أبوظبي ـ وكالات
ظاهرة فنية ليست بالجديدة لكنها تثبت نجاحها وفعالياتها مع مرور الوقت يوماً بعد يوم، حيث يعرض موقع "يوتيوب" الكثير من الأفلام الإماراتية القصيرة هي في معظمها تجربة مجموعات متعددة من الشباب الإماراتي الذي رأى أفضل طريقة للتعبير عن وجهة نظره للمجتمع تكمن في صنعه للأفلام وتمثيله فيها.تطرح أفلام الشباب الإماراتيين، قضايا اجتماعية قد تبدو مناسبة لقياسها على كل المجتمعات العربية الشرقية، كونها تقترب من مواضيع أخلاقية تمسّ الفرد والعائلة والمجتمع. ولأنها تحاكي منظومات فكرية شائعة اعتاد عليها شبابنا وبناتنا. فتراها تحارب العادات السيئة وتدعو إلى أخرى إيجابية تأخذ أحياناً الطابع الديني.وفي ظل الاهتمام بالفكرة والمضمون تكون محاولات الاهتمام بالشكل الفني متواضعة بعض الشيء، إلا أنها لم تكن مهملة أبداً. ففي الفيلم القصير "بنت فلان" الذي يوجّه نقداً لسلوكيات الشباب في كلامهم عن البنات واتهامهن بما هو ليس فيهن، تمّ الاعتماد على الحوارات المتبادلة ما بين الممثلين، والتركيز على تعابيرهم اللفظية والأدائية. ولم يكن المجال واسعاً أمام الصورة لتظهر كمعبر أساسي عن الفكرة المراد توضيحها في الفيلم."بنت فلان" هو فكرة الجميري وأعدّ السيناريو والحوار فيه صقر الحمادي، ويظهر ما كتب في مقدمة الفيلم، مدى الفهم العميق للواقع من قبل العاملين فيه، فقد جاء في شارة البداية: "جميع مشاهد هذا الفيلم تمثيلية تعكس واقع المجتمع ولا تمت بأيى صلة للممثلين وحياتهم الشخصية".وفي الفيلم القصير "وجود" يحكي المخرج طلال محمود قصة امرأة تحاول محاورة زوجها والاعتذار منه عن تقصيرها وخطئها في السنوات السابقة، كذلك تحاول مع ابنها الصغير، إلا أنها لا تجد استجابة في كل مرة حتى تكتشف أن صورتها قد علّقت عليها ربطة سوداء، إنها ميتة وليست على قيد الحياة، أي إنها شبح.يعالج الفيلم مهمة الزوجة في رعاية أبنائها وبيتها وعدم الانجرار ورءا الإهمال والتسيّب، لكنّ طرحه جاء مختلفاً ضمن دقائق قليلة حملت للمتلقي التشويق والمتعة. حيث وضع محمود القضية ضمن قالب غير تقليدي وغير مباشر، مما جعل تأثيرها على المشاهد أكثر قسوةً، وبالتالي فرصتها في الفهم والاستيعاب والإدراك أكثر نجاحاً.
وعن العادات الواجب اتباعها في شهر رمضان، قام الهواة من الشباب الإماراتي بتقديم أكثر من فيلم قصير منها "يوميات صائم"، الذي يحكي وبشكل جدي عن مفهومي "الغيبة" والنميمة" والخطوات التي تكفل للصائم حسن الصيام على أكمل وجه حسب ما يتم ذكره والاستناد إليه من تعاليم دينية. كذلك تحدّث فيلم "سر الحياة" عن أداء فروض الصلاة وأهميتها في حياة كل إنسان، ودعا كل شاب وفتاة إليها.وكنمط غالب على كل الأفلام القصيرة من إعداد الشباب، أنّ الخاتمة تأتي دائماً لصالح الخير والخصال الحميدة والإيجابية، سواء من خلال ندم المخطئ وثبات الخطأ الذي كان يرتكبه أو من خلال طرح بديل أخلاقي يقنع جميع الأطراف.ما نريد مناقشته هنا ليس مضمون الفيلم وصحته من خطئه، ولن نقف مع الفكرة أو ضدها. لكن ما نريد توضيحه وإلقاء الضوء عليه هو المسؤولية التي يتمتع بها بعض الشباب في الإمارات لتغيير مجتمعهم نحو الأفضل وكيف بإمكانهم تمييز ما يريدون فعله كنمط صحيح للحياة وسط واقعٍ مزدحم بالتنوع الثقافي والإنساني والعقائدي.
في مجتمعاتنا العربية، فالفكرة من الشباب وإلى الشباب تكون أسهل في الوصول والترسيخ خاصةً إن تمّت معالجتها ضمن إطار فني مشوّق وإبداعي، وعرضها على شبكة الانترنت المكان الأكثر جذباً للشباب.
أرسل تعليقك