القاهرة - سهام أبوزينه
أكد أنيل مينون، مدير عام المنتدى الاقتصادي العالمي، أن العالم يحتاج في الفترة الحالية، أكثر من أي وقت مضى، إلى تكاتف الجهود الجماعية، والتنسيق المستمر مع مختلف المعنيين، من أجل تسريع التغيير الإيجابي، والانتقال من مرحلة الإدارة القائمة على القيادة بالفكر الفردي، إلى الإدارة القائمة على النظم والشراكات العالمية، بما يسهم في توحيد الجهود لمصلحة «المواطنة العالمية».
الشريك
وشدد مينون خلال جلسة فكرية مفتوحة عُقدت أمس، ضمن فعاليات مجالس المستقبل العالمية في دبي، على أهمية القيادة القائمة على إدارة النظم، مشيراً إلى أن المنتدى الاقتصادي العالمي هو أول من أطلق مصطلح «الشريك» من خلال كتابات البروفيسور كلاوس شواب الرئيس التنفيذي ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي عام 1971، حيث ركز المنتدى في البداية على أهمية إدارة الأعمال والمشاركات، لكن شواب أحدث تغييراً كبيراً عندما قال «وأين المعنيون والشركاء»، مشيراً إلى أهمية أن يستفيد الشركاء من العمل وبالتالي يعود النفع على المجتمع كله.
وأضاف مينون: لا يمكن فهم المستقبل وصياغته إلا بالعمل المشترك، فالمستقبل رهن بالعمل الجماعي، نحن الآن في 2019 نتحدث عن إدارة المنصات، وتغير الأمر من مجرد الشركاء إلى «المواطنة العالمية، الحكومة العالمية» فالجميع شركاء في بناء شبكات تعاون وترابط لمصلحة «المواطن العالمي».
وتابع: عام 1973 عندما أصدر المنتدى وثيقة لخدمة المجتمع والاهتمام بالبيئة النظيفة ومستقبلها، كان ذلك استشرافاً لحال العالم اليوم وحاجة ملحة للبيئة، يجب أن تُمثل مجالس المستقبل جميع الشبكات التي تعمل في المجتمعات الإقليمية، ويجب التركيز أكثر على المخاطر العالمية بصورة تعكس الاحتياجات الإقليمية، فمثلاً: في دبي نركز على تقنيات بلوك تشين، والبيانات الضخمة، والمدن الذكية، والذكاء الاصطناعي وتعليم الآلات.
الأنظمة
من جهتها، عرضت بيني أبيواردينا مفوضة الشؤون الدولية لمدينة نيويورك، تجربتها في التحول في إدارة المنصات بصورة «القيادة القائمة على الأنظمة»، حيث بدأت كمفوضة لمدينة نيويورك في التفكير في كيفية ربط المدينة بشبكة عالمية وبأكبر عدد من السكان، وكيف اتخذوا من أهداف التنمية المستدامة أجندة عمل للمدينة، وبدأ العمل على الـ 17 هدفاً في منظومة متكاملة على منصة المدينة.
وقالت أبيواردينا: أطلقنا العمل الحضري بالرؤية العالمية، وركزنا على قوة المدن في الوصول للحكومات العالمية، ثم عملنا مع الأمم المتحدة، واقتضى الأمر منا الالتزام باتفاقية باريس للمناخ. وأضافت: ركزنا عملنا حول تطوير المدينة وفقاً لأهداف التنمية المستدامة، ورسخنا في المجتمع قوة العمل الجماعي، وتطوير المدن نحو مشاريع محددة لتوحيد الجميع حول أهداف واحدة.
وتابعت: نعمل على تعزيز نظم العمل الجماعية، فمثلاً عززنا سياسات الإسكان داخل الولاية، ووضعنا خطة مستقبلية للتغير المناخي لمدة 20 عاماً، لنغطي كل الموضوعات لنحرص على أن نترك الأثر الحقيقي داخل المجتمعات، فالعمل من خلال النظم يحتاج لخطة مستقبلية لسنوات، بعيدة عن النظم البيروقراطية الحكومية، وتركز على النظم ذات الأثر.
حجم المعرفة
وقالت ليزا ويتر، مؤسس مشارك ورئيس تنفيذي لمنصة (Apolitical): لدينا حجم ضخم من البيانات ونحتاج حلولاً جادة لتنظيم تلك البيانات والمعارف، حيث عملنا مع أكثر من 170 دولة، قدمنا إليهم استشارات حول كيفية استغلال المعارف والبيانات، وقدمنا تقديم دروس حول كيفية فيهم «الفكر الرشيد»، من خلال قواعد يجب الالتزام بها ومنها: الإصغاء للآخرين، والاشتراك معهم، والاعتراف بقدرات الآخرين، وتخفيف العقبات أمام تدفق الأفكار، والعمل على توحيد المخرجات، والاستماع لكل الوحدات والأفكار، وسماع أصوات الآخرين. وأكدت أن التحدي الأبرز أمام الحكومات يتمثل في «كيف يمكنها أن تُنظم حجم المعرفة والبيانات لديها؟».
مستقبل الطاقة
وأشارت كريستينا لامب أونيرود، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «كادينزا إنوفيشن»، ورئيس مشارك في مجلس مستقبل الطاقة العالمي، إلى أن مجلس الطاقة يحاول أن يُقدم أفضل الممارسات، والأمثلة، مع التطبيق على بعض من التكنولوجيات التي تجري اختبارها ما يسمح للمنتدى الاقتصادي العالمي بمشاركة قصص النجاح عالمياً.
قد يهمك أيضًا :
مسؤول تركي يقول إن البغدادي وصل إلى موقع استهدافه قبل 48 ساعة من الغارة
أرسل تعليقك