شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مساء اليوم الأربعاء، في قصر البطين، محاضرة بعنوان "إعادة تعريف معنى الثروة لتحقيق الديمومة الاقتصادية"، ألقاها بافان سوخديف رئيس المجلس الدولي للصندوق العالمي للطبيعة.
شهد المحاضرة إلى جانب سموه، سمو الشيخ عبدالله بن راشد المعلا نائب حاكم أم القيوين، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ومعالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس دائرة النقل بأبوظبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان مدير تنفيذي مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي العهد في أبوظبي، وعدد من الشيوخ وأعضاء السلك الدبلوماسي وكبار الشخصيات.
وأرجع بافان سوخديف الأزمات المالية والاقتصادية الكبرى أزمة ديون أميركا اللاتينية في أواخر سبعينيات القرن العشرين، وأزمة المدخرات والقروض في أوائل الثمانينيات، وأزمة الديون الآسيوية في الفترة 1997-1998، وأزمة مشتقات الرهن العقاري في سنة 2008 إلى إساءة فهم المخاطر وإساءة إدارة الائتمان، ولكن أحد الأسباب الكامنة وراء مثل هذه الممارسات السيئة كان طيش قطاع البنوك والتمويل، فيما يتعلق بالحوافز المقدمة والاستجابة لتوجيهات السياسات والتي لم تكن على اطلاع كافٍ، وقال إنه سيتعين على جميع البلدان حل هذه المشكلة المتفشية المتمثلة في استخدام المنظار الخاطئ في تحقيق التنمية الاقتصادية لمواطنيها.
وأشاد بافان سوخديف بالنموذج الاقتصادي الذي تسعى دولة الإمارات إلى تطبيقه، مشيراً إلى أن اقتصاد الدولة يعد واحداً من أكثر الاقتصادات تنوعاً في منطقة الخليج والمنطقة.
وأكد أن أحد أبرز عناصر قوة الاقتصاد الإماراتي تتمثل في خططها الاستراتيجية بعيدة الأمد والتي تعتمد على التركيز على مزيد من التنويع الاقتصادي عبر تعزيز قطاعات التجارة والسياحة، وتحسين التعليم، وزيادة فرص العمل في القطاع الخاص، وهذا يعني أيضاً تقييم أهم المخاطر والفرص المستقبلية والقيام بذلك باستخدام منظور يدرك الأبعاد العديدة للثروة.
وقال إن الاقتصاد الإماراتي يضم العديد من الصناعات كالصناعات البترولية وقطاع الغاز الطبيعي، والتطوير العقاري، والألمنيوم، والإسمنت، والأسمدة، وإصلاح السفن التجارية، ومواد البناء، والخدمات اللوجستية، والصناعات اليدوية، والمنسوجات، والأغذية والمشروبات، ومصايد الأسماك، وفقط ما نسبته 30 ٪ من الناتج الاقتصادي لدولة الإمارات يأتي من النفط والغاز، مؤكداً أن في تلك الأرقام وعي اقتصادي يؤمن بمفاهيم الديمومة الاقتصادية.
وأكد أنه ومن خلال "الرؤية الاقتصادية 2030" لإمارة أبوظبي، اتخذت الحكومة الخطوة الصحيحة في اتجاه استكشاف قطاع الطاقة المتجددة، وخفضت الحكومة دعم الوقود وفرضت ضريبة على المشروبات المحلاة والتبغ، مما يعكس مبدأ فرض الضرائب على الضار، وبالإضافة إلى المخاطر، فإن الفرص كثيرة، بما في ذلك الصناعات الأسرع نمواً في دولة الإمارات، أي تجارة التجزئة، وقطاع الضيافة، والرعاية الصحية، والأغذية، والمشروبات، والتسويق والإعلان.
وأوضح أنه لم يعد مستغرباً أن يساهم القطاع الخاص بحصة الأسد في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات حوالي 70.5 % في سنة 2018 .
وشدد المحاضر على أهمية إحداث تحوّل اقتصادي وتبني أنظمة القياس الصحيحة ومواءمة الحوافز والمثبطات لقيادة التغيير نحو اقتصاد دائم، مشيراً إلى أهمية تغيير سلوك القطاع الخاص "المعتاد" الذي يستمر في استنزاف موارد كوكبنا، مما يعرض سبل عيشنا للخطر، ولا يمكن لأيّ منا تحمل عواقب مثل هذا المستقبل.
أقرأ أيضاً :
"بن زايد" أولوية القيادة الاهتمام بالمواطن وتلبية احتياجات
وأكد رئيس المجلس الدولي للصندوق العالمي للطبيعة، أن البشرية تعيش في عصر تمكنت فيه من التحول إلى قوة ذات وجهين في تأثيرها على البيئة، فالبشر يغيرون سطح الكوكب سلباً من خلال استهلاك موارده كما لو كانت غير محدودة، مشدداً على أن أساس الخلل الذي ارتكبه البشر هو استنزاف الثروة بدون معايير لقياس قيمتها الحقيقية وهو ما يجب تغييره فوراً عبر قياس الجدوى الاقتصادية الحقيقية من عمليات الاستنزاف التي نقوم بها تجاه مواردنا قبل أن نصل إلى حالة الندم.
وأشار إلى أن أغلب الأنظمة الحالية تقيس النمو بالناتج المحلي الإجمالي للبلد ونسبة أرباح وخسائر الشركات باعتبارها عوامل حاسمة للنجاح، فيما لا تكترث بالمردود الفعلي للموارد، وهو ما ينذر بحدوث كوارث على المدى البعيد مالم يتم تدارك الأمر فوراً.
ويعد بافان سوخديف، أحد المفكرين الرواد في مجال الاستدامة، وخبير ابتكار وصوت مؤثر بين صانعي السياسات والمؤسسات البيئية الوطنية التي تركز على التنمية المستدامة.
قد يهمك ايضا
رئيس الدولة يمنح مدير "آيرينا" وسام زايد الثاني من الطبقة الأولى
محمد بن زايد يعتمد 5.6 مليارات درهم لدعم البحث والتطوير في أبوظبي
أرسل تعليقك