أشاد سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد بأهمية العلاقات الاقتصادية والسياسية التي تربط دولة الإمارات وجمهورية جنوب إفريقيا في كافة المجالات، وأثنى على أواصر الصداقة والتعاون المتينة والعلاقات التاريخية المتميزة التي لطالما ربطت دولة الإمارات وجمهورية جنوب إفريقيا منذ تدشين علاقاتهما الدبلوماسية عام 1994.
جاء ذلك خلال افتتاح منتدى الأعمال الإماراتي الجنوب إفريقي الذي عُقد في فندق قصر الإمارات أبوظبي أمس، بحضور سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب إفريقيا والوفد المرافق له ولفيف من رجال المال والأعمال من البلدين.
وبعد أن رحب المنصوري برئيس جمهورية جنوب إفريقيا والوفد المرافق له في بلدهم الثاني دولة الإمارات، قال في كلمة أمام المنتدى «أتمنى لهذا المنتدى النجاح في تحقيق الأهداف المرجوة، وبما يخدم المصالح المشتركة لبلدينا الصديقين»، مثنياً على علاقة الصداقة والتعاون المتينة والعلاقات التاريخية المتميزة التي لطالما ربطت دولة الإمارات وجمهورية جنوب إفريقيا منذ تدشين علاقاتهما الدبلوماسية عام 1994.
وأكد أن انعقاد هذا المنتدى الرائد اليوم، والذي يأتي بعد تنظيم أول ورشة عمل استثمارية بين البلدين في 24 و25 إبريل الماضي في بريتوريا يعكس مدى حرص الجانبين على الارتقاء بتلك العلاقات الثنائية وصولاً إلى تحقيق طموحات وتوجيهات القيادة العليا في كلا البلدين.
وأوضح أنه خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2018، تشير البيانات الأولية إلى تحسن طفيف في مستويات التجارة غير النفطية بين البلدين الصديقين، مسجلة نحو 1.2 مليار دولار مقابل 1.1 مليار دولار تقريباً خلال الفترة نفسها من العام الماضي، معرباً عن أمله بأن تتعاظم مستويات هذا التحسن خلال الفترة المتبقية من هذا العام.
وأشاد وزير الاقتصاد بنمو العلاقات التجارية بين الإمارات وجمهورية جنوب إفريقيا قائلاً: إنه مع الإشادة بتميز العلاقات التجارية بين البلدين، إلا أننا نرى فرصة كبيرة للبناء عليها من أجل الوصول إلى آفاق أكثر تميزاً، حيث يمكن تعزيز التبادل التجاري بين البلدين في المجوهرات والمعادن الثمينة، والبتروكيماويات، وغيرها من منتجات البلدين ذات السمعة المتميزة على المستويين الإقليمي والعالمي.
ودعا قطاع الأعمال في جنوب إفريقيا إلى الاستفادة من المكانة الاستراتيجية لدولة الإمارات كبوابة تصديرية رئيسية لمنطقة الشرق الأوسط والقارة الآسيوية، وذلك من خلال الاستثمار المباشر في الإمارات، أو الاستفادة من نشاط إعادة التصدير عبر خدماتها اللوجستية المتطورة وموانئها المتقدمة، علماً بأن البيئة الاستثمارية المتميزة والبنية التحتية الاستثنائية التي تحظى بها الإمارات جعلت منها نقطة انطلاق مثالية للولوج إلى أسواق إقليمية بقيمة تناهز 7.6 تريليون دولار، وعدد سكان يقرب من مليارَي نسمة.
وأكد أن النموذج الاقتصادي المرن الذي تتبناه دولة الإمارات، في ظل مرتكزات رؤية الإمارات 2021 ببناء اقتصاد تنافسي عالمي متنوع مبني على المعرفة والابتكار بقيادة كفاءات وطنية، يفتح المجال واسعاً أمام تعاون إماراتي جنوب إفريقي واعد ومتنام في مختلف مجالات الأنشطة التجارية والاستثمارية التي تصب في دعم الأجندة الاقتصادية للبلدين خلال الفترة المقبلة.
وتطرق المنصوري إلى الفرص الاستثمارية بين البلدين والاستفادة من اقتصاد المعرفة والتكنولوجيا، وقال إن دولة الإمارات توفر للاستثمارات المتجهة إليها حزمة رائدة من التسهيلات والحوافز التي تميز مناخها الاقتصادي، من بنى تحتية متطورة، وأطر تشريعية وتنظيمية اقتصادية حديثة، وسياسات مالية وجمركية وضريبية محفزة، وخدمات حكومية فعالة، فضلاً عن موقعها الجغرافي الاستراتيجي وما تتمتع به من أمن واستقرار راسخين وبيئة منفتحة ومتعددة الثقافات، إضافة إلى أن الدولة تركز على الابتكار كمحرك رئيسي للتنمية، وعلى دعم تطور القطاعات المرتبطة بالمعرفة والتكنولوجيا والأبحاث المتقدمة وريادة الأعمال، التي تعد من العوامل المهمة في توسيع خيارات التعاون والشراكة ودفعها قدماً لتحقيق تقدم نوعي ينعكس إيجاباً على مسيرة النمو الاقتصادي والاجتماعي في البلدين.
وأعرب عن شكره لجمهورية جنوب إفريقيا على تأكيدها المشاركة في معرض إكسبو دبي 2020، داعياً القطاعين العام والخاص في جنوب إفريقيا إلى الاستفادة منه كمنصة عالمية رئيسية لتسويق الاستثمارات والتجارة الجنوب إفريقية.
وفي الختام أشار إلى التعاون في قطاع الطيران والنقل الجوي، وقال إنه في سبيل النهوض بالعلاقات الاقتصادية والثقافية بين بلدينا، فلا بد من التأكيد على أهمية تعزيز التعاون في قطاع الطيران المدني وصولاً إلى تحرير النقل الجوي بين البلدين، لما يسهم به ذلك من بناء جسور التواصل على مختلف الصعد الثقافية والسياحية والتجارية والاستثمارية، وعلى مستوى العمل المشترك ضمن المنظمات الدولية والمتعددة الأطراف، فإن دولة الإمارات تهنئ الجانب الجنوب إفريقي بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي للأعوام (2019-2020)، وتؤكد على صعيد آخر دعمها لرئاسة جنوب إفريقيا لرابطة الدول المطلة على المحيط الهندي (IORA) بين عامي 2017-2019، وذلك من خلال عمل الإمارات كنائب لرئيس الرابطة خلال الفترة ذاتها، ومن خلال التعاون المشترك في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك ضمن أعمال الرابطة.
وفي كلمة له في المنتدي أشاد الرئيس الجنوب إفريقي بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدين، مؤكداً أن هذا المنتدي يعتبر حجر الأساس لتقوية العلاقات الاستثمارية بين دولة الإمارات وجنوب إفريقيا في مختلف المجالات.
ومن جانب آخر رحب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي محمد ثاني مرشد الرميثي بالرئيس الجنوب إفريقي والوفد المرافق له، وأعرب عن شكره وامتنانه لمشاركتهم في منتدى الإمارات جنوب إفريقيا للأعمال، مشيراً إلى أن هذه المشاركة تعزز الروابط التجارية وتوطد علاقات التعاون بين رجال الأعمال والشركات في البلدين الصديقين.
وأوضح الرميثي أن غرفة تجارة وصناعة أبوظبي وبتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تقوم ببذل جهودها لتنمية وتطوير علاقات التعاون الاقتصادي مع كافة الدول الشقيقة والصديقة لاسيما اهتمامها بتعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين دولة الإمارات وجمهورية جنوب إفريقيا، وأهمية العمل على توطيد هذه العلاقات، في مجالات العمل الاقتصادي، والدفع لزيادة حجم التبادل التجاري وفتح مجالات استثمارية أوسع أمام المستثمرين في كلا البلدين.
أرسل تعليقك