دبي ـ جمال أبو سمرا
أعلن العقيد إبراهيم العاجل مدير إدارة التحريات والبحث الجنائي في شرطة الشارقة، أن هناك ازديادًا ملحوظًا في بلاغات الابتزاز الإلكتروني وأن عصابات الابتزاز تستهدف الفئات الشابة، التي لا تمتلك الوعي الكافي لتفادي الوقوع في هذا الفخ، لافتًا إلى أن حملة توعوية وقائية لطلبة الجامعات يجري تنفيذها بغرض رفع سقف التوعية بين صفوفهم.
وأشار إلى أهمية تحذير هذه الفئة من عدم التواصل مع الغرباء وضرورة تتبع الأهالي لحسابات أبنائهم على مواقع التواصل الاجتماعي كانستغرام وواتس اب وغيرها، حتى لا يقعوا ضحية لعصابات الابتزاز التي تعمل بشكل مدروس وذكي، موضحًا أن معظم عمليات الابتزاز تكون لغرض مادي وتكون من أشخاص خارج الدولة وغالبية هؤلاء المبتزين أفراد في عصابات منظمة ولا يعملون بشكل منفرد.
وطمأن العقيد العاجل أفراد المجتمع بسرية التعاطي مع بلاغات الابتزاز، معتبرًا أن أكبر معضلة تواجههم في هذا الإطار هو السكوت وعدم الإبلاغ خوفًا من الفضيحة وبالتالي الخضوع لرغبات المبتز، مؤكدًا أن توجيهات مدير الشرطة تقضي بحل قضايا الابتزاز داخل القيادة وبسرية تامة، مشيرة إلى أن لدى الإدارة قنوات سرية للإبلاغ منها خط نجيد 800151 وخطوط أرضية.
وذكر أن القضاء على هذه المشكلة مرهون بوعي المجتمع وعدم السكوت لأن ذلك يشجع المبتز لمواصلة اصطياد ضحاياه، وأوضح أن نشر الصور ومقاطع الفيديو المصورة التي تمس الحياة الخاصة على شبكات التواصل فعل مجرم، مشددًا على أهمية الوعي خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتفادي الوقوع فريسة في أيدي المجرمين.
وقال العقيد عبيد صالح خبير تقنية المعلومات مدير الشرطة المجتمعية، إن عصابات الابتزاز الإلكتروني تعمل من خارج الدولة ما يجعل ملاحقة المبتز صعبة في معظم الأحيان، لافتًا إلى أن الاستهداف يكون في العادة للأشخاص الأكثر تفاعلاً على شبكات التواصل الاجتماعي، مطالبًا أولياء الأمور بمتابعة أبنائهم، قائلًا إنه خلال تقديمه لمحاضرة توعوية في إحدى المدارس تفاجأ أن بعض الطالبات لديهن أكثر من جهاز ذكي وأكثر من ألف متابع، معتبرًا ذلك مؤشراً خطرًا، وأن المسؤولية تقع هنا على عاتق الأسر.
وأوضح أنه خلال تحليل عدد من الجرائم اكتشفوا أن الطرف الثاني هم مجموعة من الأشخاص شبكة، وليس شخصا ويتولوا عملية التواصل مع الضحية ويضعون فخا له يتفق مع ميوله وهواياته، وذكر أن من المفارقات أن أشخاصا وقعوا في فخ الابتزاز بعد استدراجهم من خلال النوادي الرياضية التي يشجعونها كريال مدريد وبرشلونة، معتبرًا أن جريمة الابتزاز عملية مدروسة بدقة، ولا يتم اختيار الضحية بشكل عشوائي حيث يتم دراسة المعلومات التي يدرجها الشخص ويتم دراستها ويحللها، ثم تبدأ عمليه استهداف الضحية، لافتا إلى أن بعض الأشخاص يرسلون معلومات تفصيلية عنهم وصور خاصة جدا.
واعتبر الشباب صيدا لهذه العصابات كونهم فاعلين على مواقع التواصل ويضعون معلومات ثرية عنهم وأن البعض يواظب على تحديد مواقعه أينما كان، لافتًا إلى أن الأمر وصل إلى حد توثيق لحظات الموت في حوادث مرورية نتيجة الانشغال بتسجيل الفيديوهات ووضعها على مواقع التواصل.
ويذكر أن القيادة العامة لشرطة الشارقة نفذّت حملة خاصة للتحذير من خطر الابتزاز الإلكتروني، والوقوع في شباك المتصيدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار "احذر لا يغرونك"، تضمنت توزيع مجموعة من المطبوعات، والبروشورات على طلبة الجامعات، تحتوي على نصائح، وإرشادات توعوية أعدت بثلاث لغات مختلفة (العربية والانجليزية والأردية) تتضمن التعريف بخطر الابتزاز الإلكتروني، وتدعو المستهدفين إلى الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي، وكافة التقنيات الحديثة بهدف حمايتهم من سوء الاستخدام، أو سوء الاستغلال، وذلك من خلال عدم تبادل المعلومات.
أرسل تعليقك