أبوظبي ـ صوت الإمارات
أكد مشاركون في مؤتمر حماية صحة العمال أهمية العناية بالصحة النفسية والعقلية للموظفين في المؤسسات والشركات، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على إنتاجيتهم ويحقق وفورات على الشركات مثل انخفاض تكاليف المطالبات الصحية والتأمين الصحي وخفض فترات الإجازات الطبية.
وناقش خبراء في مجال السلامة والصحة المهنية خلال جلسات اليوم الأول من المؤتمر الذي انطلقت فعالياته أمس في فندق لو مريديان بأبوظبي، عدداً من القضايا التي تتعلق بصحة العاملين في المؤسسات والمخاطر الصحية التي تحيط بهم في أماكن العمل وكيفية التغلب عليها، علاوة على أهمية توفير بيئة عمل آمنة ومناخ صحي من النواحي النفسية والعقلية وكذلك البدنية.
واستعرض الدكتور كنان البهنسي، كبير المستشارين الفنيين في مكتب منظمة العمل الدولية في الدولة، أهمية جمع البيانات الوطنية المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية، وقال: «إن السلامة والصحة المهنية من النقاط التي تحتاج لها المؤسسات»، لافتاً إلى اضطرار الشركات إلى خفض التكاليف وإعادة الهيكلة في الأزمات الاقتصادية.
وشدد البهنسي على أهمية الحاجة لبيانات السلامة والصحة المهنية لإسهامها في تحسين القدرات، خاصة في الجوانب الوقائية وإعادة ترتيب الأولويات، بما فيها التنبؤ بالمخاطر المهنية، وتطوير برامج السلامة والصحة المهنية الوقائية، وتنفيذ سياسات في المؤسسات على المستويين المحلي الدولي.
البيانات والإحصاءات
وأكد الدكتور محمد واصف علام، مدير إدارة الصحة والسلامة في هيئة الصحة دبي، أن البيانات تساهم في دعم التخطيط ورسم صورة عن الخدمات الحالية المقدمة للعاملين ومعرفة ما إذا كانت الشركة بحاجة ضرورية إلى التغيير من عدمه، لافتاً إلى أهمية البيانات في الصحة العامة، حيث الحاجة إلى توصيف الوضع الحالي للصحة المرتبط بالإجراءات الوقائية المقدمة.
وشدد علام على أهمية البيانات في التعرف إلى ما يدور في قطاع الصحة العامة، من حيث صلاحية الأدوات المستخدمة والتحديث للبيانات وتقييم الأمراض.
من جهته، استعرض الدكتور منصور أنور حبيب استشاري طب الأسرة والصحة المهنية مدير إدارة صحة وسعادة الموظفين في شركة دو للاتصالات، أهمية توفير بيئة عمل تساعد العاملين على العناية بصحتهم وممارسة تدريبات اللياقة البدنية ودعم مبدأ الصحة في مواقع العمل وفق إعلان لوكسمبرج 1997، لافتاً إلى احتياج تحسين الصحة العامة مثل القضاء على السمنة والتدخين، لسنوات عديدة.
وقال: «إن الأثر على بيئة العمل مثل انخفاض تكلفة التأمين الصحي، وزيادة الإنتاجية، وانخفاض الإجازات المرضية، وزيادة التقدير الذاتي، وتحسين الصحة البدنية، وشكل الموظفين، يؤدي للإيجابية ومن ثم إلى السعادة. ووضعنا في «دو» أساساً لإدارة الصحة والسعادة للموظفين، ونجحنا، عبر الاعتناء بصحة وسعادة العاملين، في تحقيق العديد من الإيجابيات، أهمها ارتفاع الفعاليات والحملات التي تهتم بالصحة بمعدل 20% منذ عام 2011».
وقال الدكتور علاء الفولي رئيس قسم الصحة المهنية بشركة يونيليفر: «تمثل بيئة العمل عاملاً مهماً في تحسن صحة العاملين، ونجحنا في خفض معدلات الكوليسترول بين العاملين، وكذلك عدد المدخنين وأصحاب السمنة، من خلال التوعية. ونخطط لتحسين الحالة البدنية من خلال اتباع نظم غذائية وأسلوب حياة صحي من خلال النوم الكافي والتعافي والتدريبات البدنية والصحة العقلية، والتي تتأتى من خلال إدارة الخيارات والتأني في القرارات والحالة العاطفية، والتي تتعلق بكيفية إيجاد طرق لنشر الأفكار الإيجابية والثقة بالنفس».
أرسل تعليقك