دبي ـ جمال أبو سمرا
أجرت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال دراسة بعنوان "الإساءة ضد الأطفال في مجتمع الإمارات"، هدفت إلى معرفة الإساءة الواقعة على الأطفال المواطنين والمقيمين بمختلف أنواعها وأشكالها في كل من المنزل والمدرسة، وسمات مرتكبي الإساءة، ومدى معرفة الأطفال بخطوط الاتصال وطرق المساعدة المختلفة، وذلك بهدف وضع برامج للحماية والوقاية من الإساءة ضد الأطفال في الإمارات.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال الذكور هم أكثر عرضة للإساءة سواء في المنزل ، حيث بلغت النسبة 7.2% من إجمالي عينة الدراسة، أما في المدرسة فبلغت نسبتها 15.1 % إضافة إلى أن طلبة المرحلة الإعدادية هم الأكثر عرضة للإساءة من بقية الأطفال في المراحل الأخرى بشكل عام، كما توصلت الدراسة إلى أن أكثر الأشخاص ارتكاباً للإساءة في المنزل هو الأب بنسبة 32.7 % من عينة الدراسة، أما في المدرسة فكان الصديق بنسبة 48.3 % ثم المعلم بنسبة 29.4 %.
الإساءة النفسية
وأوضحت عفراء البسطي مدير عام المؤسسة أنه تم اختيار عينة الدراسة بطريقة عنقودية مكونة من 4111 طفلاً وطفلة من المواطنين والمقيمين في جميع إمارات الدولة الملتحقين بالمدارس الخاصة، حيث بلغت نسبة الذكور 50.6% ونسبة الإناث 49.4 %، وتراوحت أعمارهم بين 10 سنوات إلى 18 سنة، ضمن الصفوف الدراسية من الخامس حتى الثاني عشر، وتوصلت الدراسة إلى أن نسبة تعرض الأطفال للإساءة في المنزل كانت 6.5 % وفي المدرسة بنسبة 12.3%.
وأضافت أنه بالنسبة لأكثر أنواع الإساءة انتشاراً بالمنزل هي الإساءة النفسية بنسبة 23 % ثم العنف المشاهد بنسبة 22 %، والإساءة الجسدية 22 %، ثم الإهمال 18% وأقلها الإساءة الجنسية بنسبة ، أما في المدرسة، ففي المرتبة الأولى جاءت الإساءة النفسية بنسبة 39% والإساءة الجسدية 34 % وأقلها الإساءة الجنسية 27%.
مقترح
وقالت البسطي: قدمت الدراسة مقترح "التدخل لحماية الطفل" ليكون بمثابة إطار مرجعي للعمل المشترك بين جميع المؤسسات العاملة في مجال حماية الطفل في دولة الإمارات، مع عدد من التوصيات لإعداد برامج متنوعة موجهة لشرائح مختلفة بهدف حماية ووقاية الأطفال من أشكال سوء المعاملة كافة.
معالجة
وأشارت البسطي إلى قيام المؤسسة بطرح برنامج لمواجهة التنمر في المدارس بعد ظهور نتائج الدراسة مما يستدعي إيجاد التدخل والمعالجة المناسبة للحد من هذا السلوك؛ ويهدف البرنامج الذي أطلق عليه "فينا خير فزعتنا غير" إلى خلق الوعي الكافي لدى جميع الأطراف ذات العلاقة بهذه المشكلة سواء الطلبة أو إدارة المدرسة أو المعلمين أو أولياء أمور الطلبة، والمساهمة في إيجاد بيئة مدرسية خالية من مظاهر العنف المدرسي، بالإضافة إلى تعزيز قيم المشاركة والتسامح والتواصل وتقبل الاختلاف، وتعزيز قيم وعادات الاحترام والتقدير المتبادلين بين الطلبة في مجتمع المدرسة، وتقديم المساعدة اللازمة لكل من ضحايا التنمر ومرتكبيه بما يضمن لكلاهما التوافق المدرسي والشخصي والاجتماعي.
وتم تصميم ثلاثة أدلة للتدريب من خلال مراجعة الدراسات التي تطرقت إلى مشكلة التنمر ومعالجته من خلال برامج التدخل والوقاية العالمية، مثل برنامج أولويس Olweus وبرامج أخرى والتي أثبتت فعاليتها في التقليل من سلوكيات التنمر، حيث تعتمد هذه البرامج على إشراك جميع عناصر العملية التعلمية في فهم ومعالجة مشكلة التنمر كالهيئة الإدارية بالمدرسة، الأخصائيين، الهيئة التدريسية، الطلبة وأولياء أمورهم.
3 أنواع
وتقسم الأدلة إلى ثلاثة أنواع وهي دليل الممارسات العالمية التي تتضمن الجانب العلمي والنظري لمشكلة التنمر ومراجعة البرامج والسياسات العالمية التي عالجت المشكلة وطريقة تدريب المدربين، بالإضافة إلى استعراض لسياسة الحد والوقاية من التنمر في المدارس ودليل المدرب وهو عبارة عن دليل للأخصائي المدرب على تنفيذ مجموعة من الأنشطة والمهارات التي يجب تنميتها لدى الطالب للحد من سلوكيات التنمر، والمهارات هي: مهارات الوعي بالذات، مهارات إدارة الغضب، الوعي الاجتماعي والذكاء الاجتماعي، مهارات بناء العلاقات، تحمل المسؤولية واتخاذ القرار ومهارات حل المشكلات، كما تم تصميم دليل خاص بالطالب يضم مجموعة من الأنشطة التي تساعده على تنمية هذه المهارات.
مشاركة فاعلة
أشارت عفراء البسطي إلى حرص مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال على المشاركة الفاعلة في فعاليات الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر في المدارس والذي يقام تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
أرسل تعليقك