أكد عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي حرص دولة الإمارات على تقديم حلول الذكاء الاصطناعي التي تلمس حياة المواطنين، وفي الوقت نفسه، الأشياء التي تغير إدراك الناس وتصوراتهم، لافتاً إلى أن الدولة تعمل على تطبيق الذكاء الاصطناعي على نحو مستدام وليس مفرطاً.
وقال العلماء خلال كلمته الافتتاحية لـ«قمة أبوظبي للمدينة الذكية» التي انطلقت فعاليتها أمس وتستمر يومي 29 و30 أكتوبر 2019، «نحرص على عدم استخدام الذكاء الاصطناعي بالشكل الأمثل الذي من شأنه التأثير في حياة الناس إيجاباً، إذ نوظفه حالياً في تشخيص الأمراض الخطرة، وفي التنقيب عن المعادن والنفط، وكذلك في تطوير البنى التحتية، وهو ما ينطبق على التوجه نحو إقامة المدن الذكية، التي تعتمد في أساسها على البيانات، لمعالجة أي تحديات أو تقديم أي خدمات للناس، بشكل آلي وفوري من دون انتظار لتحركات أو قرارات قد تكون صائبة أو خاطئة»، لافتاً إلى أن العالم ينتج كماً هائلاً يومياً من البيانات التي يُستخدم القليل منها.
وأضاف: «بحلول العام 2050 سيعيش في المدن قرابة 6.6 مليارات إنسان، وهو كم بشري هائل يخلق تحديات مناخية وخدمية جمة، منها على سبيل المثال شح المياه، وجودة وتوافر الخدمات الطبية، وجميعها تحديات لن يمكن مواجهتها والتعامل معها دون اللجوء للذكاء الاصطناعي، وتحويل المدن التقليدية إلى مدن ذكية، تستطيع من خلال البيانات التحكم في كل ما يقدّم للبشر وتساعدهم وتدعمهم لتلبية الحاجات الضرورية والترفيهية كذلك»، منوهاً بوجود مدن مثل سان فرانسيسكو باتت عوائدها ونتائجها الاقتصادية أعلى من اقتصاديات دول بأكملها بفضل الثورة المعلوماتية.
من جانبه أكد فلاح محمد الأحبابي رئيس دائرة التخطيط العمراني والبلديات أن الدائرة تسعى من خلال عقد «قمة أبوظبي للمدينة الذكية» إلى تعزيز سمعة ومكانة أبوظبي بشأن الآليات التطبيقية للمدن الذكية والذكاء الاصطناعي في كل من محاور الحوكمة والخدمات والنقل والطرق والبنية التحتية والسلامة والاستدامة واستشراف المستقبل والابتكار.
على الصعيد ذاته، أكد سيف بدر القبيسي المدير العام لبلدية مدينة أبوظبي أن القمة حافلة بالمحاور التي تستعرض منهجية مبادرات المدينة الذكية لخلق إمارة ذات تطوير عمراني متكامل مستدام وخدمات بلدية متميزة لرفاهية وسعادة المجتمع بالمواءمة مع الخارطة الاستراتيجية لدائرة التخطيط العمراني والبلديات التي أطلقت في مارس 2019، ومساهمة في تحقيق برنامج أبوظبي للمسرعات الحكومية (غداً 21)، حيث انبثقت مبادرات المدينة الذكية في دائرة التخطيط العمراني والبلديات تماشياً مع مئوية الإمارات واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 التي اعتمدها مجلس الوزراء في 2019 كأول مشروع ضخم ضمن مئوية الإمارات 2071 يمثل الموجة الجديدة بعد الحكومة الذكية.
من جانبها، أكدت المدير العام لهيئة أبوظبي الرقمية، الدكتورة روضة السعدي، أن أبوظبي نجحت في أن تضع أقدامها بين أكثر مدن المنطقة والعالم استخداماً للذكاء الاصطناعي في البنى التحتية وتقديم الخدمات المختلفة لسكانها، كما استحدثت مدناً ذكية تعتمد كلياً على تكنولوجيا المعلومات، مثل مصدر والمدينة الآمنة ومدينة زايد الذكية.
ومن ناحيته، أكد أحمد عبدالصمد الحمادي مدير إدارة التخطيط التقني ببلدية مدينة أبوظبي: «إن إمارة أبوظبي لديها مقومات لتصبح مدينة ذكية ولديها أيضاً ممكنات مهمة جداً منذ أن بناها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونحن نجني ثمارها الآن، كما أن لدينا مشروعات سابقة مهمة أيضاً مثل الإنارة الذكية والري الذكي وإشارات المرور التي يتم التحكم فيها من خلال أنظمة ذكية».
مشروعان للدفاع المدني وجائزة للمدينة الذكية
كشف المقدم مهندس سالم هاشم الحبشي مدير إدارة العمليات بالإدارة العامة للدفاع المدني في أبوظبي، عزم الدفاع المدني إطلاق مشروعين متكاملين في مجال الذكاء الاصطناعي هما، بطاقة الهوية للمباني في إمارة أبوظبي ومساعد متخذ القرارات الذكي لإدارة الحوادث.
وأضاف أن المشروعين في طور الدراسة والتطوير حيث يتكون مشروع بطاقة الهوية للمباني من جمع جميع المعلومات الخاصة بالمبنى وسجل الحوادث وكل التفاصيل الخاصة باستجابة فرق الدفاع المدني للمبنى بحيث أن تكون موصفة بشكل مسبق قبل التحرك إذا حدث حريق أو أي حادث بالمبنى، حيث يتم التحرك وفق المعلومات التي ستتوافر في المبنى.
كما أطلقت دائرة التخطيط العمراني والبلديات «جائزة أبوظبي للمدينة الذكية»، والتي جاءت تماشياً مع الخارطة الاستراتيجية للدائرة والتي تسعى إلى تحقيق قدرات مؤسسية فعالة وهادفة من خلال بناء قدرات وأنظمة تقنية متكاملة تحقق الريادة في معايير المدن الذكية.
وأكدت الدائرة أنها قامت بتطوير جائزة أبوظبي للمدينة الذكية من أجل تحديد المدن والمشاريع والأفكار المبتكرة التي تعزز التنمية الحضرية المستدامة في جميع أنحاء العالم.
وتنقسم فئات الجائزة إلى أربع فئات هي: جوائز التمكين، جوائز المشاريع، الجائزة الرئيسة، الجائزة الفخرية.
قد يهمك أيضًا :
عبد العزيز بن سلمان رجل المفاوضات لحقيبة «الطاقة»
أرسل تعليقك