انطلقت اليوم أعمال مؤتمر الجمعية العالمية لطب الإدمان / آيسام / بعنوان " طب الإدمان آفاق جديدة " في دورته الـ /19/ التي يستضيفها المركز الوطني للتأهيل.. وذلك تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وتستمر حتى 29 أكتوبر الجاري مسلطة الضوء على أحدث التطورات والمستجدات في فهم وعلاج اضطرابات الإدمان.
ويشارك في فعاليات المؤتمر أكثر من 500 خبير من نحو 40 دولة ..
لمناقشة 145 ورقة بحثية علمية من أصل 150 ورقة.. فيما تشمل الفعاليات 36 ورشة عمل و34 ملصقا لأوراق علمية ودراسات بحثية.
كما ستعقد ورش تدريبية ومحاضرات وأبحاث وندوات علمية وبرامج تدريبية لمختلف علوم وبرامج علاج الإدمان.. حيث سيسلط الضوء من خلالها على آخر ما توصل إليه البحث العلمي في مختلف علوم مرض الإدمان ورصد التحديات التي تواجهها الدول عامة ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص في مكافحة انتشار المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.. إضافة إلى المستجدات في مجال الأبحاث العلمية المتعلقة بالبرامج العلاجية والتأهيلية والوقائية.
حضر الافتتاح .. معالي أحمد جمعه الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة ومعالي أحمد محمد الحميري الأمين العام لوزارة شؤون الرئاسة ومعالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس دائرة التعليم والمعرفة.
وتوجه سعادة الدكتور حمد عبدالله الغافري مدير عام المركز الوطني للتأهيل خلال كلمته في المؤتمر بالشكر للقيادة الرشيدة المتمثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على الدعم اللامحدود.. منوها إلى الاهتمام والمتابعة الدائمة من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة والجهود الحثيثة التي قدمها للمركز في المجالات البحثية لتطوير برامج العلاج والتأهيل والتوعية.
وأشار سعادته إلى أن هذا الدعم أثمر حصول المركز الوطني للتأهيل على صفة " مركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية " كأول مركز إقليمي يحصد هذه الصفة التي تؤهله ليكون مرجعا في مجال علوم الإدمان وتفرعاته البحثية والعلاجية والتأهيلية على المستوى الإقليمي ".. ما يؤكد المكانة الإقليمية والعالمية للمركز ويبلور رؤية القيادة الرشيدة في التطور وتحقيق أفضل النتائج على المستويات كافة.
وأكد أن انطلاق أعمال مؤتمر الجمعية العالمية لطب الإدمان وللمرة الأولى في منطقة الخليج العربي يؤكد عزم القيادة الرشيدة على دعم برامج ومنهجيات البحث العلمي والتطور في شتى المجالات وترسيخ دور الإمارات في تسخير الإمكانات لبرامج وأبحاث علاج الإدمان على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
وقال الغافري إن تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يشير إلى أن نحو 247 مليون شخص في العالم تعاطوا نوعا أو أكثر من المؤثرات العقلية خلال عام 2016 ونحو 29 مليون شخص يعانون من اضطرابات تعاطي مثل تلك المؤثرات العقلية.. إلا أن عدد الأشخاص الذين يتلقون العلاج حول العالم فقط نحو 4.5 مليون شخص أي بمعدل شخص من كل 6 مرضى.. ما يشير إلى أنه يجب بذل جهود جبارة من قبل الدول والمجتمعات لتأمين العلاج للجميع إلى جانب إطلاق برامج ومبادرات نوعية مبتكرة للتصدي إلى آفة المخدرات وحماية الأوطان.
أما على مستوى منطقة الشرق الأوسط.. فتشير الدراسات التي أجراها المركز الوطني للتأهيل بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، خلال عام 2012 - بحسب الغافري - إلى أن سن التعاطي يبدأ من 11 عاما.. الأمر الذي يدق ناقوس الخطر لضرورة تكاتف جهات المجتمع لإيجاد حلول متكاملة لحماية ليس الفرد بل المجتمع من براثن الإدمان.. فيما تعتبر المشاكل الأسرية وضعف الوازع الديني من أهم الأسباب التي تؤدي إلى انحراف هذه الفئة.
وقال الغافري إنه - وبسبب المخاطر العديدة التي تسببها المؤثرات العقلية على النواحي الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات والدول - فقد دأب المركز الوطني للتأهيل على التركيز على برامج التوعية والتثقيف المجتمعي وإجراء الدراسات والبحوث الداعمة لبرامجه العلاجية والتأهيلية والتوعوية لتطوير قدراته الفنية وتقديم أرقى البرامج العلاجية الحديثة المثبتة علميا وكذلك نقل تجاربه للدول الإقليمية للاستفادة من خبراته في توفير وتطبيق برامج علاج الإدمان ونشر الوعي بين مختلف فئات المجتمع.
وأعرب المدير العام للمركز الوطني للتأهيل في نهاية كلمته عن أمله في أن تثمر جهود المشاركين في المؤتمر في اقتراح وتوفير وسائل جديدة في مجال علاج مرضى الإدمان ليصبح عالمنا أفضل وأكثر ترابطا لتقدم لأفراد مجتمعاتنا كل ما يمكن أن يحمله المستقبل لهم من آمال وطموحات وحياة كريمة ملؤها الرخاء والازدهار.
أرسل تعليقك