الشارقة – صوت الإمارات
أفادت مديرة إدارة واحات الرشد بدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، أمينة حسين الرفاعي، بأن نحو 60% من نزلاء الدار يعانون الفصام، ويشكل الذكور النسبة الأكبر منهم، كون القسم الخاص بهم أنشئ قبل قسم الإناث، مؤكدة أن الدار تخضع جميع المرضى للخطط العلاجية التي تتناسب مع حالة كل منهم.
وأوضحت الرفاعي أن حالات الفصام تستغرق مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر للوصول إلى مرحلة الاستقرار الصحي، أما العلاج فقد يستمر مدى الحياة، وفق طبيعة كل حالة، ومدى استجابتها للعلاج.
وأوضحت إن الدار تُخضع المرضى النفسيين الذهانيين وذوي الإعاقات الذهنية، المحولين إليها من المستشفيات والجهات ذات الاختصاص، لخطط علاجية تشارك فيها أسر هؤلاء المرضى، إلى جانب الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في الدار، كما يتم إخضاعهم إلى برامج علاجية دوائية وفقًا لكل حالة، وذلك بالتنسيق مع المستشفيات النفسية في الدولة، من أجل تحقيق استقرار الوضع الصحي للمرضى بنسبة 100%، وجعلهم مؤهلين للدمج في المجتمع والالتحاق بحرفة أو وظيفة تشعرهم بدورهم الفاعل في المجتمع.
وأشارت إلى أن الخطة العلاجية تختلف مدتها من مريض لآخر، وفي بعض الحالات قد يُتطلب تجديدها، بسبب اكتشاف جوانب أخرى من المرض، موضحة أن الفصام مرض عقلي يوصف باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك، وهو من الأمراض العقلية التي تسبب لصاحبها مشكلات تبعده عن أهله وأصدقائه ودراسته وعمله وتدفعه إلى العزلة والانطواء.
وعزت الرفاعي أسباب الإصابة بالفصام إلى عوامل بيوكيمائية، وتعمل الأدوية على إعادة توازن كيمياء المخ.
وتابعت أن البيئة تعتبر من أهم عوامل الإصابة بالفصام، بداية من بيئة الحمل وفترة الرضاعة وانتهاء بالضغوط والتوترات النفسية التي يتعرض لها الشخص، مشيرة إلى أن الأسباب التي توصل لها العلماء ماهي إلا اجتهادات، إلا أن الأسباب الحقيقية للفصام غير معروفة حتى الآن.
وحددت الرفاعي، أعراض الفصام في البعد عن الواقع الذي يجعل المريض ينسحب تدريجيا من الحياة الاجتماعية، إلى جانب اضطراب التفكير (الضلالات)، وهو من أكثر الأعراض وضوحًا على المريض، إذ تكون أفكاره مصحوبة بالضلالات الفكرية والمعتقدات الخاطئة ذات الأساس غير المنطقي، مثل اعتقاد المريض بأنه مضطهد، أو أن أحدًا يتجسس أو يتآمر عليه، أو قد يشعر بضلالات العظمة.
وأضافت أن أعراض المرض تشمل أيضًا اضطراب الإدراك (الهلاوس) وهو عبارة عن اضطراب في الحواس الخمس، مثل الهلاوس البصرية، كأن يرى المريض أشخاصًا وحيوانات لا يراهم غيره، كذلك الهلاوس السمعية، بالإضافة إلى اختلال الآنية، الذي يجعل المريض يشعر بنفسه أو بجزء منه غير موجود في العالم أو أنه يطير.
وشددت على أهمية تعاون الأسرة مع الجهات المعنية وتكاتف جهودهم في علاج المريض النفسي، كما طالبت الجهات الخارجية الداعمة بتوظيف المرضى المؤهلين في الدار.
أرسل تعليقك