دبي - صوت الامارات
استطاعت المستشفيات الإماراتية الميدانية وعياداتها المتنقلة التابعة إلى مبادرة "زايد العطاء" خلال الـ17 عاماً الماضية تقديم الرعاية الصحية لما يزيد على 10 ملايين مريض ومصاب، خاصة من الأطفال وكبار السن، في أكثر من 16 دولة في العالم، كما أجرت ما يزيد على 10 آلاف عملية جراحية مجانية، ويتبع مبادرة "زايد العطاء"، التي أسست في عام 2000، حالياً 6 مستشفيات ميدانية، و14 عيادة متنقلة، بسعة إجمالية تبلغ 200 سرير، وتسعى "زايد العطاء" خلال الفترة المقبلة إلى زيادة عدد المستشفيات إلى 10، ورفع عدد العيادات المتحركة إلى 20 عيادة، لترتفع الطاقة الاستيعابية إلى نحو 300 سرير.
والمستشفيات الإماراتية المتحركة الوحيدة على مستوى العالم المجهزة بأحدث التجهيزات الطبية من وحدات الطوارئ والعيادات التخصصية والعناية والإقامة، إضافة إلى المختبرات والصيدليات المتحركة، ويشرف عليها مجموعة من كبار الأطباء المتطوعين من أطباء الإنسانية، يقدمون خدمات تشخيصية وعلاجية وجراحية ووقائية، تسهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة المرضى الفقراء، وزيادة الوعي المجتمعي بأهم الأمراض وأفضل سبل العلاج والوقاية في المناطق التي تسافر إليها.
وستشهد المرحلة المقبلة نقلة نوعية في مجال العمل الإنساني عبر المستشفيات المتنقلة، ومن خلال تبنّي مبادرات جديدة مبتكرة وإبداعية غير مسبوقة، تسهم في إثراء الحركة التطوعية، وتشكّل إضافة جديدة لإنجازات الإمارات في مجالات العمل ألأنساني استجابة للدعوة التي أطلقها نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتبني مبادرات وبرامج لرد الجميل تعبّر عن الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتسهم بشكل فعّال في عجلة التنمية الصحية والاجتماعية والاقتصادية المستدامة في الدول الشقيقة والصديقة، تزامناً مع توجيهات رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بأن يكون عام 2018 عام زايد.
وبذلت فرق العمل التطوعية في مبادرة "زايد العطاء" وشركاؤها نحو 6 ملايين ساعة تطوع، وتجولت تلك المستشفيات والعيادات المتنقلة في أشد المناطق فقراً وحاجة، وكذلك المناطق التي تعاني الكوارث الطبيعية، وقدمت لهم الرعاية الصحية والفحوص المجانية في مختلف التخصصات الطبية، وشملت جولات المستشفيات الإماراتية المتنقلة كلاً من مصر والسودان والمغرب واليمن وإرتيريا ولبنان وسورية والأردن وكينيا وهياتي وباكستان والصومال وتنزانيا والزنجبار وأوغندا والبوسنة والهرسك، وأخيراً في بنغلاديش لرعاية اللاجئين من ماينمار.
وتتشارك مبادرة "زايد العطاء" في تقديم خدماتها الإنسانية التطوعية عبر المستشفيات الميدانية مع جمعية دار البر، ومؤسسة بيت الشارقة الخيري، ومجموعة المستشفيات السعودية الألمانية، ومركز الإمارات للتطوع، في نموذج مميز ومبتكر للعمل التطوعي والعطاء الإنساني يحتذى به محلياً وعالمياً واستجابة لدعوات رسمية للاستفادة من الخبرات الإماراتية في مجال الإغاثة الطبية التخصصية، أسهمت في تخفيف معاناة المرضى والمعوزين، خاصة من فئتي كبار السن والأطفال.
ويؤكد جراح القلب الإماراتي الدكتور عادل الشامري، الرئيس التنفيذي لمبادرة "زايد العطاء" رئيس أطباء الإمارات، أن المبادرة حرصت منذ البداية على تبني مبادرات مبتكرة لإيجاد حلول واقعية للمشكلات الصحية، خلال تبنيها برامج شاملة للرعاية الصحية التطوعية التي تتضمن برامج علاجية ووقائية وتدريبية باستخدام العيادات المتحركة والمستشفيات الميدانية، إضافة إلى التنظيم الدوري لملتقيات ومؤتمرات صحية ومجتمعية لبناء القدرات للكوادر الطبية وتمكينها من خدمة مجتمعاتها المحلية، وأضاف أن دولة الإمارات، بتوجيهات قيادتها الرشيدة، تحرص على تأمين مظلة متكاملة من الرعاية الصحية للفئات المعوزة في مختلف دول العالم، انطلاقاً من توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأخيه الشيخ محمد بن راشد، بأن يكون 2018 عام زايد، وترجمةً لرؤية ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بترسيخ ثقافة العمل التطوعي والعطاء الإنساني، وتفعيل الشراكة الإنسانية بين المؤسسات الحكومية والخاصة، لتبني مبادرات إنسانية مبتكرة ومستدامة.
واستقطبت مبادرة "زايد العطاء" مئات الكوادر التطوعية التخصصية وتأهيلها وتمكينها من العمل الإنساني في فريق الإمارات الطبي التطوعي، وفق أفضل المعايير العالمية، واستحداث الشراكات لتبني المبادرات المبتكرة التي تسهم في إيجاد حلول واقعية لمشكلات الفقراء والمعوزين في دول العالم، وفق توجيهات القيادة الحكيمة بتبني مبادرات إنسانية تسهم في التخفيف من معاناة الفئات المعوزة، بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العرق أو الديانة، في نموذج مميز ومبتكر للعمل التطوعي والعطاء الإنساني الأول من نوعه على مستوى العالم، وقال: "إن الإمارات كانت ولا تزال سباقة في مجالات العمل الإنساني الطبي التخصصي، من خلال فرقها الطبية التطوعية وعيادات زايد المتنقلة ومستشفياتها المتحركة التي استطاعت أن تصل برسالتها الإنسانية إلى ملايين من البشر ضمن برنامج الإمارات للتطوع التخصصي، للمشاركة في المهام الإنسانية للفريق الإماراتي الطبي التطوعي في مختلف دول العالم، بالتنسيق مع القنوات الرسمية والمؤسسات التطوعية الصحية"، وقد تم تدريب وتأهيل الأطباء المواطنين في مجال الطب الميداني وطب الطوارئ والكوارث وإدارة العيادات والمستشفيات الميدانية وآلية الاستجابة الطبية باستخدام مدن تدريبية افتراضية، واستطاعت في السنوات الماضية تدريب ما يزيد على 10 آلاف كادر إداري وطبي من مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة، بإشراف المؤسسة الوطنية للتدريب "تدريب" في مجال طب الطوارئ والمجتمع والكوارث، في بادرة الأولى من نوعها في الدولة، وباعتماد أبرز المراكز التدريبية العالمية وفق أفضل المعايير الدولية.
وخلال أزمة مسلمي الروهينغا، وفي ظل الظروف المأساوية الذي يعيشها النازحون الذين يعانون أوضاعاً مأساوية، نظراً إلى تردي الوضع الصحي وانتشار الأمراض المعدية والوبائية بين الأطفال والأمراض المزمنة بين المسنّين، تمكنت المستشفيات الإماراتية الميدانية من تقديم خدماتها الطبية والإنسانية في المنطقة الحدودية مع بنغلاديش للتخفيف من معاناة اللاجئين، من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية إلى 200 مريض يومياً، نتيجة زيادة احتياجات الرعاية الصحية، مع تزايد عدد المرضى المراجعين للحصول على الخدمات الطبية المجانية.
واستطاع المستشفى الميداني العمل من خلال خطة تشغيلية على ثلاثة مراحل، تم في الأولى تشغيل المستشفى الميداني بسعة عشرة أسرّة، والمرحلة الثانية بسعة 20 سريراً، والمرحلة الثالثة بسعة 50 سريراً، إضافة إلى وحدة متحركة للوصول إلى مختلف مناطق اللاجئين، كما تم فتح باب التطوع للأطباء للعمل في المستشفى الإماراتي والوحدات التخصصية الميدانية والحافلات الطبية المتحركة والعيادات المتنقلة المجهزة بأحدث التجهيزات الطبية، وتضم وحدة لاستقبال المرضى، ووحدة للطوارئ، ووحدة للعيادات الخارجية، ووحدة للإقامة القصيرة، ووحدة للعناية المركّزة، وصيدلية، ومختبراً متكاملاً، ووحدة لتوليد الكهرباء.
أرسل تعليقك