أفادت شعبة العلاج الطبيعي في جمعية الإمارات الطبية بأن قيادة المركبات فترات طويلة، تعد سببًا رئيسًا للإصابة بأمراض الظهر والعمود الفقري، مشيرة إلى أن الجلوس الطويل في المكاتب والقيادة لفترات طويلة، إلى جانب السمنة والوزن الزائد، "تجعل فقرات منطقة أسفل الظهر أكثر عرضة للتآكل، إلى جانب ضمور العضلات الصغيرة حول تلك الفقرات، ما يهدد بالإصابة بعجز حركي".
وذكرت أن آلام الرقبة تمثل رابع مسبب للعجز عن الحركة من بين 291 مرضًا، لافتة إلى أن نسبة الإصابة بآلام العنق زادت بنسبة 41% خلال الـ50 سنة الأخيرة على مستوى العالم، وهي نسبة تؤكد تنامي الإصابة بهذا المرض.
وكشفت أن 75% من الأشخاص يتعرضون، خلال مرحلة من مراحل العمر، إلى آلام في الرقبة، وأن 60% من آلام العنق تكون مسببة ومرتبطة بآلام في الذراع، ومن هنا تأتي أهمية الطريقة الحديثة في العلاج الطبيعي لآلام الرقبة، وطريقة التحريك اليدوي للأعصاب الموجودة في الذراع، بهدف تخفيف الآلام الموجودة في الرقبة.
وأثبتت نتائج دراسات علمية وطبية حديثة عرضت، أمس، في مؤتمر الإمارات الخامس للعلاج الطبيعي "فيزو دبي 2016"، نجاح طريقة التحريك اليدوي للأعصاب في علاج آلام العضلات، بعد أن طبقت في العديد من البلاد الأوروبية خلال الفترة القليلة الماضية.
وأوضحت رئيس شعبة العلاج الطبيعي في جمعية الإمارات الطبية، أمل الشملان، إن "اليوم الثاني للمؤتمر تناول طريقة التحريك اليدوي لعلاج آلام العضلات، التي سيكون لها دور كبير ومتنامٍ خلال السنوات المقبلة، في التخفيف من حدة آلام الظهر والرقبة والعضلات، حيث زادت هذه الأمراض انتشارًا بين فئات كثيرة في كل المجتمعات، بسبب الوظائف المكتبية".
وأكدت الشملان أن النشاط البدني يقلل آلام الظهر والرقبة عند الرجال والنساء على حد سواء، لافتة إلى أن النساء من سن 46 إلى 55 عامًا، أكثر عرضة من الرجال للإصابة بآلام العنق، إلا أنه على الجميع أن يأخذوا بطرق متعددة لحماية أنفسهم من الإصابة بآلام العضلات على اختلافها لتأثيرها في حركة الشخص.
وأفادت عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات الطبية نائب رئيس شعبة العلاج الطبيعي بالجمعية، نعيمة صالح، بأن المؤتمر ناقش المستجدات في علاج آلام العظام والعضلات، خصوصًا في مناطق أسفل الظهر والكتف والقدم والكاحل، وتقنية التحريك اليدوي للأنسجة الضامة.
وذكرت أن الدراسة، التي عرضت في المؤتمر، حددت عدة عوامل رئيسة تسبب الإصابة بأمراض الظهر، من بينها الجلوس الطويل في المكاتب والقيادة لفترات طويلة، إلى جانب السمنة والوزن الزائد، مؤكدة أن الجلوس لفترات طويلة في المكاتب أو في السيارة، يجعل فقرات منطقة أسفل الظهر أكثر عرضة للتآكل، إلى جانب ضمور العضلات الصغيرة حول تلك الفقرات.
وأكدت نعيمة صالح أن عدم ممارسة الرياضة بشكل مستمر يرتبط بشكل مباشر بأمراض أسفل الظهر، والمريض بحاجة إلى تشخيص حالته ووضع برنامج وقائي وعلاجي مناسب للوقاية من المضاعفات الخطرة لتلك الأمراض.
وأكدت توصيات المؤتمر في ختام أعماله، أمس، أن تطور مستوى مهنة العلاج الطبيعي أفضل وسيلة لتقديم خدمات علاجية متميزة لأفراد المجتمع، مشيرة إلى أن حالات آلام الظهر تتطلب فحوصًا سريرية ودراسة عميقة لاختيار العلاج الأنسب لحالة المريض.
وأوصى المؤتمر بتطبيق تقنية التحريك اليدوي للأعصاب في الطرف العلوي للجسم، فهي تعد تقنية فعالة في تخفيف آلام أعصاب الذراع، التي تنشأ من العنق، مشيرًا إلى أن الأنسجة الضامة قد تسبب الآلام نتيجة التيبس والتغيير في مستقبلات الألم فيها، لذلك يعد العلاج اليدوي فعالًا في تحسين حركة هذه الأنسجة، وعلاقة ذلك بآلام العضلات والمفاصل.
وأشارت التوصيات إلى أن فعالية برنامج التمرينات العلاجية المتخصصة لها نتائج العمليات الجراحية نفسها في تخفيف الألم لدى مرضى تمزق الأوتار في مفصل الكتف، مشيرة إلى أن الدراسات الحديثة تبين أن الفهم غير الكامل لتشخيص حالات الكتف المتجمدة، يؤدي إلى عدم تلقي المرضى العلاج الفعال.
أرسل تعليقك