المنامة - صوت الامارات
تشارك البحرين بأسبوع أمراض الدم الوراثية الذي يصادف خلال الفترة من 25 إلى 31 أكتوبر من كل عام، حيث يهدف هذا الأسبوع إلى نشر الوعي بتقديم الرعاية الاجتماعية والنفسية للمرضى، وتثقيف المجتمع بالنسبة لأمراض الدم الوراثية، وإيضاح أهمية الالتزام بإجراء الفحص الطبي الشامل قبل الزواج للمساعدة في الحد من انتقال أمراض الدم الوراثية بين الأجيال حيث تظهر التحاليل الطبية احتمال وجود جينات مصابة بخلل لدى المرأة أو الرجل والذين لا تظهر عليهم الأعراض المرضية.
وكما هو متعارف عليه بأن أمراض الدم الوراثية هي مجموعة من الأمراض التي تنتقل من الأبوين إلى الأبناء والتي يكون السبب في حدوثها وجود خلل في تركيب ومكونات كريات الدم الحمراء، فتنتج كريات دم غير قادرة على أداء وظائفها الطبيعية وظهور الأعراض المرضية على المصاب، ومن أهم أنواع أمراض الدم الوراثية والأنيميا المنجلية والثلاسيميا.
ولقد بدأ مجهود وزارة الصحة لمكافحة أمراض الدم الوراثية منذ 25 عاما، حيث عملت بشكل مكثف على وضع الخطط والاستراتيجيات التي تهدف لمكافحة امراض الدم الوراثية خاصة فقر الدم المنجلي والثلاسيميا والامراض الوراثية الاخرى عامة. ويأتي من ضمن هذه الاستراتيجية المتكاملة مشروع الفحص قبل الزواج وفحص الطلاب وفحص المواليد.
وبدأ الفحص قبل الزواج منذ بداية التسعينات بشكل طوعي الى ان تم اصدار مرسوم ملكي يقضي بإلزامية الفحص عام 2004م، وكان لهذا المشروع الدور الأكبر في خفض نسبة المواليد المصابين بأمراض الدم الوراثية الى أكثر من 75%، كما كان للمشروع صدى طيب وتقبل من كافة فئات المجتمع.
ومنذ البدء بمشروع فحص الطلبة عام 1998م وحتى الآن تم فحص ما يقارب من 95,000 طالب وطالبة وذلك بتنسيق من وزارة الصحة ممثلة بقسم الامراض الوراثية وبالتعاون مع جمعية أمراض الدم الوراثية والجهات الخيرية، من خلال هذا المشروع بات من السهل على الطلبة معرفة ما اذا كانوا حاملين لمثل هذه الامراض وبالتالي المعرفة المسبقة تساهم في تقبل الأمر والبحث عن الشريك المناسب قبل الشروع في الخطبة واجراءات الفحص قبل الزواج والتي قد يتعذر عندها التنازل عن الارتباط اذا لم يكن الطرفين على علم مسبق بطبيعة جيناتهم.
ان فحص الطلبة يعد مثلا رائدا في المنطقة وأثار الكثير من التقدير على المستوى الاقليمي والعالمي لما له من أثر كبير في التوعية وخفض النسبة . كما ان عددا من الجهات الرسمية في دول مختلفة تبنت مثل هذا المشروع على غرار تجربة البحرين، وكل سنة يتم فحص ما يقارب من 6000 طالب وطالبة وتزويدهم ببطاقات خاصة تبين نتيجة الفحص بطريقة تحفظ لهم خصوصيتهم وبكتيبات توعوية تخص هذه الامراض.
ويشكل مشروع فحص المواليد الذي اطلق سنة 2007م قفزة كبيرة في مجال الوقاية الثانوية عن طريق الكشف المبكر عن أمراض الدم الوراثية من الايام الاولى لعمر الرضيع وبالتالي تقديم الرعاية الصحية المكثفة والمتابعة المستمرة التي ثبتت فعاليتها في تقليل نسبة المضاعفات للمرض على المدى الطويل. حيث يقوم قسم الأمراض الوراثية بالوزارة باستدعاء والدي الرضيع المصاب وتقديم الاستشارة الوراثية فيما يخص الصحة الانجابية وشرح طبيعة المرض وعلاجه والوقاية من مضاعفاته والتركيز على اهمية المتابعة الطبية وتزويدهم بالكتيبات الارشادية لكيفية التعامل والتكيف مع المرض كما يتم تحويلهم على طبيب مختص في أمراض الدم الوراثية لمتابعتهم منذ البداية.
وبحسب الاحصائيات فقد انخفضت نسبة المصابين بفقر الدم المنجلي بين المواليد من 2.1% لعام 1985 الى 0.4% لعام 2010م، ويقوم قسم الأمراض الوراثية بتنظيم الفعاليات التوعوية بشكل دوري على المستوى الاكاديمي والكادر الصحي ونزولا لجميع افراد المجتمع كعقد المؤتمرات والمحاضرات والندوات وحتى الفعاليات المجتمعية والترفيهية.
كما أن وزارة الصحة لا تألوا جهدا في دعوة المختصين والاستشاريين العالميين في زيارة مرافق الوزارة والاطلاع على الخدمة المقدمة وتقديم اقتراحاتهم لتطوير خطط العلاج والوقاية . وتوجت جهود الوزارة بأنشاء مركز أمراض الدم الوراثية الرائد والمختص بتقديم العلاج لمرضى وتسهيل وصولهم للخدمة الصحية. كما أنشأت الوزارة عيادة السكلر متعددة التخصصات والتي تقدم خدمة متكاملة للمراجعين وساهمت بشكل فعال في حل العديد من الاشكاليات المتعلقة بطول فترة الانتظار وغيرها.
إن جهود الحكومة البناءة ووزارة الصحة في اطلاق هذه المشاريع الصحية الرائدة على مستوى الخليج والمنطقة واضحة للجميع، وتؤكدها الاشادة الكبيرة بهذا الانجاز التي حظت به البحرين في هذا المجال على مستوى منظمة الصحة العالمية والاشادة العالمية ببرنامج الفحص قبل الزواج وتعميمه في البحرين من مركز الوقاية من الامراض في امريكا، حيث قررت المنظمة بعرض تجربة البحرين على المستوى العالمي.
أرسل تعليقك