مع انتشار المخاوف بشأن فيروس كورونا في كل مكانٍ بالعالم، بدأت الكثير من التوصيات بضرورة المحافظة على النفس لتجنب الإصابة بالفيروس، ولأن العالم لم يكتشف علاجاً للفيروس حتى الآن عليك التأكد من أن جهازك المناعي يعمل بكفاءة، لمكافحة الفيروس أو غيره من الأمراض المعدية حسب مجلة Everyday Health الأمريكية.
أولاً، كيف يعمل الجهاز المناعي؟
الجهاز المناعي هو الشبكة التي تربط خلايا جسمك كله ببعضها (أي خلايا الجلد، والدم، وأي جزء أو عضو آخر)، التي تحاول العمل معاً لحمايتك من الإصابة بالعدوى الناتجة من التعرض لمسببات للأمراض (مثل البكتيريا والفيروسات) أو الحد منها، وتجنيبك الإصابة بأي ضرر قد ينتج من نشوء العوامل غير المعدية (مثل ضربات الشمس والسرطان).
يصنف العلماء الخلايا المناعية المختلفة إلى مجموعتين: الخلايا المناعية الفطرية، والخلايا التكيفية.
وتعتبر الخلايا المناعية الفطرية هي خط الدفاع الأول، فهي تتعرف على الميكروبات، وهو ما يحفز الجسم على إصدار استجابة للقضاء عليها.
فيما تشارك الخلايا المناعية التكيفية في الجزء الثاني من الاستجابة المناعية، فهي خلايا خاصة تستجيب بإزالة فتات الكائنات الحية المتبقية من هجوم استجابة الجهاز المناعي الفطري.
الجزء المثير للاهتمام: أن جهاز المناعة التكيفي يحتوي على ما يُعرف باسم “الذاكرة المناعية”، ما يعني أنه عندما تلاحظ خلاياه أحد مسببات المرض التي هاجمت الجسم سابقاً، فهي لا تساعد فقط على القضاء عليه، بل إنها تُنتج أيضاً نسخاً إضافية منها من أجل مواصلة بناء خط دفاع أقوى في المستقبل، حتى يكون الجسم مستعداً بشكل أفضل لمحاربة مسبب المرض إذا ظهر مرة أخرى.
ماذا يحدث عند مهاجمة جسم غريب لمناعتك
إلا أنه في حالة إصابة الجسم بفيروسات غريبة عليه، مثل فيروس كورونا الجديد، فلا جسم يقدر على إصدار استجابة قوية ضده، لأن الذاكرة المناعية لأي شخص لم تتعرض له من قبل لذلك نكون أكثر عرضة للإصابة.
تؤدي اللقاحات وظيفتها بنجاح اعتماداً على الذاكرة المناعية، عندما تتلقى لقاحاً مثل لقاح الإنفلونزا، فأنت تعرّض جهازك المناعي لنسخة من الفيروس، التي تحفز الجسم على تعزيز عدد الخلايا المناعية التي يمكنها الاستجابة له، ومكافحته حينما تتعرض له في الواقع، ما يعني أن اللقاحات هي بشكل ما محفز إضافي لأنظمتنا المناعية التي تؤدي وظيفتها بالفعل.
لكن من الجدير بالذكر أن اللقاح ليس محفزاً لجهازنا المناعي بأكمله، فلقاح الإنفلونزا لا يجعلك أكثر مقاومة لنزلات البرد والأمراض الأخرى؛ بل يعزز استجابتك المناعية لسلالات الإنفلونزا المحددة التي صمم اللقاح لحمايتك منها.
هل من الممكن “تحفيز” أنظمتنا المناعية؟
فكرة تحفيز جهاز المناعة عموماً لجعلك أكثر مقاومة لكل شيء، أو أي شيء، بها الكثير من المغالطات.
لأن أجهزتنا المناعية منسقة بدقة بالغة، فالخلايا المناعية المختلفة في أجسامنا مصممة للتعرف على الأشياء التي يحتمل أن تكون ضارة، ومن ثم القضاء عليها.
ولو لم تفعل ذلك، فإما لن تستطيع أجسامنا مقاومة الكائن الحي الذي يحاول غزوه، وإما ستهاجم أجهزتنا المناعية أنسجتنا نتيجة لفرط نشاطها.
ومهاجمة الجهاز المناعي لأنسجتنا هو ما يحدث في حالة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو داء كرون، لذلك علينا ألا ندفع بالجهاز المناعي إلى هذه المرحلة.
المكملات الغذائية
بعضنا يتساءل ما إذا كانت المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامينات ومغذيات بعينها قادرة على حمايتك من نزلات برد وفيروسات محددة، لكن البيانات تشير إلى أنه لو كانت المكملات الغذائية مفيدة، فقد يكون لها دور أكبر في تقليل شدة العدوى وليس مقاومة المرض نفسه.
خلاصة القول: كيف تحافظ على جهازك المناعي؟
ينصح الأطباء بتجنب التعرض لمسببات الأمراض وانتشارها، وبغسل يديك، وإذا سعلت أو عطست استخدم منديلاً ورقياً، ثم ألقِه في القمامة.
فالجانب الآخر من المعادلة يكمن في ممارسة السلوكيات التي تعزز من صحتك، وتحافظ على أداء جهازك المناعي بأقصى قوته (أي تجنب المشاكل الصحية المزمنة الكامنة التي تجعلك في النهاية أكثر عرضة للإصابة بالعدوى)، وتحديداً:
احصل على قسط كافٍ من النوم، تقول الدراسات إن النوم السليم يدعم الجهاز المناعي من أكثر من ناحية.
لأن أجزاء مهمة جداً من الاستجابة المناعية تحدث في أثناء مراحل النوم المختلفة، وتنظمها المنظمات الليلية والنهارية لأجسادنا.
تناول الأطعمة الصحية، بما في ذلك الكثير من الفواكه والخضراوات الغنية بالمغذيات. فوفقاً للأكاديمية الأمريكية للتغذية وعلم النظم الغذائية، فإن الفيتامينات والمعادن الموجودة في طعامنا هي الشريان الذي تعتمد عليه جميع أجهزة الجسم للعمل بكفاءة (بما في ذلك جهاز المناعة)؛ كلما زودت جسمك بالمغذيات التي تحتاج إليها، عمل بكفاءة أكبر واستطاع تجنب الأمراض المزمنة والحادة.
(تجنب أيضاً الإفراط في تناول المشروبات الكحولية، التي يمكن أن تتداخل مع وظائف الجهاز المناعي، بحسب ما جاء في مراجعة بحث في الكحول أجريت عام 2015).
كن نشيطاً. وفقاً لمعاهد الصحة الوطنية، لم يحدد الباحثون بعد كيف يحافظ النشاط على كفاءة الجهاز المناعي، لكنهم يؤكدون أن التمرينات الرياضية تساعد على الحفاظ على كفاءة أجهزة الجسم الأخرى، لذلك يشتبهون في وجود ارتباط بين الاثنين (هناك حتى أدلة على أن كبار السن الذين يمارسون الرياضة بانتظام يمكنهم الحفاظ على كفاءة أجهزتهم المناعية لتعمل كما لو كانوا أصغر بعشرات السنين، وذلك بحسب دراسة نشرت في أبريل/نيسان 2018 بصحيفة Aging Cell الأمريكية).
هناك أدلة على أن الإفراط في ممارسة التمرينات الرياضية قد يؤذيك، إذ يمكن أن يؤدي التدريب المكثف أو الشديد إلى الإضرار بالوظائف المناعية لتحقيق الأداء المناعي الأمثل، مارِس الرياضة باعتدال.
تحكَّم في توترك. يمكن للتوتر أن يثبط عمل جهاز المناعة، ويمنعه من العمل بنسبة 100%. تقول لين: “حاول قضاء بعض الوقت في الاسترخاء وممارسة شيء ممتع. احرص على الاعتناء بنفسك”.
قد يهمك ايضا
12 حالة وفاة بفيروس "كورونا" في الجزائر وألمانيا وإسبانيا تُعانيان ومُنظّمة الصحة تُحذِّر الشباب
الصين "نظيفة من الداخل" وعشرات الإصابات المستوردة بـ"كورونا"
أرسل تعليقك