دبي صوت الامارات
تخبو فرحة الأهل بالمولود الجديد عند اكتشاف إصابته بشق الشفة وقبة الحنك وتبدأ رحلة المعاناة والقلق حول طريقة ارضاعه وحمايته من الالتهابات التنفسية وتعليمه النطق وتقبل شكله المختلف في وقت يؤكد فيه الأطباء إمكانية العلاج في معظم الحالات رغم أن الأمر يتطلب وقتا.
وشق الشفة والحنك كما يوضح اختصاصي امراض الفم والأسنان الدكتور مخلص الجندي أحد أهم عيوب الولادة ورغم أن العلاج الجراحي يتمكن غالباً من تعديل الوضع غير أن المشكلة تكمن في كيفية تعامل الأهل مع هذه الحالة منذ الولادة إلى حين إتمام ذلك.
ويقول الدكتور الجندي ان أبرز الصعوبات التي يعاني منها الأهل عادة عند إصابة طفلهم بهذا المرض هي عدم تقبلهم اختلافه عن باقي الأطفال والإحساس بالذنب والمعاناة من أن ما حصل كان يمكن منعه بطريقة ما وخوف الوالدين من معاناة طفلهم النفسية نظراً لاختلاف شكل الوجه وطريقة النطق لديه.
ويشير الدكتور الجندي إلى أن الأهل سيشعرون بالقلق والارتباك عند تغذية الطفل خاصة الرضاعة الطبيعية في الأيام الأولى بعد الولادة مع محاولاتهم منع حدوث التهابات الجهاز التنفسي لديه بسبب شق قبة الحنك حيث يمكن أن يندفع الحليب إلى الرئتين أو الأذنين وكذلك يجد الوالدان صعوبة في التعامل السليم مع الطفل لتعليمه النطق والتواصل مع بقية الأطفال وأفراد المجتمع من حوله إضافة إلى متابعة بزوغ الأسنان ووضعها في الفكين.
وتزيد عدة عوامل من احتمالات الإصابة بشق الشفة وقبة الحنك ومنها حسب الاختصاصي تدخين الأم وإصابتها بالإدمان وتعرضها لمواد أو عوامل مؤثرة على الجنين رغم وجود حالات مجهولة السبب لا يرتبط حدوثها بالوراثة أو وجود قصة عائلية.
وينبه الدكتور الجندي إلى ضرورة أن يعلم الأهل أن هذا العيب لا يحصل منفردا عادة بل قد تصاحبه عيوب في أعضاء أخرى من الجسم مما يستلزم ضرورة إجراء الفحص الطبي الشامل والدقيق للطفل.
ويمكن علاج جميع حالات شق الشفة وقبة الحنك جراحياً بكفاءة حيث لا يمكن تميز شكل الطفل عن باقي الأطفال وفقا للدكتور الجندي الذي يشير إلى ضرورة أن تتم المعالجة وفق مراحل مدروسة وعلى أيدي جراحين متخصصين وعلى عدة مراحل تتم مناقشتها مع الأهل وتهدف إلى إعادة بناء الفقد في النسج الرخوة والصلبة بدرجات مختلفة من العمق والاتساع.
وفي حال كان شق الشفة وقبة الحنك ثنائي الجانب فإن الجراحة كما يبين الدكتور الجندي تتم في وقت مبكر بعمر الشهرين حيث يتم إصلاح جانب ثم إصلاح الآخر بعد ستة أشهر أما إذا كان العيب أحادي الجانب فتتم العملية في السنة الأولى من العمر وقد يحتاج الطفل إلى جراحة تجميل في نهاية عمر المراهقة بعد اكتمال نمو أجزاء الوجه المختلفة لديه.
ويذكر الاختصاصي أن أهم مرحلة من العمل الجراحي هي بناء غشاء الحنك أي سد الفجوة بين الأنف والفم من الداخل وتجرى عادة في المرحلة العمرية بين الستة أشهر والسنة كي يتمكن الطفل من البلع والنطق وإقلال إمكانية دخول السوائل إلى الأذن الوسطى مما يساعد على النمو الطبيعي لعظام الوجه والأسنان وإعطاء الفرصة لتطور النطق بشكل سليم والتغذية دون متاعب وتجرى العملية الأخيرة عادة قبل بلوغ الثامنة عشرة للتجميل.
أرسل تعليقك