أكدت هيئة البيئة في أبوظبي أن أسماك القرش تواجه خطرًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم، حيث تشهد أعدادها تناقصًا ملحوظًا، وذلك لأسباب طبيعية وبشرية عدة، منها الصيد الجائر والصيد العرضي والتلوث، بالإضافة إلى تدهور موائلها المهمة، وتضم إمارة أبوظبي 6 محميات بحرية تمثل 13.4% من إجمالي مساحة البيئة البحرية في الإمارة، وتعتبر هذه المحميات موئلاً آمناً لمئات الكائنات والنباتات البحرية، ومنها أسماك القرش.
ودعت الهيئة الجهات كافة في المنطقة للعمل على المستويين الإقليمي والوطني من خلال إطلاق مبادرات تهدف إلى المحافظة على أسماك القرش من أجل استدامتها للأجيال القادمة.
وتضم المياه الساحلية لإمارة أبوظبي 29 نوعًا مختلفًا من أسماك القرش، في الوقت الذي يواجه فيه هذا النوع من الأسماك على مستوى المنطقة، تهديدات أدت إلى انخفاض أعداد أسماك القرش بنسبة 50%، وتقوم أسماك القرش بدور حيوي في البحار، فهي تسهم في المحافظة على التوازن البيئي بين الأنواع والموائل البحرية، وفي حال غياب أسماك القرش من السلسلة الغذائية، فقد تتأثر تلك الأنظمة البحرية، ويختل توازنها البيئي، و نفقد الكثير من الموائل والأنواع المهمة مستقبلًا.
وأشارت الهيئة أنه من الأنواع الموجودة في الإمارة، القرش الليموني ذو الأسنان الحادة، وهو مهدد بالانقراض إقليميًا، والذي يتخذ من أشجار القرم والبحيرات الضحلة ملاذًا له، إذ تم خلال العام الماضي إجراء تقييم لنحو 153 نوعًا من أسماك القرش والراي "المعروفة محليًا باللخمة"، والشيميراه في مياه بحر العرب والمياه الإقليمية المجاورة، بالتعاون بين هيئة البيئة في أبوظبي والاتحاد الدولي لحماية الطبيعة والصندوق الدولي للرفق بالحيوان ومؤسسة "انقذوا بحارنا" والذي بيّن أن بحر العرب والمياه المتاخمة يعتبران موطنًا لأكثر أنواع الأسماك الغضروفية المعرضة لخطر الانقراض في العالم.
ويبرز التقييم الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للمحافظة على أعداد هذه الأنواع وموائلها، حيث إن أكثر من نصف هذه الأنواع "78 نوعًا" في المنطقة، اعتبرت مهددة بالانقراض بشكل حرج. كما أشار تقييم إلى أن حالة 27 نوعًا آخر "قريبًا من التهديد" أي قد تصبح مهددة بالانقراض في المستقبل القريب.
وتم تقييم حالة 19 نوعًا فقط بأنها في حالة جديدة "غير مهدد", في حين أنه لم يتم التوصل إلى تقييم نهائي بشأن 29 نوعًا لعدم توفر معلومات علمية كافية لإجراء التقييم، مما يبرز الحاجة إلى المزيد من الدراسات لفهم حالة هذه الأنواع.
ويُشكّل الاستغلال المفرط لمحصول الصيد المستهدف أو العرضي، التهديد الرئيسي الذي تسبب بتناقص هذه الأنواع من الأسماك.
وتعتبر أسماك القرش والراي "اللخمة" والكيميرا ضمن أقدم المجموعات الحيوانية التي تتميز بالتنوع الإيكولوجي، وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، حيث إن هذه الأنواع الأربع مهددة بخطر الانقراض بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، إلا أن أسماك الراي "اللخمة" معرضة للخطر أكثر من أسماك القرش.
ويُشكّل الاستغلال المفرط لمحصول الصيد المستهدف أو العرضي، التهديد الرئيسي الذي يسبب تناقصًا في تعداد أنواع الأسماك بشأن العالم، وتشير نتائج الدراسات العلمية التي أجريت في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة إلى أن العديد من أنواع سمك القرش والراي "اللخمة" تتعرض للاستغلال المفرط، مما أدى إلى تناقص أعدادها خلال العِقد الأخير.
تعزيز المعرفة
و وضعت الدولة خطة وطنية للمحافظة على أسماك القرش وإدارتها، وتهدف الخطة إلى تعزيز المعرفة بأنواع أسماك القرش ودورها في النظام البيئي من خلال تحسين عملية جمع البيانات، وزيادة المعرفة بحالة مجموعات أسماك القرش، وتقليل التأثير السلبي للممارسات البشرية المباشرة وغير المباشرة.
و تهدف الخطة إلى ضمان فاعلية السياسات والتشريعات وآليات إنفاذها، ووضع إطار عمل للتعاون الوطني والإقليمي والدولي من خلال تفعيل التشريعات والقوانين البيئية ذات الصلة، وتسعى الخطة إلى تمكين جهود المحافظة الفعالة من خلال تعزيز المراقبة وبناء القدرات وتوعية الجمهور، وإلقاء الضوء على الدور الذي يمكن أن تقوم به القطاعات الحكومية والخاصة والأفراد في المحافظة على أسماك القرش.
أرسل تعليقك