أبوظبي ـ صوت الإمارات
أكدت هيئة الصحة في أبوظبي ضرورة اتخاذ إجراءات من شأنها التحكم في الإجهاد الحراري، التي تتضمن إضافة مواد عازلة في بناء الأسقف لتقليل انتقال حرارة الشمس وتوفير مناطق عمل مظللة بقدر الإمكان علاوة على توفير مناطق عمل مكيفة ومزودة بالماء والسوائل التعويضية.
وأوضحت أنَّ الإجراءات تشمل استخدام نظام تهوية بالشفط مثل تركيب الشفاطات فوق منطقة عمليات توليد الحرارة، واستخدام نظام التبريد بالتهوية بوساطة مراوح دفع الهواء بقوة لزيادة تدفق الهواء عبر الجلد، ما يؤدي إلى زيادة في نسبة التبخر، وبالتالي يحصل التبريد، علاوة على استخدام الهواء البارد عن طريق تركيب نظام تكييف الهواء في مناطق العمل.
وأوصت بضرورة تدريب العاملين المعرضين إلى الحرارة المرتفعة على مخاطر العمل في الطقس الحار، وأهمية التزود بالسوائل (وشرب لترين من الماء على الأقل بين كل ساعتين إلى ثلاث ساعات)، وتناول غذاء متوازن وإضافة كمية إضافية قليلة من الملح لوجباتهم الغذائية، والقدرة على تمييز علامات الأمراض الناجمة عن التعرض للطقس الحار، ومخاطر تناول المشروبات الكحولية، والشاي والقهوة وكل المشروبات المحتوية على مادة الكافيين والتي تساعد على فقدان السوائل، وشرح كيفية عمل التقييم الذاتي لمعرفة حاجة الجسم للماء باستخدام بطاقة البول التوضيحية، وأهمية الراحة وإعادة النشاط والحصول على فترات نوم كافية في الليل، وما الذي يجب فعله في حالة الإصابة أو إصابة أحد العمال، وكيفية تبليغ المشرف.
وحددت الهيئة أمراض الحرارة والتي تشمل أولها "الإجهاد الحراري" الذي ينجم عن التعرض للحرارة الشديدة على قدرة الإنسان في الحفاظ على حرارة الجسم الطبيعية، ولذلك يجب التخلص من الحرارة المتولدة نتيجة العمل الجسدي بوساطة عمليتي التعرق والتبخر. لكن المناخ الحار والرطوبة المرتفعة تجعلان من حدوث عملية التعرق أكثر صعوبة، مما قد يؤثر على الأداء الذهني والجسدي معاً. وبالتالي فإن عدم القدرة على التخلص من حرارة الجسم بشكل كاف يؤدي إلى إمكانية الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة.
وأضافت الهيئة أن ثاني أمراض الحرارة هو "الاضطرابات" والأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، وتشمل "طفح الحرارة الوخزي" الذي يظهر هذا النوع من الطفح الحراري على شكل بقع حمراء على الجلد مسبباً إحساساً يمكن وصفه بوخز إبري أثناء التعرض للحرارة، إضافة إلى التشنجات الحرارية والتي غالباً ما تكون المؤشر الأول على وجود مشكلة مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، وتكون فيها الأعراض على شكل تشنجات حادة ومؤلمة في العضلات التي يتم التركيز عليها أثناء العمل في بيئة العمل الحارة، وعلى الأكثر تصيب الساقين والذراعين وجدار البطن والظهر، وتحدث التشنجات الحرارية عادة عند العمال غير المتأقلمين مع ظروف العمل الحارة، الذين لا يتمكنون من تعويض المياه والأملاح المفقودة في عملية التعرق.
وأشارت الهيئة إلى أن ثالث أمراض الحرارة هو "الإنهاك الحراري" وغالباً ما تظهر أعراضه فجأة، وأحياناً بعد ممارسة عمل زائد، أو التعرق الشديد (يتبعه فقدان السوائل والأملاح)، وعدم أخذ كميات كافية من السوائل أو محاليل الإرواء التعويضية، وفي هذه الحالة قد تسبق ضربة الشمس وتتميز بالتعرق الشديد، ولكن مع برودة ورطوبة وشحوب في الجلد والدوخة، وعدم وضوح الرؤية وفقدان الوعي ويمكن أن يصاحب ذلك سرعة وضعف في النبض مع انخفاض في ضغط الدم، وصداع، وارتباك، وتعب، وغثيان، وتشنجات حرارية وسرعة تنفس وقد يكون لون البول الموجود داكناً.
وعن رابع أمراض الحرارة، ذكرت الهيئة أنه "ضربة الشمس" ويعد من أخطر الأمراض الناتجة عن التعرض للحرارة الشديدة، وكثيراً ما تأتي بعد ممارسة الأعمال الثقيلة لفترات طويلة في بيئات عمل شديدة الحرارة مع تناول كميات غير كافية من السوائل، ما يجعل ضربة الشمس حادة وتهدد الحياة، وذلك بفقدان آليات الجسم الطبيعية للتعامل مع الإجهاد الحراري، على سبيل المثال وقف التعرق وفقدان التحكم في درجة الحرارة.
أرسل تعليقك