة لطلب من الحكومة المركزية. وواشنطن، التي استقبلت رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي الاربعاء الماضي، اعلنت تأييدها وحدة أراضي اسبانيا، ورأى مراقبون في تصريح لدونالد ترامب دفعاً الى المزيد من التأييد الشعبي لإجراء الاستفتاء الانفصالي.

الحجج التي تدعم استقلال الاقليم الكاتالاني تكاد تعادل تلك التي تدحض شرعيته ومسوّغاته. اللغة والقومية التاريخية والتأييد الشعبي وحق تقرير المصير من جهة، وعدم جواز الإعتداد باللغة والإستناد الى غالبية بسيطة غير مؤكدة لإعلان الاستقلال وعدم دستورية القوانين والاجراءات الداعية والمنظمة للإستفتاء من الجهة المقابلة. والملفت أن القوى والأحزاب الكاتالانية المؤيدة للاستقلال لم تكن تتجاوز ٣٠ في المئة منذ عامين، وبالتالي لم يكن اجراء الاستفتاء الانفصالي على جدول اعمالها . إلا أن تطورات وعوامل عدة تضافرت في الفترة الاخيرة لتدفع في هذا الاتجاه، منها امتداد الأزمة الاقتصادية وتباطؤ معالجتها، والتشرذم غير المسبوق في التمثيل البرلماني الذي نتج عن الانتخابات الاشتراعية العامة الاخيرة، وما أعقبها من تعثر دام سنة تقريبا قبل تشكيل الحكومة، وعودة الحزب الشعبي اليميني الى الحكم مع ما يعرف عنه من نزعة مركزية شديدة وقلة تجاوب مع المطالب الاقليمية، ورفضه البحث في امكانية تعديل الدستور لإرساء نظام كونفيديرالي أوسع. يضاف الى ذلك أن القوى الاقليمية، وبخاصة في منطقتي الباسك وكاتالونيا، تعتبر هذا الحزب امتداداً وراثيا لنظام الجنرال فرانكو الذي قمعها بشدة طوال اربعة عقود ومنعها حتى من استخدام لغتها المحلية.

رئيس الحكومة الكاتالانية أعلن، مستندا الى التجاوب الشعبي، أن الحركة الاستقلالية فازت حتى قبل اجراء الاستفتاء. وألمح الى أن البرلمان الاقليمي قد يقدم مطلع الاسبوع المقبل على اعلان منفرد لقيام جمهورية كاتالونيا المستقلة. ولا شك في ان الاستفتاء، اذا قدّر له أن يجري وأيا كانت شوائبه، سيخرج بغالبية ساحقة مؤيدة للاستقلال نتيجة لعدم مشاركة القوى المعارضة. وقد يكون التلميح باعلان الاستقلال تمهيدا لتعزيز الموقف التفاوضي في المرحلة المقبلة، لكن خطوة تصعيدية اخرى كهذه من شأنها أن تدفع اسبانيا في اتجاه يفتح الباب على احتمالات بالغة الخطورة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حجج تدعم استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا ونتائج بالغة الخطورة حجج تدعم استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا ونتائج بالغة الخطورة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 21:52 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 16:04 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Dontnod تعمل على لعبة جديدة لأجهزة الكونسل

GMT 14:12 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

منتجع ماغازان رحلة في أعماق التراث المغربي

GMT 14:05 2017 الأحد ,28 أيار / مايو

لاستوفو في شبه الجزيرة الضيقة "مُنعزلة"

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"جامعة أبوظبي" تطلق برنامج ماجستير في إدارة الأعمال

GMT 15:31 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد 8 أشخاص بينهم فتاة في قرية حران في السويداء

GMT 15:40 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"قصائد أولى" لأمل دنقل يجمعها شقيقه ليصدرها في كتاب

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 10:36 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأماكن السياحية في مالطا خلال 2020 تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates