أطلقت الخدمات العلاجية الخارجية التابعة لشركة «صحة» في أبوظبي خدمات الفحص الشامل للأطفال، والتي تعتبر من أحدث الخدمات الصحية المقدمة ذات جودة متميزة.
وأوضحت الدكتورة مريم بطي المزروعي، المدير التنفيذي للخدمات العلاجية الخارجية، أن برنامج الفحص الشامل للأطفال هو برنامج يتم تطبيقه في مراكز الأطفال التخصصية التابعة لشركة صحة، ومنها مركز المشرف التخصصي للأطفال في أبوظبي ومركز الطوية التخصصي للأطفال في العين.
وأضافت: أن شركة صحة تعمل وبشكل مستمر على نشر ثقافة الجانب الوقائي وترسيخها لدى المجتمع، بدءاً من الأطفال، وذلك لتخفيض معدلات الأمراض المتعلقة بنمط الحياة كالسمنة وأمراض القلب والسرطان والسكري، وذلك تماشياً مع الأولويات الصحية التي وضعت في الأجندة الوطنية 2021، حيث يتحقق ذلك عبر تطبيق برامج وقائية وفحوصات وعلاجات بنظام صحي مستند لأعلى المعايير العالمية في المجال الصحي.
وأشارت الدكتورة نورة الغيثي، مديرة إدارة المراكز الصحية في العين، إلى أن برنامج الفحص الشامل للأطفال يشمل عدة فئات عمرية، والتي يمكن تقسيمها إلى عدة مراحل، فهناك المرحلة الأولى من عمر 0 وحتى 18 شهر والتي تسمى ببرنامج الطفل السليم، تشمل الفحص السريري للطفل لمتابعة النمو الجسدي والعقلي والوظيفي، وأهم ما يميز هذه الزيارات هو وجود التطعيمات الموصى بها عالمياً في أغلب الزيارات وهو برنامج معروف لدى الأهالي، وتُبين إحصائيات المراكز في أبوظبي وجود نسبة عالية جداً من الالتزام به.
أما المرحلة الثانية والتي يتوجب التركيز عليها فهي من عمر 2 وحتى 6 سنوات، ويمكن تقسيمها إلى مرحلة الطفولة المبكرة (2-4) وتتضمن 4 زيارات، والطفولة المتأخرة وتتضمن زيارتين، حيث تهدف هذه الزيارات إلى تحديد المخاطر الصحية التي قد يواجهها الطفل في مرحلة النمو عن طريق الفحص السريري والبحث في التاريخ المرضي للعائلة وإجراء بعض الفحوصات المخبرية، والتوعية بأهمية صحة الفم والأسنان، والتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية والتثقيف بضرورة التغذية الصحية والعادات الغذائية الصحيحة وملاحظة النمو بالنسبة للجنس والعمر. بالإضافة لإجراء بعض الفحوصات التي يتم إجراؤها بشكل سنوي مثل فحص الدم الشامل للكشف عن أسباب فقر الدم وفيتامين «د» ومسح عن الصحة النفسية للطفل للتطرق إلى بعض الاضطرابات التي تظهر في مراحل مبكره مثل التوحد وفرط الحركة. بالإضافة لفحص السمع عبر استخدام جهاز للكشف عن مشاكل الأذن الوسطى في المراحل الأولى، ويتم استخدام جهاز قياس السمع عند الأطفال الأكبر عمراً وأكثر تعاوناً.
ويتم خلال الفحص الكشف عن الأسنان، حيث يقوم طبيب الأسنان بالكشف على أسنان الطفل للتأكد من عدم وجود أي تسوس أو تكلسات أو تصبغات أو أضرار ناتجة عن الوقوع أو الصدمات أو التهاب اللثة، كما يقدم التثقيف الصحي للعائلة والطفل للمحافظة على صحة الأسنان اللبنية والدائمة، وفي المختبر تركز معظم الفحوصات على أمراض فقر الدم وفيتامين «د» عند كل الأطفال، بينما تتوفر فحوصات أخرى للأطفال الذين يعانون من مشكلة السمنة.
كما يشمل الفحص الشامل، تقديم خدمات التغذية، والتي يقوم من خلالها اختصاصي التغذية بالتركيز على أهمية الوجبة الصحية الكاملة، والتركيز على أهمية وجبة الإفطار والابتعاد عن الوجبات السريعة أو الإكثار من الحلويات، وفي الصيدلية يتم تثقيف الأمهات والآباء بأهمية الالتزام بالجرعات الموصوفة للطفل عن طريق الطبيب، وعدم استخدام الأدوية الخافضة للحرارة أو المضادات الحيوية بشكل عشوائي.
ويتضمن الفحص الشامل فحص النظر والذي يتم فيه إجراء فحوصات مناسبة بحسب المرحلة العمرية للطفل للكشف عن مشاكل النظر، سواء قصر أو بعد النظر أو الانحراف. ويعد فحص النظر من أهم الفحوص الدورية، حيث يعاني تقريباً 20% من الأطفال الذين يراجعون عيادة العيون في مركز المشرف التخصصي للأطفال من قصر النظر، أو بعد النظر أو التشوش في الرؤية، وفي العديد من الحالات يتفاجأ الأهل بالنتائج؛ لأن الطفل الذي يعاني من مشاكل في النظر لا يعلم بأنه لا يرى جيداً، وبالتالي لا يعبر أو يشتكي من ذلك، وقد تظهر عليه عوارض أخرى مثل الألم في الرأس أو التعب السريع عند القراءة أو حتى تدني مستواه الدراسي، وذلك نتيجة لعدم قدرته على الرؤية.
وتوفر مراكز الأطفال التخصصية مجموعة متكاملة من الخدمات الوقائية والعلاجية التي تشمل فحوصات العين الوقائية، تشخيص وعلاج مشاكل النظر، فحص وتحديد قياسات النظارات الطبية، تشخيص وعلاج مشاكل العين مثل المياه الزرقاء وإعتام عدسة العين والضمور البقعي واعتلال شبكية السكري والتهابات العين وعلاج ومتابعة مشاكل العين الناتجة عن أمراض أو حالات مزمنة، فعلى سبيل المثال توفر المراكز عيادة متخصصة لمتلازمة داون وتعد هذه الفئة أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في النظر، لذا يتم التنسيق بين عيادة متلازمة داون وعيادة العيون لفحص ومتابعة حالة الأطفال.
وتعد المرحلة الأخيرة للفحص هي التي تتزامن مع دخول الطفل إلى المدرسة في سن الست سنوات تقريباً، حيث يكمل الطفل فحوصاته عن طريق برنامج الصحة المدرسية الذي يتم تنفيذه في المدرسة بالتعاون مع المراكز الصحية.
وقالت الدكتورة شمة المزروعي، مديرة إدارة المراكز الصحية في أبوظبي: إن الوقاية والكشف المبكر هو الهدف من وراء البرامج الوقائية التي نطبقها في المراكز الصحية التابعة لشركة «صحة» لأنها مفتاح العلاج، فاكتشاف الحالات مبكراً يزيد من فرص علاجها ويمكن أولياء الأمور من تداركها وتفادي مضاعفاتها التي قد تؤثر على حياة الطفل بشكل كبير، مشيرةً إلى أن مشاكل السمع والنظر تؤثر بشكل كبير على التحصيل العلمي والمستوى الأكاديمي للطفل، وتؤثر على حالته النفسية وعلاقاته الاجتماعية.
وقدمت النصح لأولياء الأمور بضرورة إجراء الفحص الشامل لأطفالهم والمتوفر في مراكز الأطفال التخصصية التابعة لشركة صحة، ومنها مركز المشرف التخصصي للأطفال في أبوظبي ومركز الطوية التخصصي للأطفال في العين.
الكشف عن أعراض التوحد
أشارت د. ماجدة الشامسي، مديرة مركز الطوية التخصصي للأطفال، إلى أن أحد أهم مميزات الفحص الشامل هو الكشف عن أعراض التوحد من عمر 18 شهراً وعمر السنتين والسنتين ونصف، حيث يقوم الطبيب بمراقبة الطفل وإجراء تقييم كامل له يشمل نموه الحركي ومهارات التواصل، لافتةً إلى أن الكشف يختلف من سنة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال في زيارة العامين يقوم الطبيب بإجراء استبانة للوالدين مع مراقبة لقدرة الطفل على بعض المهارات الحركية مثل الركض والرسم بالقلم والتواصل الاجتماعي مع الأطفال واتباع التعلميات، كما يقوم الطبيب بتقييم مهارات الطفل اللغوية المتوقعة حسب الفئة العمرية.
وأوضحت أن أي ملاحظة بعد الفحص الأولي تعتبر خطوة أولى، حيث يتم في تلك الحالة تحويل الطفل إلى اختصاصي لإجراء فحوصات إضافية قبل التأكد أو تشخيص الطفل بأي مشكلة أو مرض، مؤكد أن أهمية الفحص الشامل تكمن في إمكانية الكشف المبكر عن الأمراض والمشاكل التي قد يعاني منها الطفل، والتي لا تكون واضحة للآباء.
أرسل تعليقك