السينما في قبضة كبار السن
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

السينما في قبضة كبار السن

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - السينما في قبضة كبار السن

برلين ـ وكالات

تجاهلت السينما طويلا الفترات الأخيرة من حياة الإنسان مثل فترات الشيخوخة والموت. في السنوات الأخيرة ظهرت مجموعة من الأفلام عرض مسارات حياة العجزة ومعاناتهم، كم تم السماح لهم بلعب الأدوار الرئيسية في عدد من الأفلام. بعد بلوغهما السبعين من العمر، جاء الموت ليفرق آرتور الزوجَ البريطاني عن زوجته، فوجد الزوج نفسه وحيدا من دون ونيس. ويتعاطى الزوج لهواية زوجته المتوفاة، الغناء في الكورال. إنها قصة فيلم "أغنية لماريون" (Song for Marion)  الذي يعرض حاليا في دور السينما الألمانية ضمن مجموعة من الأفلام التي تعالج موضوع التقدم في العمر والمسنين. لقد ازداد عدد الأفلام التي يلعب فيها المتقدمون من العمر فوق الستين دور البطولة. وهذا لا يقتصر على السينما الألمانية فحسب، وإنما ينطبق أيضا على عدد كبير من الأفلام التي صنعت في هوليود أو خارجها على السواء. مشهد من فيلم "غلوريا". وتلاقي تلك الأفلام نجاحا لافتا، سواء الأفلام التي تمّ معالجتها من خلال قالب الميلودراما كفيلم "غلوريا" الفائز بعدة جوائز في الدورة الأخيرة لمهرجان برلين السينمائي، أو بقالب كوميدي على غرار فيلم "Best Exotic Marigold Hotel". ومع تنوع تلك الأفلام، اختلفت زوايا المعالجة للموضوع. ومن تم ظهرت  أفلام مثل "الحب" الفائز بجائزة أوسكار والذي عالج موضوع الموت الرحيم  والخرف؛ إضافة إلى فيلم "الرباعية" لمخرجه داستين هوفمان حول العجوز الذي صمم على ترك بصمات خالدة في حياته قبل وفاته. صناع السينما والشيخوخة وحول الأسباب التي دفعت بصناع السينما إلى الاهتمام بتلك الفئة العمرية، يقول ديتر هيرتل مدير مسرح ريكس في مدينة بون الألمانية، إن "فئة "المسنين" تواظب على الذهاب إلى السينما التي تعتبرها سلوكا ثقافيا ضروريا. على عكس الفئات العمرية الشابة التي تفضل مشاهدة الأفلام عبر الإنترنت أو جهاز بلو راي. وهذا يعني أن المتقدمين سنا أصبحوا زوارا يتوافدون على دور السنيما بشكل دائم". وبالفعل، تمثل فئة خمسين سنة وما فوق نصف جمهور قاعة المسرح والسينما التي يشرف هيرتل على إدارتها. ومن المحتمل أن يكون قطاع السينما هو الآخر قد التفت إلى تلك المواضيع لأسباب اقتصادية محضة، إثر عزوف الفئة الشابة عن زياراتها المكثفة لدور السينما العمومية. باولينا غارسيا لدى تسلمها جائزة السعفة الفضية كأحس ممثلة في مهرجان برلين السينمائي، عن فيلم "غلوريا". وهناك من يرى أن السبب يكمن في المخرجين أنفسهم. فغالبية هؤلاء بلغت من العمر عقدها السادس على الأقل، ومن ثمة بات هذا الجيل  مؤهلا ومستعدا بشكل اكبر لمخاطبة أقرانه المسنين. وهذا ما حدث بالفعل في فيلم "الحب" لمخرجه النمساوي في السبعين من العمر،  يشائل هانكه. وتنصب أعمال داستين هوفمان وكلين إستيوود في هذا المنحى، فالنجمان السابقان تعاطا الإخراج وركزا بشكل كبير على هذه النوعية من الأفلام. بيد أن الحديث على الأسباب لا ينطبق على كل الأفلام من هذه الشريحة، ففيلم "أغنية لماريون" هو للمخرج البريطاني بول أندريو ويليامز الذي لم يتجاوز عمره الأربعين بعد. و"غلوريا" الذي يتطرق لمعاناة بطلة الفيلم من العزلة وهي في الثمانية والخمسين من عمرها. الفيلم أخرجه سيباستيان ليليو من شيلي ذو التاسعة والثلاثين عاما من العمر. وقد فاز  بجائزة السعفة الفضية في مهرجان برلين السينمائي. تجدر الإشارة إلى أن جل تلك الأفلام، حققت إيرادات مهمة، كما هو الشأن بالنسبة لـ"رباعية" الذي فاقت عائداته 45 مليون دولار وفيلم "Best Exotic Marigold Hotel"  بـمبلغ 134 مليون دولار. السينما لفهم التحول الديموغرافي هذه النوعية من الأفلام حولت السينما إلى وسيلة لعرض واستيعاب التطور الديموغرافي الحاصل في المجتمع. وفي هذا الإطار توضح بريتا هارتمان المتخصصة في مجال السينما والإعلام "أن الأفلام أصبحت مسرحا لمعالجة قضايا وعرض مخاوف تواجه الإنسان في مسيرته". ورغم أن الخبيرة الإعلامية لا تستطع أن تضمن صمود موضوع كبار السن لفترة طويلة على شاشات الفن السابع، إلا أنها تؤكد أنه  في "مجتمع يهرم يوما بعد يوم، سوف يزداد الاهتمام بقضية ضعف جسم الإنسان بفعل الشيخوخة وتتراجع القدرة على التفكير، أو يتم تقبل المرض ومواجهة الموت". ومهما اختلفت الأسباب والحوافز التي أدت إلى هذا التطور، تبقى درجة الاهتمام بهذه الأفلام عالية، خصوصا وأن المسنين لعبوا دور البطولة المطلقة في عدد مهم منها، بعد أن تعاملوا معها من منظور الجالسين على كراسي الإخراج.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السينما في قبضة كبار السن السينما في قبضة كبار السن



GMT 00:48 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كتاب جديد عن جهل ترامب بالمعلومات التاريخية والجغرافية

GMT 19:26 2020 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

الجمهور يفضّل الأفلام المقتبسة عن روايات

GMT 07:05 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مرصد مناهضة التطبيع هشكار يروّج للصهيونية

GMT 22:03 2019 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"القاهرة السينمائي" يناقش فيلم أمومي في ندوة

GMT 16:38 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

7 أفلام إيطالية في الدورة 12 من بانوراما الفيلم الأوروبي

GMT 21:10 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "معجزة البقاء" في الإسكندرية الأربعاء

GMT 16:53 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

كتاب يحتفي بـ"طعام الشارع" في جهات المملكة المغربية

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates