أكد الدراج الإماراتي محمد البلوشي، المتوج الأسبوع الماضي كأول عربي وآسيوي بلقب بطل العالم لسباقات «الباها»، أن البحث عن رياضة يمكن من خلالها تسجيل اسم الدولة ورفع علمها في أكبر المحافل العالمية، كان وراء التخلي عن كرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية في الدولة التي مارسها منذ صغره في نادي الوصل، والانتقال إلى رياضات أخرى كالسباحة وكمال الأجسام والفنون القتالية، قبل أن يجد ضالته في عام 1999 حين كان في سن الـ19، والاحتراف في سباقات الدراجات النارية التي عرف من خلالها كيفية تحقيق لقب 28 بطولة محلية ودولية، كللت أخيراً بلقب بطل العالم.
وقال البلوشي لـ«الإمارات اليوم»، إن «إنجاز بطل العالم كان كفيلاً بالرد عن جميع المنتقدين الذين راهنوا على استحالة بلوغي هذه المرتبة من النجاحات، خصوصاً أن بداياتي مع الرياضة كانت مع كرة القدم كلاعب في نادي الوصل، قبل أن أتخلى عن اللعبة الشعبية الأولى، وأنخرط في رياضات أخرى لم أجد ضالتي فيها، فأتبعتها في عام 1995، وبتشجيعٍ من الأصدقاء، بالتحول إلى الدراجات النارية التي سرعان ما اجتذبتني، وانتقلت فيها من مرحلة الهواية إلى الاحتراف في عام 1999، حين خضت تجربتي الرسمية الأولى عبر المشاركة في رالي أبوظبي الصحراوي، ضمن جولات بطولة العالم، في تجربة افتقرت خلالها لخبرات التعامل مع الراليات الطويلة، لكنها كانت غنية بالخبرات المكتسبة، التي مثلت لاحقاً حجر الأساس في تحفيزي على مواصلة تحقيق حلم راودني على مدار 18 عاماً بأن أصبح بطلاً للعالم».
-- لماذا تخليت عن كرة القدم التي باتت تدر لنجومها حالياً عوائد مالية كبيرة؟
- كرة القدم من الألعاب الجماعية التي تحمل في طياتها جانب مظلم، خصوصاً أنني مارست هذه الرياضة في سن مبكرة في فترة ذهبية عرفت خلالها الكرة الإماراتية في بلوغ المونديال، إلا أن إيماني بأن على الرياضي البحث عن مجالات أخرى تمكنه من تحقيق طموحاته وتمثيل الدولة بصورة مشرفة كان وراء تخليي عن هذه اللعبة واختبار ألعاب أخرى، قبل أن أجد ضالتي في عالم الراليات، ليؤكد لقب بطل العالم صواب اختياري، خاصة أن نجوم كبار في كرة القدم تألقوا على الساحة الدولية بحجم نجم برشلونة ليونيل ميسي الذي فشل في أكثر من مرة في اهداء منتخب بلاده الأرجنتين أي لقب عالمي.
-- كيف تصف مسيرة 18 عاماً في عالم الراليات قبل أن تصبح بطلاً للعالم؟
- لخص رالي المجر الجولة الختامية من بطولة العالم للموسم الحالي، مسيرتي في عالم الراليات، إذ لطالما اعتمدت خلالها على عاملي الإصرار والمهارة الفردية التي يتمتع بها سائقي الراليات الإماراتيين في تخطي العقبات، خصوصاً خضت الموسم الحالي بدراجة قديمة تعود إلى عام 2016، ونجحت في منافسة أبطال عالم يقودون أحدث الدراجات المصنعية، ويحصلون على دعم كبار مصنعين عالم الدراجات عالمياً، خصوصاً أن اليوم الختامي من الرالي تعرضت دراجتي لعطل أجبرني على خسارة أكثر من ساعتين قبل أن أتمكن من إصلاح الدراجة، وإكمال الرالي وانهائه في المركز السادس الذي كان كفيلاً لي في الاحتفاظ بصدارة الترتيب العام لنقاط البطولة والفوز بلقب بطل العالم.
-- ما أصعب التحديات التي واجهتها في مسيرتك في عالم الدراجات؟
- الراليات الصحراوية من الرياضات الميكانيكية التي تحتاج إلى دعم مالي كبير، وعلى الرغم من البطولات العديدة التي حققتها على مدار مسيرتي، إلا أنني لم أحظى بدعم كبير يمكنني من مقارعة أبطال العالم، ويعد الموسم الحالي الأفضل لي على صعيد الرعاية، بدءاً من طيران الإمارات التي حصلت على رعايتها للمرة الأولى، فضلاً عن شركات أخرى رافقتني على مدار الأعوام الماضية، وأتمنى أن يمنحني لقب بطل العالم الحصول على دعم ورعاية أكبر خصوصاً من شركاتنا الوطنية العملاقة، إذ أن حملة الدفاع عن هذا اللقب الذي يعد الأول من نوعه في رياضة المحركات الإماراتية فضلاً عن كونه الأول عربياً وأسيوياً، يحتاج لبذل مجهودات مضاعفة سواء من الناحيتين الميكانيكية أو الدعم اللوجستي لمواصلة خوض جولات هذه البطولة.
-- كيف تخطيت تبعات حادث رالي أبوظبي الصحراوي الذي كاد أن يودي بحلم بطل العالم؟
- بعد تحقيق للقب رالي دبي ثاني جولات بطولة العالم للموسم الحالي توجهت إلى رالي أبو ظبي الصحراوي ثالث جولات الموسم بطموح تعزيز صدارتي الترتيب العام، قبل أن اتعرض في اليوم الثالث لحادث أودى بتعرضي لارتجاج في الدماغ تطلب مني أكثر من شهرين من العلاج للتعافي تماما من الإصابة، لأحرص سريعاً على العودة إلى التدريبات وبمجهود فردي على مسارات صحراء الدولة، قبل العودة أخيراً للمشاركة في رالي إسبانيا الذي نجحت خلاله في تعزيز رصيدي من النقاط، ومن ثم التوجه إلى رالي المجر الذي كاد لحلم بطل العالم أن ينتهي في يومه الختامي جراء الأعطال الميكانيكي، إلا أن نجاحي في إصلاح العطل وتعويض الزمن الذي خسرته كان كفيلاً لي في إنهاء الرالي على حافة المركز الذي يتوجني باللقب.
-- ما أصعب الراليات التي خضتها في مسيرتك؟
- رالي داكار الذي كنت فيه أول دراج عربي يخوض تحديه في العام 2012 قبل أن أعاود التجربة مطلع العام الحالي، هو من أصعب الراليات التي يمكن للدراج خوضها، إذ يتطلب تركيزٍ عالٍ وقدرات بدنية كبيرة لتحدي عوامل البرد ونقص الأوكسجين جراء التسابق على مسارات ترتفع إلى من 4000 آلاف متر عن سطح الأرض، خصوصاً أن في دكار هذا العام تعرضت لكسر في أصبع يدي، لكن اصراري كان كبيراً رغم الإصابة على إكمال هذا الرالي الذي امتد لـ 9000 كيلومتر، وانهاءه في المركز 32 على العالم من بين 107 أشخاص أنهو الرالي من أصل 240 مشاركاً في نسخة هذا العام.
-- ما هو الهدف المقبل لبطل العالم محمد البلوشي؟
- الدفاع عن لقبي العالمي هو الهدف القريب الساعي لتحقيقه، إنما لا يزال في جعبتي أحلام وأهداف أخرى، تتمثل بأن أكون أول دراجٍ عربي ينجح في الفوز برالي دكار الشهير، وأنا عازم على تحقيق هذا الحلم، خصوصاً أنه لم يسبق لأي سائقٍ إماراتي سواء على صعيد السيارات أو الدراجات الفوز بلقب هذا الرالي الأصعب والأكثر شهرةً على العالم الذي يعود تاريخ ولادته إلى العام 1978.
السيرة الذاتية
استهل محمد البلوشي مسيرته الرياضية كلاعب كرة قدم في نادي الوصل، قبل التحول إلى رياضة السباحة، ومن ثم الكاراتيه، إلا أن شغف المغامرة وتشجيع الأصدقاء في العام 1995 كان وراء التوجه إلى رياضة الراليات، ليخوض البلوشي راليه الأول على صعيد الدراجات النارية في العام 1999، ومنذ ذلك التاريخ نجح البلوشي في وضع بصمته على صعيد الدراجات النارية
لمحة تاريخية
تحفل مسيرة البلوشي بالفوز بـ 28 بطولة محلية ودولية، من أبرزها بطولة الإمارات للموتوكروس 10 مرات، و5 ألقاب في بطولة العرب للموتوكروس، وفاز ببطولة الشرق الأوسط للموتوكروس، بجانب حصوله على لقب بطولة الإمارات الصحراوية عام 2017، ولقب كاس غرب اسيا للعام ذاته، وحصوله على المركز السادس في التصنيف العالمي عام 2015، قبل أن يتوج في 2018 بلقب بطل العالم.
المناسبة
تويج البلوشي الأسبوع الماضي مسيرته بالفوز بلقب بطل العالم لسباقات «الباها» للدراجات النارية في إنجازٍ غير مسبوق ليس على صعيد الإمارات والعرب فحسب، بل لكونه أول دراجٍ أسيوي ينجح في تحقيق هذا اللقب العالمي الذي جاء بعد موسم استثنائي نجح البلوشي في اعتلاء صدارة البطولة العالمية منذ فوزه برالي دبي ثاني جولات البطولة، الحفاظ على الصدارة حتى جولة الختام في المجر.
• كرة القدم من الألعاب التي تحمل في طياتها جانب مظلم.
• الدفاع عن لقبي العالمي هو الهدف القريب الساعي لتحقيقه.
• الراليات الصحراوية تحتاج إلى دعم مالي كبير.
• أحلم بأن أصبح أول دراجٍ عربي ينجح في الفوز برالي دكار الشهير.
أرسل تعليقك