أشاد مسؤولون بارزون وخبراء في قطاع الفضاء ببرامج دولة الإمارات المختلفة في الاستثمار بالقطاع عبر مختلف المبادرات التي تهدف لتشجيع الكوادر الوطنية على الانخراط بالمجالات ذات العلاقة بالتخصصات العلمية، إضافة إلى المشاريع التي تعمل عليها الدولة، ومنها برنامج الإمارات لرواد الفضاء ومدينة المريخ في دبي ومسبار الأمل.
وثمنّوا خلال وجودهم في الدولة الدور البارز الذي تقدمه وكالة الإمارات للفضاء، من خلال وجودها الفاعل في المنصات والمؤتمرات الدولية، وحرصها على التعاون المشترك مع كبرى وكالات الفضاء العالمية، بما ينعكس إيجابًا على نشر ثقافة الاهتمام بالفضاء وعلومه بين أبناء الدولة.
وقال تشارلز بولدن، الرئيس السابق لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" "دولة الإمارات استطاعت خلال فترة وجيزة أن تنجح في تقديم نفسها باعتبارها نموذجًا للدول الناجحة في قطاع الفضاء، من خلال مسارعتها في التوقيع على المواثيق العالمية الخاصة بالقطاع، والتزامها بمختلف المشاريع والقوانين الخاصة به".
وأضاف بولدن "قطاع الفضاء يعد أحد أبرز القطاعات الحيوية في العالم المعاصر، حيث تتنافس الدول على غرس أهمية الالتحاق بالتخصصات المتعلقة به بما يكون بيئة حاضنة للعلم والتعلم، وبالتالي عملت الإمارا، بخاصة عبر برنامج الإمارات لرواد الفضاء، على التوعية بالتخصصات العلمية، وجذب المواطنين باختلاف أعمارهم وخلفياتهم العلمية.
وأشار بولدن إلى أن وكالة الإمارات للفضاء استطاعت أن تستقطب أفضل الخبرات العلمية في لجنتها الاستشارية التي تعمل على مناقشة الخطط المستقبلية للوكالة ورؤيتها تجاه مختلف التغيرات المعاصرة في عالم الفضاء، وتقديم التوصيات والاستشارات التي من شأنها تحقيق الاستفادة المثلى من المجال.
و اعتبر الدكتور فاروق الباز، رئيس مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأميركية، أن الإمارات تعد ملهمًا لدول المنطقة بمسابقتها للزمن وعملها المستمر على إيجاد التعاون العربي المشترك في القطاعات ذات الحاجة، مضيفًا "نحن في عالمنا العربي بحاجة لمبادرات مماثلة تساهم في تحقيق الرؤية العربية المشتركة.
وأضاف الباز"الإمارات أدركت أن العالم اليوم بحاجة إلى الفكر الابتكاري الذي يعمل على مناقشة تحديات المستقبل ومواجهتها في عالمنا المعاصر، وخطة الدولة التي تستمر 100 عاماً مقبلة لاستيطان المريخ تثبت أنه يوجد إيمان مطلق بضرورة الاستثمار في الفضاء ومواكبة مستجدات التصنيع الفضائي".
وأشار الباز إلى أن مشروع "خليفة سات" المتوقع إطلاقه في الربع الأخير من العام الجاري بتصنيع إماراتي يشكل نقطة تحول في عالمنا العربي، فالإمارات تشكّل أول نموذج لإطلاق قمر اصطناعي بتصنيع محلي 100 %، بمتوسط أعمار يقل عن 30 عامًا.
ودعا الباز الدول العربية كافة للعمل مع دولة الإمارات، وإطلاق مشاريع مماثلة للمشاريع التي تعمل عليها وكالة الإمارات للفضاء، والتي نجحت في اكتساب الاحترام العالمي والسمعة المتميزة دولياً بفضل القائمين عليها ومختلف الزيارات التي تقوم بها الوفود الممثلة لها.
و تحدث جون جاك دوردان، المدير العام السابق لوكالة الفضاء الأوروبية، عن أهمية الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في تنمية المواهب وصقلها بمختلف البرامج، ومنها التي تُعنى بتنمية حب العلوم لدى الطلبة في المراحل السنية الصغيرة، لما له من دور مستقبلي في تعزيز المخرجات التعليمية من هذه البرامج التي تبنتها وكالة الفضاء.
وأكد دوردان أن قطاع الفضاء يتطلب التواصل الفعال مع مختلف وكالات الفضاء العالمية، حيث يعمل مجتمع الفضاء الدولي على تكوين الشراكات الوثيقة، والتعاون المستمر سواء في إيجاد آليات تحقيق الاستفادة الاقتصادية المثلى من القطاع أو التوصل لأبحاث ودراسات علمية يستفيد منها البشر مستقبلًا خلال دراستهم للعلوم والطب، فالفضاء يمثل بيئة خصبة للبحث والتقصي.
و أوضح كويشي واكاتا، نائب رئيس وكالة استكشاف الفضاء اليابانية ورائد فضاء في 4 مهام سابقة لـ"ناسا"، أن ما يميز دولة الإمارات هو وجود الإرادة الحقيقية في تحقيق النجاح بقطاع الفضاء، وإلهام صغار السن خصوصاً على الانخراط فيه، لافتًا إلى أن ما حققه برنامج الإمارات لرواد الفضاء من جذبه لآلاف المتقدمين، والإعلان المرتقب عن أول فريق إماراتي فضائي خلال المرحلة المقبلة يمثل نقطة تحول للمنطقة.
وأضاف واكاتا:"هناك اهتمام كبير لا ينحصر في جملة المشاريع التي سيتم إطلاقها خلال السنين القادمة، ولكن يشمل أيضاً الاستثمار بجيل الشباب والطلبة، وخلال زيارتي للدولة سأقوم بزيارة لإحدى المدارس في أبوظبي بهدف استعراض تجربتي كرائد فضاء سابق وكيفية تحقيق الحلم لدى من يطمح لأن يكون رائداً للفضاء في المستقبل".
وأشار الدكتور تشارلز العشي، مدير مختبر الدفع النفاث، ونائب رئيس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أن الفضاء يعد اليوم أحد أدوات القوة الناعمة التي تحرص الدول على امتلاكها لتعزيز مستويات النمو الاقتصادي والتقدم العلمي في مختلف المجالات، فالفضاء يمنح الدول قوة البحث العلمي والدراسات، والتي سيكون لها الأثر المباشر في تطوير مختلف جوانب الخدمات في البلدين.
ولفت العشي إلى أن العالم العربي بحاجة إلى وكالات فضاء عربية أسوة بوكالة الإمارات للفضاء، تعمل على تعزيز الجانب البحثي والاستثمار في الكوادر الوطنية العلمية المؤثرة إيجابًا على الأوطان.
أرسل تعليقك