أختتمت بدبي اليوم فعاليات " القمة الخليجية الأولى لسرطان الرئة " التي استمرت يومين بمشاركة 85 من أبرز أخصائيي سرطان الرئة في المنطقة والذين حددوا مجالات التركيز الرئيسية ذات الأولوية في التعامل مع هذا المرض وعلاجه وهي تثقيف ودعم المرضى والتوعية العامة والتعليم القياسي الموحد لمزودي خدمات الرعاية الصحية.
وسلطت القمة - التي نظمتها شركة "أسترازينيكا الخليج " - الضوء على الإحتياجات المحددة غير الملباة والثغرات السريرية في رعاية المرضى المصابين بسرطان الرئة والسبب الأكثر شيوعا للوفاة بمرض السرطان حول العالم .. وتضمنت فعالياتها 20 جلسة تفاعلية بما فيها ورش عمل المحاكاة والإجتماعات والنقاشات القائمة على الحالات وذلك تحت إشراف 16 من أبرز أخصائيي سرطان الرئة على المستويين الإقليمي والدولي.
و تناولت هذه الجلسات مواضيع رئيسية تضمنت الأعباء العالمية والمحلية لسرطان الرئة وتطوير التشخيص وفحوصات الكشف عن هذا المرض فضلا عن الاستراتيجيات العلاجية المتطورة كالخيارات العلاجية المخصصة والقضايا المتعلقة بنجاة المصابين بمرض سرطان الرئة.
وتضمنت قائمة المتحدثين الرئيسيين في القمة كلا من الدكتور محمد جلودي والدكتور حسان جعفر والدكتورة راوية مبارك من الإمارات والدكتور شيام كومار من سلطنة عمان والدكتور كاكيل رسول من قطر .
و أكد المتحدثون أهمية التطورات الطارئة على الإستراتيجيات العلاجية لمرض سرطان الرئة مثل العلاجات المخصصة التي تستخدم معلومات محددة حول الشخص المصاب ومن ضمنها الجينات الخاصة به من أجل الوقاية من المرض أو تشخيصه وعلاجه وفق أكثر السبل فعالية بالنسبة للمصاب بعدما أثبتت النتائج أن العلاجات المخصصة لها دور مهم في تحسين نتائج المرضى ومستوى أعلى فاعلية قياسا بالعلاج الكيميائي.
وبهذا الصدد قال الدكتور مارون خوري مستشار الأورام في المستشفى الأمريكي بدبي إنه بالرغم من الأمل الذي تقدمه تمثل التطورات التي شهدتها السبل العلاجية تحديات ينبغي معالجتها في مجال نقل المعرفة والمهارات المطلوبة مؤكدا الحاجة إلى وجود شبكة موحدة من إخصائيي الرعاية الصحية من أجل تحقيق نتائج أفضل وتحسين نوعية الحياة بالنسبة للمرضى المصابين بسرطان الرئة.
وذكر أن القمة كشفت أهمية وجود حوار مستمر مع إخصائيي الرعاية الصحية من أجل ضمان نقل أحدث المعارف والمعلومات المتعلقة بسبل التشخيص والاستراتيجيات العلاجية الجديدة لمرض سرطان الرئة لافتا إلى الحاجة لتعزيز التعليم ووضع معايير الممارسة وتحديدا عندما يتعلق الأمر بالإختبارات الجزيئية والجوانب المبتكرة في رعاية مرضى سرطان الرئة وذلك من أجل ضمان تجهيز جميع مزودي خدمات الرعاية الصحية لتقديم أفضل النصائح لمرضاهم.
ونوه المشاركون في القمة إلى أهمية الحاجة لرفع مستوى التوعية العامة بمرض سرطان الرئة وتغيير المفاهيم الخاطئة التي تطرحه على أنه مرض يقتصر على المدخنين وسلطوا الضوء على الفجوة الكامنة في مبادرات الدعم والتعليم الموجهة لعامة الناس والتي تتناول مرض سرطان الرئة وتأثيره على المجتمع.
وفي إطار تناولها لقضايا نجاة المصابين والحاجة إلى التركيز على تثقيف ودعم المرضى قالت الدكتورة سوسن الماضي الأمين العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان أن لجميع الناجين من مرض السرطان مخاوف وتحديات فردية .. موضحة أن الجمعية تقدم دعما للمرضى من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات في جميع أنحاء دولة الإمارات حيث تعمل على ضمان تعريف جميع المرضى ومقدمي الرعاية بالموارد والمساعدة المتوفرة لهم خلال رحلتهم مع مرض السرطان وذلك بهدف المساعدة في تخفيف وطأة العزلة التي قد يواجهونها.
و اتفق المشاركون على إمكانية رفع سوية التوعية بمرض سرطان الرئة والأسباب والمخاطر والخيارات العلاجية بين عامة الناس ومجتمع الرعاية الصحية من خلال تفعيل مشاركة المرضى والناجين وعائلاتهم وتشجيعهم ليكونوا صوتا واحدا ضد سرطان الرئة والتحدث علنا عن تجاربهم الشخصية.
وفي ختام فعاليات القمة قالت الدكتورة راوية مبارك مستشارة التشريح المرضي في مركز الشيخ خليفة الطبي في أبوظبي وأحد المتحدثين الرئيسين في هذه الفعالية إنه من المهم العمل معا كمجتمع طبي من أجل تعزيز معرفة وكفاءة وأداء جميع أخصائيي الرعاية الصحية العاملين في جميع أنحاء منطقة الخليج العربي وذلك بغية تقديم رعاية عالية الجودة ودقيقة في الوقت المناسب لمرضى سرطان الرئة في المنطقة .
و أطلقت شركة "أسترازينيكا الخليج" خلال فعاليات القمة مبادرة تثقيف ودعم مرضى سرطان الرئة والتي حملت إسم " ثق في ما يميزك" وتستهدف تسليط الضوء على أهمية العلاجات المخصصة ودورها الهام في تحسين نتائج المرضى بما يتضمن نوعية الحياة ونشاطات الحياة اليومية فضلا عن المستوى الأعلى لفعاليتها قياسا بالعلاج الكيميائي .
ويشتمل برنامج المبادرة على عدد من الفعاليات التثقيفية وموارد الدعم للمرضى واخصائيي الرعاية الصحية على حد سواء بهدف تعريفهم بالخيارات العلاجية المتاحة.
أرسل تعليقك