كشفت الفنانة القديرة نادية لطفي عن الكثير من الأحاديث والحكايات عن مشوارها الفني وذكرياتها مع عمالقة الفن، وتحدثت عن بدايتها مع التمثيل فتقول : لم أكن أفكر في التمثيل حيث كنت في صغري تعرضت لموقف جعلني أؤكد إن التمثيل لا يناسبني حيث كان من المفروض أن أمثل على مسرح المدرسة ونسيت الكلام والسيناريو فاتعقدت من التمثيل واهتممت كثيرا بالرسم والكتابة والقراءة منذ صغري.
وأضافت في حديث خاص إلى " صوت الإمارات " أن موهبة الرسم لم أكن أستطع أن أمارسها بسبب والدي حيث كان يرى إن موهبة الرسم لا تناسب بنت الرجل الصعيدي الصارم الملتزم بالعادات والتقاليد ، أما التمثيل فقد جاء بالصدفة بعد زواجي الأول عندما تم دعوتنا إلي منزل المنتج جان خوري في إحدى المناسبات ووقتها تقابلت مع المنتج رمسيس نجيب ورشحني لأن أكون بطلة فيلمه الجديد " سلطان " مع الفنان فريد شوقي والمخرج نيازي مصطفى وكان هذا في عام 1958.
وقال لي إن اسم " بولا " وهو اسمي الحقيقي ليس اسم فني فاختار في البداية اسم سميحة حسين أو سميحة حمدي ولكني اقترحت عليه في ذات الوقت اسم " نادية لطفي " لأنني كنت معجبة جدًا برواية إحسان عبد القدوس " لا أنام " وكانت بطلة الرواية اسمها " نادية لطفي " فأعجب بالاسم ولكن وقتها الكاتب إحسان عبد القدوس غضب كثيرًا واعتبر هذا الأمر انتهاكًا لحقوقه الفكرية دون أن نقوم باستئذانه.
وعن ما إذا كان والدها رفض دخولها الفن قالت : على الرغم من أنه كان رجل صعيدي صارم إلا أنه كان محب للفن كثيرًا هو ووالدتي أيضا وكنا دائما نذهب للسينما ونشاهد أحدث الأفلام وعندما عرض عليّ المنتج رمسيس نجيب التمثيل وقتها أبي شجعني ودعمني على الرغم من رفض باقي العائلة لفكرة أنني أكون ممثلة لأن النظرة للتمثيل كانت مختلفة تمامًا عن الوقت الحالي .
وعن أكثر الأفلام التي تعتز بتقديمها تقول : اعتز كثيرا بفيلم "النظارة السوداء" مع الفنان أحمد مظهر وفيلم " الناظر صلاح الدين " معه أيضا ويعتبر من أنجح أعمالي ومن الأعمال التي لا تزال عالقة في أذهان المشاهدين حتى الان وأخذت عنهم الكثير من الجوائز .
أما عن الأفلام التي ندمت أنها قدمتها أكدت قائلة : لاشك إن هناك أعمالًا ندمت على تقديمها خصوصًا تلك التي قدمتها في بداية مشواري وكان ليس لدي خبرة كفاية للتفرقة بين الأعمال الجيدة والغير جيدة فهناك فيلم " ثورة بنات " والذي قدمته مع الفنان حسن يوسف ووقتها كنت أنا ويوسف لا نريد استكمال هذا العمل وطلبنا من " اللبيس" حرق النيجاتف ولكنه لم يستطع فعل ذلك وتم عرض الفيلم في السينمات وسحب من السينما بعدها بأسبوع فقط لأنه لم يحقق نجاحًا .
وتنتقل الفنانة نادية لطفي للحديث عن ذكرياتها مع العندليب عبد الحليم حافظ وأردفت قائلة : عبد الحليم كان صديق مقرب لي وأنا سعيدة جدا إن عبد الحليم كان من المقربون لي على المستوى الشخصي والفني وكان يتميز بذكاؤه الشديد وأخلاقه التي تفوق كل الحدود خاصة في طريقة تعامله مع المحيطين به ولديه عفه في سلوكه وعندما ألتقينا في فيلم " الخطايا " و " أبي فوق الشجرة " تعلمنا من بعضنا الكثير أنا أكتسبت من خبراته وهو كذلك .
وهو كان محب لفنه وعمله كثيرا حتى أنني أتذكر إنه في فيلم "الخطايا " عشنا مع بعض الشخصية والدور قبل تقديمه حتى أنه كان يطالبني أن أناديه باسمه في العمل حتى نتعايش مع الشخصية وبالفعل خرج العمل بشكل رائع ومميز .
وتتابع : أتذكر أيضا إن أغنية " قول لي حاجة " قمنا بتصويرها في الأوبرا في 10 أيام لأنها كانت تحتاج مجهود كبير ، ووقتها أتفاجئت لأن أول مرة أصور بتعبيرات وجهي دون أن أتحدث وعلى الرغم من أنها كانت تجربة صعبة إلا أنني اكتشفت أنني أستطيع أن أمثل بتعبيرات وجهي فقط دون أن أتحدث فمن يشاهد تلك الأغنية يشعر وكأنني أغني معه أو أبادله الحديث .
أما عن فيلم " أبي فوق الشجرة " فتقول : قدمت شخصية مختلفة تماما عن شخصيتي في فيلم " الخطايا " وتعتبر عكس شخصيتي في " الخطايا " شخصية فردوس وغنى لي " جانا الهوا " وصورناها في بيروت .
وعن ما تردد عن وجود قصة حب بينها وبين عبد الحليم حافظ نفت تماما هذا وقالت : بيننا علاقة صداقة ومحبة و لكن ليس حب عاطفي أو حب رجل لإمرأة أو إمرأة لرجل فأنا أحترمه كثيرا وهو كان يكن لي الإحترام والمحبة كصديقة مقربه له .
أما عن ذكرياتها مع الفنانة سعاد حسني فتقول : سعاد صداقة عمر لأكثر من 35 عامًا وكانت تنوي عندما تعود من رحلة علاجها في لندن أن تعود علي وقالت لي " نفسي أكل من إيدك " لأنها كانت تحب أكلي كثيرا وكانت تجلس معي في المنزل لأيام عديدة .
وعن ما اذا كانت قتلت أم أنتحرت فقالت : سعاد كانت رفيقة دربي وكانت مقربة لي جدا فعلى الرغم أنني لم أشاهدها قبل وفاتها عندما كانت بلندن إلا أننا كنا دائما نتحدث معا عبر الهاتف .
سعاد قتلت ولا شك في ذلك فهي كانت تنوي العودة إلي مصر وكانت متفائلة كثيرًا وعلاجها كان تم لو كانت عاوزة تنتحر كان من الأولى أن تنتحر في بداية مشوار علاجها وليس بعد انتهائها من علاجها ، وجميع الشهود والتحقيقات أثبتت مقتلها بالفعل .
أتذكرها كثيرا ولا تغيب عن بالي للحظة فبيننا العديد من الأعمال والذكريات التي جمعت بيننا ويكفي إن بدايتنا كانت في نفس العام ففي بداية ظهوري في فيلم " سلطان عام 1958 كان في نفس التوقيت التي ظهرت به سعاد حسني في فيلم " حسن ونعيمة ".
وعن ما تردد أنه كان هناك خلافا فيما بينهما نفت ذلك وبكل قوة وقالت : لم يحدث يوما أن اختلفنا وكانت بيننا علاقة صداقة قوية جدا ومن يقول هذا فهو كاذب .
وتنتقل للتحدث عن الفنانة مريم فخر الدين وتقول : من أكثر الفنانات اللاتي حزنت على رحيلهم هي وسعاد حسني ، فمريم كانت من الفنانات القريبات إلى قلبي بسبب طيبتها الشديدة وعلى الرغم من ما يعتقده البعض بأنها قوية إلا أنها طيبة للغاية وحنونة للغاية كنا دائما نتبادل الزيارات العائلية فيما بيننا .
أما عن ذكرياتها مع الفنان أحمد رمزي فتقول : حزينة على فقدانه كثيرا ووحشتني ابتسامته، فرمزي هو صديق الكفاح وكان إنسان جدع وطيب وشاركني العديد من الأعمال مثل " النضارة السوداء " و " حتى لا تطفيء الشمس " ، وأتذكر أنه ذهب وضرب صاحب العمارة التي اسكن بها لمجرد علمه بأنه كان يضايقني وكنا على اتصال دائم ببعض لان ابني كان يسكن بجواره في الساحل الشمالي .
أما عن فاتن حمامة فتقول : فقد الفن المصري فنانة من أروع الفنانات فقد كانت رمز الوقار والعظمة في الفن المصري وكانت تتسم بالإحترام والرقة والهدوء وكنت دائما اسأل عنها وأطمئن على صحتها من وقت لآخر ولم أستوعب رحيلها حتى هذه اللحظة وأشعر أنها لاتزال تعيش بداخلنا جميعا .
وتنتقل للتحدث عن الفنان أحمد مظهر وتقول : هو أستاذي تعلمت منه الكثير وكنت استشيره كثيرا في خطواتي الفنية حيث كان مثقف كثيرا .
وتتحدث الفنانة نادية لطفي عن أزواجها وتقول : تزوجت ثلاث مرات المرة الأولى من ابن الجيران وهو ضابط بحري يدعى "عادل البشاري" و هو والد ابني الوحيد " أحمد " وتزوجني وأنا صغيرة لم أكمل العشرين من عمري ولكن انفصلت عنه بسبب هجرته إلي استراليا وأنا لم أحب هذا الغياب لفترة طويلة لذا طلبت منه الانفصال والاحتفاظ بابني لتربيته وبالفعل فضلت أربي أبني حتى صار شابا وتخرج من كلية التجارة وعمل بأحد البنوك وكون أسرة وأنجب أطفالا .
أما الزواج الثاني كان من المهندس "ابراهيم صادق" شقيق "حاتم صادق" زوج منى ابنة الرئيس "جمال عبد الناصر" وتعرفت عليه بعد الانفصال عن عادل البشاري وظل زواجنا ستة أعوام شعرت وقتها بحالة من الاستقرار الأسري ولكن اكتشفت وجود جهاز تصنت داخل منزلي وهذا الأمر سبب لي حالة من الذعر ولم أكن أعرف هذا الجهاز تم وضعه لي أو لزوجي لذا قررت الانفصال عنه .
وأثناء تصويري لفيلم " سانت كاترين " تعرفت على زوجي الثالث " محمد صبري" مصوّر بدار الهلال ولم يدم زواجنا كثيرا بسبب كثرة الخلافات فيما بيننا وقررنا الانفصال .
وعن أحفادها تقول : لدي ثلاثة أحفاد هم ياسمينا وريحانة وسلمى وهم بهجة حياتي وعندما يأتوا لزيارتي أشعر بالسعادة التي لا يمكن أن أصفها .
وعن أسباب انسحابها من التمثيل تقول : قررت الإنسحاب بعد رصيد فني بلغ 85 عملًا لأن الاعمال التي كانت تعرض علي لا تناسبني ولا أشعر انها تناسب تاريخي الفني واكتفيت بتاريخ فني مشرف وانسحبت في عز مجدي وكان هذا في الثمانيات.
واختتمت حديثها معلقة عما يحدث في مصر الآن وتقول : أنا شاهده على عصر بأكمله وحزينة لما يحدث في مصر الآن ولكن لما يمكنني أن أقوله هو إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وطني للغاية ويعشق تراب مصر وأتمنى أن يعي الجميع ذلك تماما.
أرسل تعليقك