الأم المكلومة تروي تفاصيل اللحظات الأخيرة لحريق ضدنا في الفجيرة
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الأم المكلومة تروي تفاصيل اللحظات الأخيرة لحريق ضدنا في الفجيرة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الأم المكلومة تروي تفاصيل اللحظات الأخيرة لحريق ضدنا في الفجيرة

أبناء الصريدي
الفجيرة – صوت الإمارات

اختزلت والدة الأطفال السبعة الذين توفوا الاثنين الماضي، اختناقاً، نتيجة حريق منزلهم في رول ضدنا في دبا الفجيرة، سليمة خميس الصريدي، قصة اللحظات الأخيرة في مأساة وفاة أبنائها، مشيرة إلى أنّها "لم أكن أعلم أنني سأكون شاهدة على وداع أطفالي السبعة في فاجعة ستبقى في ذاكرتي ما حييت".

وأضافت الصريدي لدى زيارة «البيان» لها في منزل ذويها في منطقة العكامية في دبا الفجيرة لتقديم واجب العزاء في مصابها الجلل "كعادة أبنائي كل ليلة، بدأت استعداداتهم للنوم نحو الساعة العاشرة، وكانوا يتوسلون لي ليمضوا مزيداً من اللحظات معي هرباً من النعاس واستئناساً بالجلوس معي، فأمضوا نصف ساعة يتبادلون الحديث معي، ويروون شيئاً من أحلامهم، ولا تزال كلمات طفلتي التوأمين تحرق قلبي حين قالتا لي بفرح "سنبني منزلاً من 7 طوابق وستختارين أنت أي طابق تفضلين العيش فيه"، قبّلوني جميعهم وذهبوا للنوم، فتوجه الأولاد خليفة وعلي وأحمد إلى غرفتهم المحاذية لغرفتي، في حين توجهت البنات للنوم في غرفتي، وما هي إلا لحظات حتى عاد أحمد ليذكرني بأنني لم أقل لهم عبارتها المعتادة "تحفظكم عين الّي ما ينام" فابتسمت وقلتها لهم جميعاً.. ذهبوا جميعاً للنوم وتركت باب غرفة الأولاد مفتوحاً، ليدخل إليه نور الصالة، لكون خليفة ذا الـ13 عاماً يخاف من الظلام، تعودنا النوم في الملحق الجديد، لكون باقي ملاحق المنزل غير مدعومة بالحديد القوي ونخاف المبيت فيه حفاظاً على حياتنا، والملحق الجديد مكون من صالة وغرفتين وحمام".

وتكمل سليمة الحديث عن مأساتها "بعد أن نام أطفالي تناولت أدويتي لأنني أجريت أخيراً، عملية خارج الدولة، ثم نمت نحو الساعة الحادية عشرة ليلاً، وفي منتصف الليل استيقظت ابنتاي التوأمان سمية وسارة ذواتا الخمسة أعوام بسبب الزكام والكحة وقمت بوضع الفكس وزيت الزيتون لتخفيف أعراض السعال، ورجعنا للنوم، في تمام الساعة الـ 3:45 دقيقة فجراً صحوت على رائحة الدخان.. كان الظلام دامساً يغطي جميع أرجاء المكان، بسبب انقطاع الكهرباء فبحثت عن هاتفي النقال ورحت أضغط أزراره بشكل هستيري لأحظى ببصيص نور من خلال سطوع الشاشة فكانت أول صدمة رؤية ابنتي شوق الكبرى 14 عاماً وابنتي التوأمين وقد فارقن الحياة، بينما كانت ابنتي شيخة 10 سنوات تنازع وتحرك رأسها فحاولت إنعاشها بالماء من زجاجات حولي فلم أنجح في إنعاشها، فخرجت نحو الصالة بحثاً عن حل، فكانت صدمتي الأخرى بابني علي مستلقياً في وسط الصالة يصارع الموت، بينما كان خليفة وأحمد في غرفتهما قد أسلما روحيهما لبارئهما، كنت كالمجنونة أجري هنا وهناك وحاولت جاهدة فتح باب الصالة فلم أستطع إلا بعد عدة محاولات، وهرعت إلى الخادمة لتساعدني واتصلت بشقيقي راشد ليحضر ويساعدني هو الآخر.. فقدت التركيز وكنت أعاني آلاماً في صدري بسبب الدخان. قدِم شقيقي إلى منزلي، وكان الدخان كثيفاً في الملحق، دخل شقيقي بعد أن غطى وجهه بالغترة لإنقاذ أبنائي ولكنهم كانوا قد فارقوا الحياة اختناقاً ليقوم بالاتصال بالشرطة والإسعاف التي حضرت بسرعة، إلا أن الموت كان أسرع، ونقلت جثامين أبنائي إلى المستشفى".

وبيّنت سليمة أن أبناءها طلبة جيدون في المدرسة ومهذبون يشاركون دوماً في الفعاليات الدراسية المتنوعة، وحرصت على إدخالهم مراكز تحفيظ القرآن، وقد حفظ خليفة جزء تبارك، مع أنه كان يعاني ضعفاً في النظر وكان مصاباً بمرض الربو، في حين كانت ابنتي شوق شاعرة تحب كتابة الخواطر والأبيات الشعرية القصيرة، وماتت وفي يديها الحناء الذي وضعته قبل يوم من وفاتها.

وشكرت سليمة الصريدي دعم القيادة الرشيدة لها ووقوفهم إلى جانبها الذي كان له الأثر الإيجابي في تخفيف مصابها الجلل، داعية المولى عز وجل أن يتغمد أطفالها بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يمدها العلي العظيم بالصبر على فراقهم، فهي مؤمنة بقضاء الله وقدره، معبرة عن امتنانها لجميع شعب الإمارات لوقوفهم معها في محنتها، الأمر الذي منحها الثبات، وجعلها تشعر بالأمان وسط جموع المعزين الذين قدموا لها من كافة أنحاء الدولة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأم المكلومة تروي تفاصيل اللحظات الأخيرة لحريق ضدنا في الفجيرة الأم المكلومة تروي تفاصيل اللحظات الأخيرة لحريق ضدنا في الفجيرة



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates