شهد الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية لحكومة الشارقة اليوم انطلاق فعاليات مؤتمر التعليم والمستقبل "تجارب ملهمة" الذي نظمته جمعية المعلمين تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري للجمعية ضمن مبادرة "الوطن أمانة" و تزامنا مع يوم المعلم العالمي الذي يصادف 5 أكتوبر من كل عام.
حضر المؤتمر مروان أحمد الصوالح وكيل وزارة التربية و التعليم للشؤون الأكاديمية والدكتور سعيد الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم و الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير كليات التقنية العليا والدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي وعدد من القيادات التربوية والخبراء والمعلمين.
وناقش المؤتمر أهم القضايا الخاصة بالمعلمين في الميدان التربوي وسبل تمكينهم وتعزيز دورهم ومكانتهم في المجتمع وتذليل المعوقات والتحديات التي تؤثر على أداء مهامهم وواجباتهم في بناء أجيال المستقبل إضافة إلى كيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة و التطور التكنولوجي في مسيرة التعليم والتعلم لبناء أجيال قادرة على مواجهة التحديات و مواكبة متغيرات المستقبل.
و يسلط المؤتمر الضوء على محورين رئيسين الأول " الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم" و المحور الثاني يستعرض التجارب الملهمة في الميدان التربوي التي قدمها المعلمون والتربويون خلال فترة عملهم في سلك التدريس ومدى تأثيرها التطويري في العملية التعليمية ومخرجات التعليم .
و أكد مروان أحمد الصوالح أن التطوير المستمر للمعلم بات أمرا إلزامياً لتمكينه من توظيف التكنولوجيا في التعليم وبناء الأجيال القادرة على مواكبة المستقبل بمستجداته و متغيراته لاسيما أن الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي يفرزان مفاهيم جديدة حول سوق العمل المستقبلي وما يحمله لنا من وظائف جديدة.
و أضاف إن الوزارة تركز على تأهيل المعلمين في الميدان التربوي من خلال برامج متخصصة لمواكبة تلك المتغيرات و إعداده وتمكينه من مهارات وطرائق التدريس الحديثة التي تنعكس على الطلبة وجودة المخرجات .. مؤكداً أن المعلم يلعب دوراً محورياً في بناء الأجيال ونهضة المجتمعات وتأسيس مخرجات تحاكي المستقبل بكل تفاصيلة ومتغيراته فالتركيز على تعزيز مكانة المعلم واجب مجتمعي ينبغي أن يعي أبعاده وأهميته أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم.
و هنأ الصوالح جميع المعلمين في الميدان التربوي بمناسبة "يوم المعلم العالمي" .. موضحاً أن الرعاية التي يحظى بها التعليم من قيادتنا الرشيدة هي المحرك الرئيسي لكل إنجازات الميدان وأن الدعم الموجّه لمسيرة التعليم في الدولة يعدّ أحد أهم مقومات نجاح جهود التطوير المبذولة إضافة إلى توفير الرخاء والأمن والعيش الكريم لجميع أبناء الوطن و الذي يؤكد حرص القيادة على اعداد جيل واع مدرك لأهمية التعليم وبإمكانه رد هذا الجميل للدولة الحبيبة وقيادتها.
من جانبها أكدت شريفة موسى رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين في كلمتها أمام المؤتمر أهمية الدور الذي يلعبه المعلم في بناء الأجيال ورفعة المجتمعات والبلدان و تأكيد مكانته السامية في المجتمعات وتعليم الأبناء وتعزيز سبل احترامه وتقدير دوره والمحافظة على هيبته اضافة إلى توفير سبل الرعاية الكاملة والامتيازات الوظيفية .
و أشارت إلى أن المؤتمر يمثل فرصة ثمينة للمختصين والخبراء للتباحث في شؤون المعلم في يومه العالمي .. مؤكدة السير على نهج القيادة الرشيدة التي أولت المعلم اهتماما كبيرا .. وأعربت عن أملها في أنَّ يشكل المؤتمر في نسخته الثانية محطَّةً تطويريَّةً مهمَّةً يلتقي فيها المختَصّونَ والمسؤولونَ والمفكرون وصنّاعُ القرارِ لتحقيق الفائدة المرجوة منْ خلالِ المساهماتِ والمشاركاتِ وتبادلِ خبراتِ القياداتِ التَّعليميَّةِ والتَّربويَّةِ على المُستوى المحليِّ والإقليميِّ والعربيِّ ومن خلالِ عرضِ التّجاربِ المُلهمَةِ الّتي أثبتتْ نجاحَها إضافة الى تسليطِ الضوءِ على الرُّؤى والمبادراتِ والمشاريعِ التَّعليميَّةِ الرّاميةِ إلى رفعِ مخرجاتِ قطاع التَّعليمِ..
و نوهت إلى أن عدد أعضاء الجمعية يفوق 5 آلاف عضو معظمهم من مواطني الدولة .. مشيرة إلى أن الجمعية تنفذ برامج تطويرية ومبادرات نوعية تصب في مصلحة الميدان إذ وضعت مهنة التدريس في مكانة عالية لتحفيز أفضل خريجي الجامعات على التنافس للالتحاق بسلك العمل التربوي .
و شهد المؤتمر عدداً من الجلسات ركزت الجلسة الأولى و التي جاءت تحت عنوان" الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم" وأدارها الدكتور سعيد الكعبي على مستقبل التعليم في ظل الثورة الصناعية الرابعة ومسارات الذكاء الاصطناعي التي تؤثر على مخرجات التعليم وترتبط بشكل مباشر بمتطلبات سوق العمل المستقبلي.
و ركز الدكتور عيسى البستكي خلال الجلسة على الإمارات و التكنولوجيا الذكية في التعليم و البحث العلمي إذ يرى أن عصر المعرفة الذكية أذاب المسافات والحواجز الجغرافية بين شعوب العالم و التجارات العالمية ووحّد الأساليب والمفاهيم الفكرية والعلمية واعتمد على بناء اقتصاد معرفي علمي مبني على الذكاء الاصطناعي وباتت المعرفة العلمية الذكية أساس التقدم الحضاري في الحاضر والمستقبل.
و أكد أن أهم شروط مواكبة العصر المعرفي العلمي الذكي وبناء الاقتصاد المعرفي المبني على الذكاء الاصطناعي يكمن في بناء الأساس المعرفي العلمي وإعداد القاعدة البشرية المعرفية المسلحة بالعلوم التطبيقية.. إذ رسمت الإمارات خطة استراتيجية متزنة لبناء الأساس المعرفي من خلال بناء البنية التحتية التعليمية وشبكات النقل وشبكات الاتصالات والشبكة المعلوماتية والبنية المالية والأعمال وركزت على العنصر البشري لبناء وطن سعيد منتج فالإنسان هو الثروة الحقيقية لبناء المصانع والحضارات.
و أوضح أن النظام التعليمي يتطور وفق التطورات التكنولوجية والتوجهات المستقبلية للتكنولوجيا ما يتطلب الاستمرارية في البحث لتكون فرص التعلم متوفرة في أي وقت وفي كل مكان إذ أن الهدف من التعلم جودة المخرجات.
وركز المهندس خالد أحمد الحمادي خبير أمن المعلومات و الأمن السيبرالي أحد مؤسسي برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي خلال الجلسة على رحلة التغير ومساراتها وخطط تطبيقها وتنفيذها في القطاعات كافة لاسيما قطاع التعليم إذ يرى أن تحفيز التغيير يضم "الاستقلالية والابداع والتقدير والمعرفة .. واستعرض عدداً من التجارب والنماذج الناجحة والمؤثرة في الميدان التربوي.
و أكد الدكتور علي القاسمي خلال ورقة عمل تحمل اسم " مفهوم التنمية الاقتصادية مقابل مفهوم التنمية البشرية" أن سرّ تقدّم البشر و الدول يكمن في العملية التعليمية و عناصرها .. مشيرا إلى أن شروط تحقيق التنمية البشرية تتضمن الزامية التعليم الجيد باللغة الوطنية المشتركة و التساوي في فرص الالتحاق بالمدارس فالتعليم هو أساس التنمية البشرية
أرسل تعليقك