أكد القائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» جيمس ستارفيدس، أن معاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل تدشن لحقبة جديدة من التعاون والسلام والاستقرار بين الدول العربية وإسرائيل، معتبراً أن هذه الاتفاقية تعزز موقع الأصوات الداعية إلى التعاون العربي الإسرائيلي والمفاوضات مع الفلسطينيين، إلى جانب تعزيز الشراكة معالولايات المتحدة وحلف «الناتو».
وأوضح ستارفيدس أنه بالتمعن في الجهود السابقة، التي بذلتها إدارتا بوش وأوباما لإحداث تقارب بين العرب والإسرائيليين، فإن هذه الخطوة تنطوي على أهمية خاصة، إذ تتميز بأنها تحظى بدعم الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة، كما أنها تؤتي ثماراً فورية، فالمعاهدة، التي تعترف بموجبها الإمارات رسمياً بإسرائيل، تنص على توقف الدولة العبرية عن ضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية.
وأوضح الجنرال الأميركي، أنه أثناء توليه قيادة حلف«الناتو»، تعرّف عن كثب على أصوات في القيادة الإسرائيلية تؤيد حدوث تقارب مع الدول العربية وإجراء مفاوضات جادة مع الفلسطينيين، ومن بينهم الجنرال جابي أشكانزي وبيني جانتز، لافتاً إلى أن كليهما أصبحا الآن شخصيتين سياسيتين مهمتين في إسرائيل. ولفت إلى أن الجنرال «جانتز» هو رئيس وزراء بديل في الائتلاف مع بنيامين نتنياهو.
واعتبر أن لهذين القائدين «البراجماتيين» تأثيراً واضحاً في إبرام «معاهدة السلام» مع الإمارات، مؤكداً أن جانتز وأشكنازي يدركان التهديدات المشتركة التي تواجه المنطقة بأسرها.
وقال ستارفيدس في مقال نشرته «واشنطن بوست»: «الواقع أنه خلال العقود القليلة الماضية، دافع الجنرالان إلى حد كبير عن التعاون مع الدول العربية، لاسيما مع دول مثل الأردن ومصر، ودول عربية أخرى».
ونوّه إلى أنه في الوقت الذي تدشن فيه المعاهدة لحقبة من التعاون العربي الإسرائيلي، فإنها تقيّد قدرة «المحافظين» الإسرائيليين على الدفع نحو استئناف ضم الأراضي الفلسطينية، خشية عرقلة مسار السلام في المستقبل.
ولفت الجنرال الأميركي إلى أنه سواء فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن، أو أعيد انتخاب الرئيس دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة في نوفمبر المقبل، فإن واشنطن ستبذل كل ما في وسعها للمضي قدماً بهذه المبادرة، مؤكداً أن الاتفاق الحالي يمثل تطوراً إيجابياً لإسرائيل والإمارات والولايات المتحدة من أوجه شتى.
وتابع: «حين زرت إسرائيل كقائد لقوات حلف الناتو، قضيت بعض الوقت مع الرئيس السابق شيمون بيريز وتبادلت الكتب معه، وفي المرة التي زرته فيها قبل وفاته، أعطاني سيرة ذاتية كتبها عن رئيس الوزراء السابق ديفيد بن جوريون، كتَبفيها: يجب أن نستخدم خيالنا أكثر من ذاكرتنا».
وأضاف ستارفيدس: «يمثل تحقيق اصطفاف عربي إسرائيلي أوسع قفزة للخيال تفيد كلا الجانبين والولايات المتحدة والمنطقة».
وأثنى القائد السابق لقوات «الناتو» على الجهود التي قام بها معالي السفير يوسف العتيبة، سفير الدولة لدى واشنطن، من أجل الوصول إلى هذه المعاهدة. وأوضح أن معالي يوسف العتيبة، دبلوماسي من طراز رفيع يحظى باحترام كبير، وتمكن من تبسيط الصفقة بلغة واضحة ومحترمة، وهو ما ساعد في تقريب وجهات النظر.
وأشار الجنرال في مقاله إلىأن «إدارة ترامب، بوساطة جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس، تقوم بمساعٍ أوسع نطاقاً من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل».
قد يهمك أيضًا:
حمدان بن محمد يبارك لقيادة وشعب الإمارات بالعام الهجري الجديد
فلسطين تنسحب من إكسبو دبي رفضا للاتفاق بين الإمارات وإسرائيل
أرسل تعليقك