أعلن معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة رئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإمارتية في مصر أن شخصية إماراتية كبيرة لها دور كبير في دعم الثقافة والعلم والمحافظة على التراث قد تكفلت بنفقات ترميم وصيانة متحف الفن الإسلامي بالقاهرة.
جاء ذلك عندما شهد معاليه اليوم إطلاق مشروع تطوير وترميم متحف الفن الإسلامي بالقاهرة الذي يعد أكبر متحف إسلامي بالعالم إذ يضم مئات المخطوطات النادرة وأكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل 75 بالمائة من التحف الأثرية الإسلامية بالعالم والتي تعكس فنون العالم الإسلامي على مر العصور .. وأجريت مراسم إطلاق المشروع بحضور معالي الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار.
ويتزامن مشروع تطوير وترميم متحف الفن الإسلامي مع حزمة المشاريع التي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة في مصر ويستهدف الحفاظ على التراث الإسلامي وما يضمه المتحف من قطع فنية ومخطوطات.
وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر ان توجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تقضي بتقديم كافة أشكال الدعم لكل ما يسهم في مساندة مصر بما في ذلك الحفاظ على ما تتمتع به من تراث زاخر وإمكانيات فريدة تعكس مكانتها التاريخية والحضارية.
وأضاف معاليه " مثلما تقوم دولة الإمارات بالعديد من المشاريع التنموية ضمن قطاعات حيوية رئيسية تستهدف تحسين الخدمات المقدمة للمواطن المصري فإن الكثير من أبناء الإمارات يودون المساهمة في مسيرة التنمية والتطوير التي تشهدها مصر بما في ذلك حماية كنوزها وإرثها الإسلامي والحضاري الفريد " ..مشيرا معاليه الى ان متحف الفن الإسلامي يضم العديد من القطع الأثرية والمقتنيات التي تعكس ازدهار ونماء الفن الإسلامي بمخطوطاته النادره وبما يحتويه من قطع وأعمال فنية نؤمن بأن الحفاظ عليها واستمرارها يسهم في الحفاظ على جزء هام من التراث الإنساني.
وقال معاليه " ما شاهدناه اليوم في متحف الفن الإسلامي يؤكد أن الأيدي التي صنعت تلك القطع الفنية والتحف الفريدة والمخطوطات التي لا مثيل لها إنما تعكس أحد أهم وجوه عظمة التاريخ الإسلامي على مر العصور وتعد مقتنياته خير شاهد على عظمة واعتدال وقوة الحضارة الإسلامية " ..مضيفا معاليه ان دولة الإمارات العربية المتحدة تتشرف بتقديم مختلف أشكال الدعم المادي والتقني من أجل إعادة هذا المتحف إلى ما كان عليه كأحد أهم متاحف الفن الإسلامي على مستوى العالم.
وأوضح معاليه " سوف نعمل مع السواعد المصرية من أجل إنقاذ هذا الصرح الحضاري ومقتنياته وتقديم الدعم اللازم لإتمام أعمال الترميم وإعادة تأهيل المتحف وافتتاحه في أقرب وقت ممكن وإعادته إلى استقبال زواره ليشهدوا على عظمة الحضارة الإسلامية وأيضا لتعزيز الحركة الثقافية والسياحية ودعم الاقتصاد ليؤكد الشعب المصري من جديد نجاحه وصموده في وجه التحديات ويعبر عن معدنه الأصيل الذي يظهر ويتجلى في الشدائد ويتحدى كل الصعوبات إذا ما توفرت له الإمكانيات والدعم المطلوب".
ويتكون المتحف - الذي زاره في العام الماضي حوالي 16032 زائرا - من طابقين يضمان 23 قاعة وروعي فيه الطرز الفنية المختلفة للمعروضات كالطابع الأموى والعباسي والفاطمي والمملوكي وتم تقسيم القطع الفنية حسب المادة المصنوعة منها مع مراعاة التسلسل التاريخي فخصصت قاعات للتحف الخشبية وأخرى للمعادن ومجموعة ثالثة للخزف.
وقال معالي الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار المصري " لمسنا حرصا كبيرا من الجانب الإماراتي على تقديم الدعم المادي والتقني والفني لترميم متحف الفن الإسلامي الذي تعرض لخسائر كبيرة عندما تم تدمير واجهته وعدد من مقتنياته نتيجة التفجير الإرهابي الذي طال مبنى مديرية أمن القاهرة .. ونشكر موقف دولة الإمارات بالبدء في ترميم المتحف وإعادته إلى الحالة التي تليق بما يحتويه من مقتنيات وقطع فنية نادرة ".
وأوضح أن أعمال الترميم سيقوم بها خبراء على أعلى مستوي من السواعد المصرية وخبراء دوليون من كبرى المتاحف والمعاهد والمؤسسات والمنظمات العالمية المتخصصة في ترميم المتاحف والحفاظ على القطع الأثرية الخشبية والزجاجية والمعدنية والمخطوطات التاريخية.
وأشار معاليه إلى أن أعمال تطوير المتحف الإسلامي سوف تجرى بأحدث الأساليب لضمان الحفاظ على القطع النادرة التي تأثرت بالتفجير وبواسطة خبراء في هذا المجال وباستخدام الأساليب والأدوات والتقنيات التي تتناسب مع أهمية المقتنيات الأثرية ..مشيرا إلى أن المشروع يتضمن أعمالا إنشائية وفنية وتقنية للترميم الداخلي لمنصات العرض والنوافذ الزجاجية والخشبية والمعدنية ومجموعة من المقتنيات والقطع النادرة وكذلك خطة لإعادة البناء الخارجي التي تشمل إعادة ترميم وتأهيل الواجهة الأمامية للمتحف.
وأوضح أحمد شرف رئيس قطاع المتاحف المصرية بوزارة الآثار إن المتحف يعود إلى عام 1869 عندما بدأت فكرة إنشاء دار لجمع تحف الفنون من العمائر الإسلامية ووضعت لبنته الأولى عام 1880 عندما قامت الحكومة المصرية بجمع التحف الفنية من المساجد والمبانى الأثرية لحفظها فى الإيوان الشرقى لجامع الحاكم بأمر الله وصدر مرسوم سنة1881 بتشكيل لجنة حفظ الآثار الإسلامية والعربية ومع تزايد التحف والقطع الفنية التي تم جمعها من مصر والهند والصين وإيران وتركيا والأندلس مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام وشمال أفريقيا ضاق الإيوان بها فتم بناء مكان لها في صحن الجامع واستمر الوضع على هذا الحال حتى بناء متحف كبير سمي بمتحف الفن الإسلامي الحالي وكان يعرف الجانب الشرقي منه بدار الآثار العربية والغربي باسم دار الكتب السلطانية وتم افتتاح المتحف لأول مرة في 28 ديسمبر 1903 بميدان "باب الخلق" أحد أشهر ميادين القاهرة الإسلامية إذ يقترب من أهم نماذج العمارة الإسلامية التي تعكس جماليات عصورها المختلفة التي تؤكد ازدهار الحضارة الإسلامية.
ومن أبرز نماذج مقتنيات متحف الفن الإسلامي النادرة والتي لا مثيل لها مجموعات من الأباريق والصحون والسجاجيد والقطع الخشبية التي يرجع بعضها إلى أكثر من ألف عام وبعضها من القرن الرابع والخامس والسادس والسابع الهجري وما بعدها ومنها إبريق بركة وإبريق الناصر أحمد حمد إبريق طبطق وإبريق محمد بن مروان وهو من أقدم التحف المعدنية الإسلامية وباب مسجد الحاكم بأمر الله وباب مسجد الصالح طلائع وتابوت الإمام الحسي وحشوة خشبية باسم السلطان الظاهر برقوق ترجع للقرن التاسع الهجري ودواة المنصور محمد ودنانير الخلافة السنية التي ضربت بالاسكندرية عام 1174م ورنك رخامي على هيئة أسد وشمعدان السلطان قايتباي وطاسة خضة للأمير أيبك وقطعة نسيج /شارة/ خاصة بوظيفة السلحدار.
أرسل تعليقك