الدوحة - واس
كشفت دراسة مشتركة أجراها باحثون من كلية طب وايل كورنيل في قطر والجمعية القطرية للسكري النقابَ عن أن قرابة 4.2% من طلاب المرحلة الثانوية ربما يكونون مصابين بحالة ما قبل السكري.
ويُقصد بحالة ما قبل السكري المرحلة التي تتجاوز فيها نسبة السكر بالدم المستويات الطبيعية المقبولة غير أنها لم تصل بعد إلى حد الإصابة بداء السكري.
شملت الدراسة 4 مدارس مستقلة في قطر فيما شملت عينة الدراسة 1694 طالباً وطالبة من الفئة العمرية 11 - 18 عاماً.
وكشفت الدراسة عن مستويات مرتفعة للسكر في الدم لـ 56 طالباً و15 طالبة وهي المستويات التي تجعلهم مصابين بحالة ما قبل السكري.
وتكمن أهمية الدراسة في أن الباحثين تمكنوا من تحديد عوامل الاختطار التي تؤدي إلى الإصابة بحالة ما قبل السكري، وقد تسهم هذه المعرفة في تعزيز الوقاية من المرض الذي يصيب ما بين 15 إلى 17% من سكان قطر.
نُشرت الدراسة في الدورية الطبية المرموقة "جورنال أوف رويال سوسيتي أوف ميدسن" وهي من إعداد الدكتور جاويد شيخ والدكتور رافيندر مامتاني والدكتورة سهيلة شيما من كلية طب وايل كورنيل في قطر جنباً إلى جنب مع الدكتور عبدالله الحمق وشارود ماثيس وكاتي النحاس من الجمعية القطرية للسكري.
وعن الدراسة، قال الدكتور مامتاني العميد المشارك للصحة العالمية والعامة في كلية طب وايل كورنيل في قطر: "أعتقد أن الدراسة بالغة الأهمية ووثيقة الصلة بالصحة العامة في قطر وبلدان المنطقة عامة، وتجسّد التعاون الوثيق بين الكلية وشركائها في قطر في مجال البحوث العلمية. وكان الغرض من الدراسة التحقُّق من مدى انتشار حالة ما قبل السكري بين طلاب المدارس القطرية من سن 11 إلى سن 18 عاماً".
استعان الباحثون باستبيان لجمع المعلومات الديموغرافية والصحية، منها على سبيل المثال أطوال وأوزان طلاب عينة الدراسة ومقدار التمارين البدنية التي يمارسونها وأنماط حياتهم اليومية.وبعد جَمْع المعلومات اللازمة وتحليلها، تبيَّن أن 4.2% من الطلاب الذين شملتهم الدراسة مصابون بحالة ما قبل السكري. لكن المرض أكثر انتشاراً بين البنين منه بين البنات، إذ بلغ عدد الطلاب المصابين به 56 من أصل 974 طالباً، أي بنسبة 6% بينما بلغ عدد الطالبات المصابات به 15 من أصل 720 طالبة، أي بنسبة 2%.
وإلى جانب نزعة انتشار حالة ما قبل السكري بين الذكور أكثر من الإناث، ثمة عوامل عديدة تفاقم اختطار الإصابة بهذه الحالة، مثل أن يكون أحد الأبوين مصاباً بالسكري وأن تكون نسبة الخصر إلى الطول أكثر من 0.5. وبتعبير آخر، الفتى الذي يبلغ طوله 160 سم يجب ألا يتجاوز خصره 80 سم.
وأضاف الدكتور مامتاني: "نعتقد أن لمثل هذه المعرفة أهمية بالغة في اتخاذ التدابير اللازمة، فمعرفتنا بعوامل الاختطار بين طلاب المدارس تجعلنا ننظِّم برامج لمثل هذه الفئة العمرية تسهم في إقناعهم بتغيير أساليب حياتهم. ثانياً، عند تحديد عوامل الاختطار لابدّ أن يأخذ أطباء الأطفال مثل هذه العوامل في الحسبان عند تقييم مرضاهم من الأطفال".
من جانبه، قال الدكتور عبدالله الحمق" إن نسبة الأطفال المصابين بحالة ما قبل السكري مرتفعة، لذا ستعمل الجمعية القطرية للسكري دون كلل لتقليص تلك النسبة عبر تنظيم برامج الوقاية أو برامج التدخل المبكر.وفي هذا الصدد سوف ستنفذ الجمعية القطرية للسكري برنامجاً للتدخل المبكر من أجل تأخير الإصابة بداء السكري، أما بالنسبة للأطفال المصابين بداء السكري تنفذ الجمعية حالياً العديد من البرامج الرامية لتأخير حدوث المضاعفات المترتبة على المرض، منها مخيم البواسل السنوي للأطفال المصابين بالسكري".
غير أن تحديد عوامل الاختطار السابقة للإصابة بحالة ما قبل السكري لا يعني بأي حال من الأحوال أن تلك العوامل هي الوحيدة التي قد تقود للإصابة بالمرض. وفي هذا السياق، شددت الدكتورة سهيلة شيما، مديرة الصحة العالمية والعامة في كلية طب وايل كورنيل في قطر، على الدور الكبير والمؤثر للتمارين البدنية المنتظمة والحمية الغذائية المتوازنة والمغذية من أجل الوقاية من النوع الثاني من داء السكري أو تقليص مضاعفاته في حال الإصابة به.
وقالت: "تبيَّن لنا أن الطلاب الذين يمارسون التمارين البدنية يومياً أقل وزناً من أقرانهم ممَّن لا يمارسون مثل تلك التمارين، كما أنهم أقل من الآخرين من حيث محيط الخصر، وهذا دليل كاف على أنهم يتبعون أساليب الحياة الصحية والسليمة. من المعروف أن عادات الإنسان تتشكَّل خلال أعوام الفئة العمرية التي شملها الاستبيان، ومن المهم تشجيع جميع الطلاب من الآن على انتهاج أساليب الحياة السليمة حتى تظل راسخة في أذهانهم".
بلغ عدد الطلاب القطريين الذين شملتهم الدراسة988 طالباً وطالبة من أصل 1694، فيما ينتمي معظم طلاب العينة الآخرين إلى عدد من بلدان الشرق الأوسط. وكان لافتاً ومقلقاً أن قرابة نصف طلاب وطالبات عينة الاستبيان مصابون بالبدانة، إذ تبيَّن للباحثين أن 46% من البنين و44% من البنات مصابون بالبدانة أو السمنة.
وتعتزم الجمعية القطرية للسكري توسيع نطاق الدراسة والاستفاضة بها من خلال استبيان آراء الطلاب المشاركين عن معلومات مفصلة عن الحمية الغذائية ووتيرة التمارين البدنية التي يمارسونها وطبيعتها والعديد من خيارات أنماط الحياة اليومية. كذلك ستقدم الجمعية القطرية للسكري النصيحة للمصابين بحالة ما قبل السكري.
أرسل تعليقك