دمشق - سانا
يعاني الأطفال من نزلات البرد والزكام بشكل متكرر قد يصل إلى خمس مرات سنويا الأمر الذي يسبب قلقا وتوترا دائما للأمهات بينما يؤكد الخبراء أن الوقاية تتطلب فقط العناية بغذاء الطفل ومنحه ساعات النوم اللازمة.
وتزداد شكاوى الأطفال من نزلات البرد خلال الشتاء حيث يساعد الجو البارد على انتشار الفيروسات ويكون الأطفال أكثر تعرضا للإصابة بها لعدم اكتمال نمو جهازهم المناعى وبمجرد إصابة أحد أفراد العائلة بالبرد يكون من الصعب منع الفيروس من الانتقال لباقي أفراد الأسرة.
ويشير طبيب الأطفال الدكتور مازن اسماعيل لنشرة سانا الصحية إلى أن المعدل الطبيعى للإصابة بنزلات البرد بالنسبة للأطفال تحت سن السادسة نحو 7 نزلات برد سنويا بينما الأطفال الأكبر سنا يصابون بنحو 4 إلى 5 نزلات برد خلال العام والأطفال الرضع الأصغر من ستة أشهر أقل تعرضا للإصابة بنزلات البرد لأن تغذيتهم تعتمد على لبن الأم الرضاعة الطبيعية حيث إنه يقوي مناعة الطفل لاحتوائه على الكثير من الأجسام المضادة.
ويذكر الدكتور اسماعيل أن برودة الشتاء هي السبب الرئيسى لهذه النزلات لتسببها بجفاف المخاط الموجود بالأنف والمسؤول عن محاربة الجراثيم والبكتيريا لافتا إلى أن الأعراض الأساسية والطبيعية لنزلات البرد هي السعال والعطاس والتهاب الحلق إضافة إلى آلام وأوجاع عامة بباقي الجسم ويمكن أن يتسبب البرد أيضا في انسداد الأنف ما يجعل الطفل يشعر بضيق التنفس وخصوصا الرضع.
ويشدد الاختصاصي على ضرورة العلاج لفترة كافية بعد الشفاء لمنع عودة الفيروس مرة أخرى مع إعطاء الأطفال الكثير من السوائل واستعمال غرغرة مطهرة مبينا أن تقوية مناعة الطفل تقي من الإصابة بنزلات البرد وأمراض الشتاء وذلك من خلال منحه قسطا كافيا من النوم والاهتمام بالرضاعة الطبيعية والتغذية.
وينصح اسماعيل بتقديم العسل الأبيض والأسود للطفل اللذين يقيان من نزلات البرد وعزل المصاب بالرشح أو السعال عن الطلاب في المدرسة ووضعه في مقعد منفرد وعدم اختلاط الأطفال الآخرين به منعا لانتشار العدوى.
ويوصي اسماعيل بتجنيب الطفل الأتربة والروائح النفاذة والأبخرة والمبيدات الحشرية والمأكولات التي تسبب له الحساسية عند إصابته بنزلة برد أو زكام وذلك لتهيئة جهازه المناعي لمهاجمة الفيروس المسبب للزكام والقضاء عليه.
ويشكو الأطفال المصابون بالزكام كما يوضح اسماعيل بسيلان الأنف وإفرازات مائية وعطاس ووخز والشعور بحكة في الحلق ودموع العين وارتفاع في درجة الحرارة وضيق بالتنفس من الأنف ويمكن أن يصاحبه كحة بسيطة وصداع وتعب عام مبينا أنه لا يوجد دواء شاف تماما للزكام ولكن بالنسبة للأدوية التي تعطى له فهي لتخفيف الأعراض وليس لمعالجة السبب.
وينصح اسماعيل بعدم استخدام مضادات السعال وطارد للبلغم أو مضادات الهيستامين ومزيل الاحتقان بشكل عشوائي وأساسي فهي قد تساعد في تخفيف الأعراض فقط لكن في ذات الوقت لديها بعض الآثار الجانبية مثل الدوخة والخفقان وهبوط الضغط والإصابة بالأرق والقلق مؤكدا أنه يمكن استنشاق بخار الماء لكي يزيل أعراض الاحتقان المصاحب للزكام.
ويدعو اسماعيل جميع الأمهات إلى الحرص على نظافة الطفل الشخصية وتنظيف الأسطح والألعاب وتعقيمها جيدا وكذلك تعقيم الأدوات التي يستخدمها بشكل مباشر والاهتمام بالتدفئة واستعمال الملابس ذات النوعية الجيدة التي تقيه من البرد وعدم إهمال تطعيم الطفل باللقاحات الأساسية التي توفر حماية لجسمه من الأمراض كالحصبة والجدري والسعال الديكي وغيرها.
أرسل تعليقك