أبوظبي – صوت الإمارات
الإنسان المتسامح ينعمُ بالسعادة والسكينة، لأنه إنسان متصالح مع نفسه ومع الآخرين، وهو قدوة حسنة لمن يعيشون حوله، فهو ينشرُ هذه القيمة الجميلة، ويعلِّمُها لكل من حوله، ويبعث فيهم روح الاحترام والإيجابية وينشرُ السعادة.
ومفهوم التسامح ليس بالجديد على المجتمع الإماراتي، فقد كان أسلوب حياة عاشها أجدادنا، ونُعايشها نحن أيضاً.. فقيم التسامح راسخة في حياة الإماراتي منذ الأزل، وقد فُطِر وتربى عليها، وكانت ولاتزال عنوان ومصدر سعادة له على المستوى الشخصي والأسري والمجتمعي، حتى أصبحت سلوكاً وميزة اشتُهِر بهما، داعياً الآخرين لتبنيها والاستمتاع بمحاسنها.
وبطبيعة الحال، فإن مفهوم التسامح يُنافي مفهوم التعصب، فالتسامح هو السهولة والتساهل من غير تفريط، والسمو بالنفس بالترفع عن الصغائر، واحترام الأشخاص والآراء والأفكار المختلفة، مع التمسك بالمبادئ الخيرة والعقيدة السمحة والتقاليد الأصيلة ونصرة الحق والعدالة.
التسامح ليس فقط مبدأ يُتغنى به ويُدعى إليه، بل هو أقوال وأفعال، تُمارس باحترام الآخر وتقبله، والتعاون معه، وإعطائه الفرصة للتعبير عن رأيه، وتبرير أفعاله، وتفهم فكرنا وثقافتنا.
والتسامح يكتسبه الطفل منذ نعومة أظفاره، بتعويده على مشاركة الآخرين ما يملك وما يلعب به وما يأكل بقناعة، ثم تعليمه احترام ما يقوله الآخرون وأخذه بعين الاعتبار، وعدم الاستهزاء بآرائهم وأفكارهم، مع الوعي والحذر من الأفكار الشاذة والمتطرفة، وكل ما يسيء إلى قيمه وهويته، فلابد من إدراكه أنها خطوط حمراء، وعليه منع الآخرين من المساس بها.
والآباء والأمهات هم القدوات الأولى لأطفالهم، فتصرفاتهم هي التي تضع الأُسس المتينة لشخصياتهم، ومتابعتهم لهم وتعليمهم كيفية التعامل مع الآخرين في محيط الأسرة وخارجها، هما أفضل تدريب وتطبيق لسلوك التسامح.
ومن ثم يأتي دور المدرسة، لتعليم وترسيخ مبادئ التسامح، فالمواقف التي يراها ويواجهها الطالب في حياته المدرسية، تظل عالقة في ذهنه إلى الأبد.
وللمعلم الدور الأهم في دفع الطلبة لممارسة التسامح على الوجه الأمثل، فالتعامل المتسامح مع الطلبة يزيد احترامهم وتقديرهم له ولجهوده وصبره عليهم، الأمر الذي يعطيهم الشعور بالاستقرار والرضا والسعادة، ويشجعهم على الإبداع والابتكار والتميز.
أرسل تعليقك