أعلنت وزارة التربية والتعليم الإماراتية، عن إيقافها أحد موردي الأدوات المدرسية والتحقيق معه بشأن إصابة طلبة في مدرستين مختلفتين في مدينة العين بحالات تسمم خفيفة، علماً أن جميع حالات الطلبة مستقرة ويتلقون العلاج اللازم.
وأعربت وزارة التربية والتعليم، عن أسفها لتعرّض عدد من أبنائنا الطلبة بمدينة العين لحالات تسمم غذائي خفيفة؛ تم على إثرها معالجتهم في العيادات المدرسية، ومن ثم نقلهم إلى المستشفيات والعيادات الخارجية، موضحة أنه تم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة كافة بالتعاون مع دائرة الصحة في إمارة أبوظبي، وأكدت أن جميع حالات الطلبة مستقرة ويتلقون العلاج اللازم.
وقد قامت الوزارة بإيقاف فوري للشركة الموردة للمقصف المدرسي عن العمل، وشكلت لجنة طارئة للعمل الفوري مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، الذي أرسل بدوره مفتشين للتحقيق بالواقعة وتحديد المتسببين واتخاذ الإجراءات اللازمة التي تضمن توفير أقصى درجات الأمان الصحي لأبنائنا الطلاب والطالبات. وقام وفد من وزارة التربية والتعليم، يضم وكيل الوزارة المساعد ومدير منطقة العين التعليمية وعددًا من القيادات المدرسية في العين بزيارة الطلبة للاطمئنان على تلقيهم العلاج ومتابعة التحقيق الجاري.
وفي الوقت الذي تباشر فيه الوزارة التحقيق في الواقعة، ناشدت جميع المرتبطين بالمنظومة التعليمية من طلاب وأولياء أمور ومنتسبين للحقل التعليمي التواصل معها في حال وجود ملاحظات حول جودة المواد الغذائية المقدمة في المدارس بمراحلها التعليمية كافة.
وأفاد المهندس عبد الرحمن الحمادي وكيل وزارة التربية والتعليم للرقابة والخدمات المساندة لـ"البيان"، بأن الوزارة تمنح أولوية كبيرة لسلامة الطلبة، لذلك تعتزم تشديد الرقابة على المقاصف المدرسية، وستزيد من مهام فرق الرقابة القائمة حالياً للتحقق من توفّر غذاء صحي وسليم وآمن يتوافق مع جميع الاشتراطات والإجراءات الواجب اتخاذها خلال إنتاجه وتجهيزه وتخزينه وتوزيعه، إلى جانب دورها في توضيح هذه الإجراءات والاشتراطات للموردين، والتأكيد على الموردين لمراعاة معايير اختيار الأغذية المناسبة، التي نص عليها دليل الأغذية الذي أقرته الوزارة، ومراعاة الاحتياجات الغذائية للطلبة، وكذلك الأسعار.
وقال الحمادي حول حالات التسمم التي ظهرت، في مدرستين بالعين، إنه تم إيقاف المورد وتعمل الوزارة على التحقيق في الواقعة، مشيرًا إلى أن الوزارة تسعى لتجويد الخدمات التعليمية في المدارس من خلال النظم والتشريعات واللوائح، وتحرص على أن تكون سائر الخدمات بذات الجودة، ولاسيما التي تتصل بسلامة الطلبة وصحتهم.
وأكد أهمية التزام الموردين بتقديم أغذية سليمة وفق ما اعتمده الدليل الرسمي للوزارة، الذي يحظر تقديم وجبات أغذية ومشروبات عالية السعرات الحرارية ومتدنية القيمة الغذائية، التي ترتبط مباشرة بمجموعة من الأمراض المزمنة والسمنة، لافتًا إلى أن باب الوزارة والمناطق سيظل مفتوحاً لملاحظات واقتراحات أولياء الأمور والطلبة حول مقاصف المدارس، وتتفاعل وزارة التربية في هذا الجانب مع أولياء الأمور من خلال مركز الاتصال، وتتعامل مع ما يرد إليها من ملاحظات باهتمام شديد.
وأكد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، تشكيل لجنة للتحقيق في حادث إصابة 30 طالبًا وطالبة في مدرستين مختلفتين في مدينة العين بحالات تسمم خفيفة، وإرسال مفتشين للتحقيق بالواقعة. وأضاف الجهاز، أنه يُجرى بالتعاون مع الجهات المختصة تحقيق واسع حول الحادثة؛ للوقوف على أسبابها وتتبع مصادر الغذاء وجمع العينات الغذائية واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة، مشيرًا إلى أنه سيصدر بياناً رسمياً في وقت لاحق حول الموضوع بعد انتهاء التحقيقات، متمنياً السلامة لجميع الطلبة.
وأوضحت دائرة الصحة - أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي، أنه لا توجد أولية أهم من صحة أبنائنا، موضحة أن جميع حالات تسمم الطلاب مستقرة ولا توجد أي حالات خطرة، وتم إدخال بعض الحالات للمراكز الصحية؛ لإصابتها بتسمم متوسط ووضعها تحت المراقبة.
وأشارت الدائرة إلى أن فريق الاستجابة التابع للدائرة توجه مباشرة إلى المراكز الصحية التي تلقت الحالات؛ لعمل التحقيقات اللازمة من حيث معرفة الأكل المشتبه فيه ومصدره، بالإضافة إلى متابعة حالة المصابين، وقد تم إبلاغ جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية بالوجبة المشتبه فيها والمورد للمدارس المتأثرة؛ لعمل الإجراءات اللازمة من حيث أخذ عينات الأكل لفحصها.
وتتعامل دائرة الصحة - أبوظبي مع الحالات المماثلة عبر مركز عمليات الدائرة وفق منظومة متكاملة للتعامل مع الحالات الطارئة بحسب أفضل الممارسات العالمية. وأكدت الدكتورة أمنيات الهاجري، مديرة إدارة الصحة العامة بدائرة الصحة في أبوظبي في تصريحات لبرنامج "علوم الدار" في تلفزيون أبوظبي، أن الإدارة تلقت بلاغاً من إدارة شرطة العين حول وقوع حالات تسمم خفيف شملت 48 طالباً وطالبة في عدد من مدارس العين، حيث تم على الفور إعطاء التوجيهات اللازمة لإدارة المشافي في كل من مشفى العين ومشفى توام، باستقبال جميع الحالات المحوّلة إليها، واتخاذ كافة الإجراءات الطبية اللازمة.
ولفتت إلى أنه وبالسرعة القصوى تم تشكيل فرق عمل طبية، وتكليف فريق عمل بالتعاون مع الصحة المدرسية، للعمل والاستجابة لهذه الحادثة، حيث قامت الفرق الطبية وفرق العمل بالتواجد داخل المشافي، والاطلاع على جميع الحالات البالغ عددها 48 حالة؛ منها 30 حالة متوسطة 11 حالة بسيطة و7 حالات عادية، حيث ظهرت على الطلاب أعراض الإسهال والقيء، وتم إعطاء العلاجات والأمصال اللازمة، ومتابعة كل حالة على حدة، حيث غادر عدد من الطلاب المشافي بعد تلقي العلاج، واستبقاء البعض حتى يتم الاطمئنان على صحتهم.
وأضافت، أن الإجراءات اتخذت لسحب الأطعمة المشتبه فيها وإحالتها إلى مخابر التحليل؛ للتأكد من أنها هي المسؤولة عن تلك الحالة، واتخاذ الإجراءات اللازمة بالتعاون مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية.
وكانت عشرات من سيارات الإسعاف قد توجهت مباشرة للمدرستين المعينتين، حيث تم نقل المصابين، حسب تصنيف الحالات في الموقع وفق إجراءات صحية مشددة، وكان أولياء الأمور قد توجهوا مباشرة إلى أقسام الطوارئ في كل من مشفى توام ومشفى العين؛ للاطمئنان على صحة أبنائهم بعد أن سادت حالة من التوتر والهلع بعد سماع الخبر وانتشاره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما توجه فريق من إدارة مكتب العين التعليمي للمشافي للاطمئنان على حالة الطلبة المصابين.
وبيّن المهندس عبدالرحمن الحمادي أن وزارة التربية والتعليم ستشدد على تنفيذ بنود الدليل الذي يهدف إلى تحديد المتطلبات والاشتراطات الواجب اتباعها من قبل الإدارات المدرسية، والشركات المورّدة للمواد الغذائية للمدارس في الدولة، ويحقق توفير غذاء صحي وسليم وآمن، تتوافر فيه جميع الاشتراطات والإجراءات الواجب اتخاذها خلال إنتاج وتجهيز وتخزين وتوزيع المواد الغذائية؛ لضمان صحته وسلامته عند استهلاكه.
أرسل تعليقك