نعرض أبرز عناصر كتاب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والذي قدم على جزئين، بعنوان "شي جين ينغ.. حول الحكم والإدارة"، الذي يُنتظر استقباله الخميس المقبل في الإمارات، في حدث ضخم، قبل توقيع كتابه في اليوم الموالي، ضمن "الأسبوع الإماراتي الصيني".
ويستمر الأسبوع ببرنامج حافل من الفعاليات محورها التعاون في المجال الإعلامي والثقافي والسينمائي، بين الإمارات والصين، التي تعتبر الإمارات من أهم دول المنطقة المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق".
الحزب والدولة.. المجتمع الدولي
وبصفته أعلى قائد للصين حزباً ودولة، ألقى بينغ الكثير من الكلمات حول حوكمة الدولة وإدارة شؤونها، وفي كتابه ما يقرب من 79 عملاً هاماً لشي جين بينغ، بين 15 نوفمبر(تشرين الثاني) 2012 و13 يونيو (حزيران) 2014.
وطرح بينغ كذلك الكثير من الأفكار والنظريات والاستنتاجات حول تطور الحزب والدولة في الظروف التاريخية الجديدة، وعرض بصورة مركزة رؤى بلاده استجابة للمجتمع الدولي وتعزيز فهمه للأسلوب الصيني في التنمية وسياسات الصين الداخلية والخارجية.
وجمع الكتاب في جزئه الأول الكلمات والأحاديث والخطب والأجوبة للأسئلة والتعليقات ورسائل التهنئة، وقُسم الكتاب وفقاً لأهم نقاط المجتمع الدولي على قضايا الصين المعاصرة إلى 18 موضوعاً، بحيث رُتبت مضامين كل موضوع حسب الترتيب الزمني
ويحتوى الكتاب 54 صورة لشي جين بينغ، من مراحل مختلفة خاصة منذ المؤتمر الوطني 18 للحزب الشيوعي الصيني ، لمساعدة القراء على معرفة أحوال عمله وحياته.
الابتكار.. القوة الثقافية الناعمة.. الطاقة
وبدأ الكتاب بحديث موسع حول التمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها، وتحقيق الحلم الصيني للنهضة بها كأمة عظيمة، وفائدة ذلك لشعوب العالم، وفرص الابتكار وإطلاق أحلام الشباب، ومن ثم انتقل الكتاب لسرد رؤى الصين في تعميق الإصلاح على نحو شامل، ودفع التنمية الاقتصادية بشكل مطرد وصحيح، والانتقال للنمو القائم على البتكار وخلق ثور في إنتاج الطاقة واستهلاكها.
وفي كلمة له تحدث بينغ خلال الكتاب عن بناء بلاد يحكمها القانون ناهيك عن دولة اشتراكية قوية ثقافياً، وتوفير سند أخلاقي لتحقيق حلم الصين، وتشكيل ونشر القيم الاشتراكية، وتعزيز القوة الناعمة الثقافية لبلاده.
الأمن.. الانترنت.. طريق الحرير
ومن ثم ركز الكتاب على دفع الإصلاحات في المشروعات والإدارة معاً، والحد من الفقر وتسريع دفع منظومة بناء المساكن والسعي نحو تعليم أفضل وأكثر عدلاً لعب تعداده أكثر من مليار نسمة، وحماية الأمن الوطني والاستقرار الاجتماعي، وبذل الجهود لتحويل الصين إلى دولة قوية في مجال الانترنت.
ويتطرق الكتاب كذلك لجوانب مثل بناء الحضارة الإيكولوجية، لبيئة أفضل للصين ولأجيالها القادمة، ثم دفع تحديث الدفاع الوطني وعصرنة الجيش، وإثراء ممارسة "دولة واحدة ونظامان"، ودفع إعادة توحيد البلاد، وفتح مستقبل العلاقات بين جانبي المضيق، ومصير هونغ كونغ وماكاو وبر الصين الرئيسي.
وأفرد الكتاب مساحة للحديث حل سلوك طريق التنمية السليمة والأمن النووي ودفع بناء نمط جديد للعلاقات بين الدول الكبيرة، وبناء سور الصداقة والتعاون بين قارتي آسيا وأوروبا، وإتقان الأعمال الدبلوماسية تاه الدول المجاورة، وتعزيز التضامن مع الدول النامية سعياً بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وبناء طريق الحرير البحري للقرن 21، وتعميق التعاون الصيني العربي.
ويطرح الكتاب موقفاً جديداً من التعاون الأمني في آسيا، وتعزيز جهود مكافحة الفساد وبناء النزاهة، ورفع مستوى قيادة الحزب الشيوعي الصيني.
المجلد الثاني.. تغير غير مسبوق
أما المجلد الثاني لكتاب " شي جين بينغ حول الحكم والإدارة"، فقال حوله وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر: "يعرض شي سلسلة من الإجراءات الإصلاحية التي تغير المجتمع الصيني بصورة غير مسبوقة، وقد حقق نجاحا متفرداً في تنفيذ إجراءاته المتعلقة بمكافحة الفساد وتعزيز بناء النظام القانوني وحماية البيئة ونمو الاقتصاد الصيني".
.
"الحلم الصيني"
وأخيراً، وصفت الكتاب وسائل الإعلام المستقلة في جنوب أفريقيا، في تقرير لها على الإنترنت، بأنه النسخة الأكثر منهجية وموثوقية لمعرفة "الحلم الصيني" بالنهضة العظيمة للأمة الصينية.
وأشار التقرير الى أن كلمة "الشعب" تكررت أكثر من 1200 مرة في الكتاب الذي يزيد عدد صفحاته عن 600 صفحة. في حين قالت صحيفةThe Star، إحدى أكثر الصحف تأثيراً في جنوب أفريقيا، إن النظام العالمي تغير وحان الوقت لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.
وفي السنوات الثلاث الماضية واصل شي، بصفته الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، طرح سلسلة من المفاهيم والأفكار والإستراتيجيات الجديدة التي من شأنها أن تثري نظريات الحزب الشيوعي الصيني.
شركات.. رقابة.. ديموقراطية اشتراكية
وتطرق الكتاب لحتمية التمسك بالشتراكية وتحقيق حلم الصين وإنجاز حياة رغيدة بشكل موسع للزمن المطروح، ودفع حوكمة الحزب بصرامة، وتنفيذ مفاهيم التنمية الجديدو بثبات لا يتزعزع، وتطبييق مسؤولية الرقابة داخل الحزب بشكل شامل، وكذلك تشكيل منظومة المراقبة الوطنية وتعزيز مراقبة الجولات التفقدية، وتحقيق تفوق مميز للشركات المملوكة للدولة.
وأفرد بينغ فصلاً لضرورة تطوير السياسة الديموقراطية الاشتراكية، والتوجيه الإبداعي للشعب، وبناء الصين الصحية وتوسيع فئة الدخل المتوسط، وغيرها الكثير من العناصر التي سبق وناقشها في الجزء الأول، مع مراعاة الفاصل الزمني والرؤية الاستشرافية الأخيرة.
أرسل تعليقك