فيلم غدي يعالج مسألة التخلف في النظرة إلى الإختلاف
آخر تحديث 13:23:14 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

فيلم "غدي" يعالج مسألة "التخلف" في النظرة إلى الإختلاف

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - فيلم "غدي" يعالج مسألة "التخلف" في النظرة إلى الإختلاف

بيروت - أ ف ب

من خلال قصة ولد مصاب بمتلازمة داون ينزعج منه أهل قريته، يطرح فيلم "غدي" اللبناني، الذي يبدأ عرضه في بيروت الخميس، مسألة الإختلاف في المجتمع، ويقدّم نماذج عدة على "التخلف" المتمثل في عدم تقبل الآخر، معالجا قصة إنسانية بأسلوب يأخذ المشاهد إلى أقصى درجات التأثر، وسرعان ما يرده إلى الحد المقابل، اي إلى الضحكة. وتعكس هذه المزاوجة في المشاعر العاطفية شخصية كاتب سيناريو الفيلم وبطله جورج خباز، الذي اشتهر في أدوار ونصوص كوميدية تلفزيونية ومسرحية، لكنه برع في الوقت نفسه في تجسيد الأدوار ذات البعد الدرامي والشحنات الإنسانية الكثيفة. تدور أحداث الفيلم، الذي تولى إخراجه أمين درة، في قرية لبنانية أطلق عليها في الفيلم إسم "مشكل"، وهي بمثابة نموذج مصغر للمجتمع اللبناني، بتنوع أهلها واختلافاتهم ومشاكلهم. جورج خباز، في دور لابا، هو الراوي، ومن خلال عينيه، صغيرا ثم كبيرا، يتابع المشاهد تطور الأحداث. ولابا هذا لم يكن طفلا عاديا، إذ كان كان يعاني من تأتاة ، وكان لذلك محط سخرية رفاقه في المدرسة، لكنه عوض عن الكلام بالكتابة. وتبدلت حياته حين "حط" البيانو في قريته، ودرس العزف على "الاستاذ فوزي"، فساعده حب الموسيقى والغناء على التخلص من مشكلة النطق لديه. وعندما كبر لابا، بات هو أستاذ تعليم الموسيقى غناء وعزفا. وباسلوب كوميدي وبلقطات سريعة فيها شعر ورومانسية على طريقة السينما الايطالية، تزوج، ورزق ولدا مصابا باعاقة سماه "غدي". وكان "غدي" يجلس على نافذة المنزل ويصدر اصواتا غريبة مما اثار انزعاج اهالي القرية وغضبهم، وكان بعضهم يرى أن "الشيطان يسكنه". ولكن، بلباسه الابيض كبراءته، وبابتسامته القريبة من القلب، كان "غدي" في نظر والده "ملاكا من دون جناحين". وبمساعدة "مختلفين" آخرين عن مجتمع القرية، منهم المثلي والخلاسي والهامشي والمسيحية التي احبت مسلما، سعى لابا إلى أن يثبت لأهل قريته أن ابنه ملاك. ولكن، على غرار اجواء القرية في مسرحيات الأخوين رحباني، ثمة من يريد ان يخرب ما يسعى إليه لابا. باختصار، "غدي" عمل سينمائي مميز بقصته وحواراته وتصويره وأغنيته المؤثرة "صار عندن خي"، وهو قادر في آن واحد على انتزاع ضحكة المشاهد ودمعته. ويجعل "غدي" كثرا يسخرون من انفسهم بسبب عدم تقبلهم الاخر. ويندرج الفيلم في اطار الفانتازيا المتخيلة المنطلقة من الواقع . ويعتمد تركيبة ناجحة تجذب الجمهور هي الكوميديا الاجتماعية الواقعية. ويحضر جورج خباز في الفيلم كممثل بارع في الأداء السهل الممتنع، والمضحك المبكي، و وفي السيناريو المطبوع باسلوبه في معالجة القضايا الانسانية بعمق، ولكن ببساطة وطرافة، وهذا ما تميز به في المسرح والتلفزيون. ومن نقاط قوة الفيلم ايضا انه يضم ممثلين رموزا، على غرار انطوان ملتقى في دور الاستاذ فوزي، والكاتب المسرحي والتلفزيوني والممثل كميل سلامة، والكاتبة التلفزيونية والممثلة منى طايع. وادى دور "غدي" ايمانويل خيرالله. ويروي جورج خباز لوكالة فرانس برس انه عمل مع احدى الجمعيات اللبنانية التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة. ويقول:" تقربت منهم واختبرت في الوقت نفسه الى اي مدى يهمشهم المجتمع ويكون ظالما بحقهم وبحق اهلهم". ويضيف:" ثمة نظرة فوقية ونظرة شفقة حيالهم، واحببت ان اسلط الضوء على هذا الامر، ومن خلاله على الاختلاف". ويصف خباز فيلمه بأنه "صادق وغير مدع، يحمل رسالة انسانية راقية". ويشير الى انه "يضيء على النظرة إلى المختلف بكل انواعه". ويتابع: "غدي رمز للاختلاف بكل انواعه، في العرق والمذهب والمعتقد، وهذه الفكرة الرئيسية في الفيلم". ويقول: "هذه مشكلتنا الاساسية في لبنان والعالم العربي، اذا لا نستطيع ان نتقبل طفلا ولد مختلفا، فكيف يمكننا ان نتقبل شخصا من غير دين او لون او معتقد؟" أما مخرج الفيلم امين درة فيقول في هذا الصدد: "يا للاسف، البعض في مجتمعنا يعتبر المعاق شيطانا، وثمة من يخجل بولده المعاق حتى اليوم ويخبئه ".ويشير الى "ان غدي رمز لمفهوم تقبل الاخر مهما كان مختلفا". ودرة، الذي يعتبر "غدي" اول فيلم روائي طويل له، بعدما أخرج مسلسل "شنكبوت" الذي عرض على شبكة الانترنت، نجح في نسج لغة بصرية سلسة فيها خيال وجمالية، تعكس ثقافته السينمائية في الكثير من اللقطات والمشاهد. ويقول درة لوكالة فرانس برس: "استوحيت اجواء الفيلم من السينما الايطالية لانها قريبة من اجوائنا المتوسطية، وفيها شاعرية ورومانسية، ومن الافلام الاميركية المستقلة، عبر المقاربة الفنية واللغة الجديدة في التعبير السينمائي". وعن تاثره بالافلام التي عالجت موضوع المعاقين، ومنها "اليوم الثامن" للبلجيكي جاكو فان دورمايل، يقول درة: "ثمة افلام كثيرة عالجت هذا الموضوع ربما تاثرت بها في اللاوعي، لكن مجتمعنا مختلف. و انا لا اصور الاعاقة في ذاتها بل محيطها ونظرة مجتمعنا الى المختلف التي تختلف عن المجتمع الغربي، اذ ان نظرتنا متخلفة يا للاسف". وكانت اللجنة الإستشارية لشؤون السينما التابعة لوزارة الثقافة اللبنانية أوصت في ايلول/سبتمبر الفائت بأن يتم ترشيح فيلم "غدي" لتمثيل لبنان في جوائز الأوسكار السينمائية، لكنها عادت واعتمدت ترشيح فيلم "قصة ثواني" بعدما تبيّن أن ترشيح "غدي" متعذر بسبب عدم إنطلاق عروضه في الصالات اللبنانية. ووصف وزير الثقافة اللبناني غابي ليون فيلم "غدي" بأنه " جيد جدا ويستحق تمثيل لبنان أيضا"، واصفاً كاتب السيناريو والممثل جورج خباز بأنه "فنان ممتاز". وأضاف "إذا لم نر إنتاجا آخر مهما خلال السنة المقبلة، قد يكون +غدي+ هو المرشح باسم لبنان في السنة المقبلة". 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم غدي يعالج مسألة التخلف في النظرة إلى الإختلاف فيلم غدي يعالج مسألة التخلف في النظرة إلى الإختلاف



GMT 00:48 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كتاب جديد عن جهل ترامب بالمعلومات التاريخية والجغرافية

GMT 19:26 2020 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

الجمهور يفضّل الأفلام المقتبسة عن روايات

GMT 07:05 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مرصد مناهضة التطبيع هشكار يروّج للصهيونية

GMT 22:03 2019 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"القاهرة السينمائي" يناقش فيلم أمومي في ندوة

GMT 16:38 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

7 أفلام إيطالية في الدورة 12 من بانوراما الفيلم الأوروبي

GMT 21:10 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "معجزة البقاء" في الإسكندرية الأربعاء

GMT 16:53 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

كتاب يحتفي بـ"طعام الشارع" في جهات المملكة المغربية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates