دبي - صوت الإمارات
بحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي عُقدت اليوم في دبي أعمال "قمة الاقتصاد الرقمي المستقبلي الإماراتي-الإسرائيلي" وذلك ضمن فعاليات "أسبوع جيتكس للتقنية" المُقام في مركز دبي التجاري العالمي؛ وهي الأولى من نوعها وتأتي في أعقاب بدء العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في سبتمبر الماضي، وشارك في جلسات القمة وزراء ومسؤولون حكوميون وقادة أعمال ومبتكرون وخبراء متخصصون في مجالات التقنية لاستعراض فرص التعاون بين الجانبين.
وفي حضور سموه، ألقى معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، كلمة أمام جمع من كبار المسؤولين الحكوميين ومجتمع الأعمال الإماراتي، ووزراء من الجانب الإسرائيلي وممثلين عن القطاع التجاري والتقني وريادة الأعمال، تناول خلالها مجمل التحديات التي شهدها العالم في العام 2020 لاسيما الأزمة الكبرى المتمثلة في انتشار جائحة "كوفيد-19" وما صاحب تلك الفترة من فرص.
وقال معالي العلماء: "2020 هو العام الذي وضع قدراتنا جميعًا موضع الاختبار، ومع ذلك فهو أيضاً العام الذي شهد نموًا هائلاً للأعمال والشركات الرقمية، وسرّع الوتيرة التي كنا نسير بها نحو المستقبل. وقيادة دولة الإمارات تؤمن أنه في كل تحد تكمن فرصة للازدهار. ولا شك في أن "جيتكس" خطوة مهمة نحو تحقيق هدف دولة الإمارات لتصبح رائدة في مجال الاقتصاد الرقمي."
وفي معرض كلمته، قال معالي عمر العلماء إنه لكي يزدهر الاقتصاد الرقمي، يجب أن تتوفر ثلاثة مكونات رئيسية، وفرتها دولة الإمارات بالفعل، الأول هو "مساندة المواهب"؛ ففي حين أغلق العالم حدوده، فتحت دولة الإمارات حدودها لضمان تمكين الناس من العيش والعمل بأمان. والثاني هو "توفير بنية تحتية رقمية قوية" حتى نتمكن من رقمنة الاقتصاد وتقديم أفضل الخدمات للمجتمع. والثالث يتمثل في "حكومة مستعدة تقنياً" بينما حرصت القيادة الرشيدة على أخذ هذا المكون المهم بعين الاعتبار حتى نتمكن من إقامة اقتصادنا الرقمي على أسس صحيحة تضمن له النجاح، موضحاً أن بدء العلاقات مع إسرائيل سيفتح المجال أمام العديد من الفرص ومنها أن تكون دولة الإمارات الشريك التجاري الأكبر لها في المنطقة.
وتمتلك دولة الإمارات أحد أكثر مجتمعات الابتكار وريادة الأعمال حيوية في المنطقة، وقد اعتمدت الدولة خارطة طريق نحو إنشاء قطاع رقمي قوي باعتباره ضرورة اقتصادية وطنية، ويقود معالي عمر سلطان العلماء الاستراتيجية الوطنية لمضاعفة مساهمة القطاع الرقمي في الاقتصاد الوطني، وتعزيز ريادته في مجال الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الذكية.
رؤية جديدة
وخلال كلمتها أمام القمة، أعربت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي عن امتنانها لجميع المشاركين في جعل قمة الاقتصاد الرقمي بين الإمارات وإسرائيل حقيقة ملموسة، وقالت معاليها: "يجب أن نتمعّن في دروس هذا العام، ونستفيد من هذه المعرفة لإنشاء طريقنا نحو المستقبل. فالمستقبل كما نراه لا يمكن أن يقوم على أساس الطرق التقليدية القديمة. لقد تمكنا من تسريع رحلتنا نحو اقتصادنا القائم على المعرفة وإعادة الابتكار، وذلك يمثل فرصة رائعة لنا جميعاً، حتى نتمكن من إنتاج رؤية جديدة كثمرة لحوارنا وتفاهمنا. وعلى هذا الأساس، سيكون لدينا الكثير من المكتسبات التي سنجنيها معاً من خلال التلاقي الدبلوماسي والثقافي والعلمي بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل".
من ناحية أخرى، ألقت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي الضوء على الاستثمارات الكبيرة لدولة الإمارات في مجال أبحاث وتطوير الزراعة والمياه لإيجاد أساليب مبتكرة لإنتاج الأغذية وترشيد استهلاك المياه، خصوصاً في مناطق ندرة هذا المورد الطبيعي المهم كما هو الحال في دولة الإمارات وإسرائيل.
وقالت معالي مريم المهيري: "سيصل تعداد سكان عالمنا إلى نحو 10 مليارات شخص بعد 30 عامًا من الآن، وهذا يعني أننا سنحتاج إلى المزيد من الطعام بنسبة 60 في المئة بحلول ذلك الوقت. ولهذا السبب يجب علينا تطوير الطريقة التي ننتج بها الغذاء والطريقة التي نستهلكه بها. وفي ضوء تلك الحقائق، حددت الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لدولة الإمارات خمس استراتيجيات رئيسية ضمن الاستراتيجية الكلية للأمن الغذائي للدولة لإيجاد حلول للتحديات خصوصاً فيما يتعلق بسلاسل التوريد والهدر والتغذية، مع التركيز على تسهيل تجارة الغذاء العالمية، وتنويع مصادر استيراد الغذاء، وتحديد خطط توريد بديلة.
من جهته، أعرب أديف باروخ، رئيس مجلس إدارة معهد التصدير الإسرائيلي عن ثقته في أن قمة الاقتصاد الرقمي المستقبلي بين دولة الإمارات وإسرائيل ستكون خطوة مهمة على طريق تعزيز التعاون التكنولوجي بين البلدين، وأنها ستضع الأسس لتأثير إيجابي ملموس خلال السنوات المقبلة، وقال: "بالنسبة لجيلنا، قرر قادتنا تنحية التاريخ جانباً والتعامل مع المستقبل. وذلك لأن لدى جيلنا فرصة فريدة من نوعها لا يجب أن نفوتها. وفي ظل غياب مواردنا الطبيعية، استثمرنا في رأس مالنا البشري، على غرار ما فعلت دولة الإمارات والتي تستثمر اليوم في مستقبل ما بعد حقبة النفط. ومن هنا علينا أن نواصل الابتكار وتبادل الأفكار والانتقال إلى المرحلة التالية. ويجب أن يتولى جيلنا قيادة الإبداع المشترك من أجل المستقبل ومن أجل تحقيق النجاح."
وجمعت القمة متخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس والتنقّل المستقبلي والأمن الغذائي وتقنيات الخدمات المالية والأمن السيبراني والرعاية الصحية والتقنيات الزراعية، حيث تم التباحث حول فرص التعاون وإبرام صفقات جديدة مع شركات إماراتية وعالمية مشاركة في "جيتكس".
تحفيز النمو
وخلال القمة، تحدث سعادة سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية ورئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، حيث ألقى الضوء على "إعادة تحفيز النمو في مقابل التقنيات الابتكارية"، وقال: "من المتوقع أن تنمو التجارة بين دولة الإمارات وإسرائيل، ونحن في مجموعة موانئ دبي العالمية ننظر إلى إسرائيل بكثير من الاهتمام لما تملكه من سوق مرتبطة بالعديد من الوجهات التجارية حول العالم، وهذا الأمر وثيق الصلة بعملنا كمشغل للموانئ حيث يمكننا إقامة روابط استراتيجية تتصل بموانئنا في أوروبا، وذلك بما يتماشى مع استراتيجيتنا الجديدة المتمثلة في توفير الحلول الشاملة التي تمكّن المسارات التجارية والخدمات اللوجستية."
المكان الآمن
وبدوره، قال سعادة محمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية ومؤسس منصة "نون دوت كوم": "لا يوجد حدود لما يمكن أن نتعاون من أجله مع إسرائيل. فقد استفادت دولة الإمارات من قدراتها وموقعها الجغرافي حيث تصل ما تقدمه من خدمات إلى نحو ملياري شخص حول العالم من خلال التجارة. وتعد دبي المركز التجاري الرئيسي الوحيد الذي يمكنه تيسير الاستفادة من أي فرص جديدة. وقد أثبتت دولة الإمارات خلال فترة الجائحة أنها مكان آمن للعمل والمعيشة".
تقنيات الخدمات المالية
وناقش خبراء من قطاع التقنيات المالية من دولة الإمارات وإسرائيل التغيرات التي طرأت على المشهد العام للقطاع حيث تسعى الشركات التقليدية لمواكبة أحدث الابتكارات التكنولوجية، وتتزايد فرص المتنافسين من قطاع التقنيات المالية لعقد صفقات مثمرة مع القطاع المصرفي.
وتحدث في الجلسة المخصصة لمناقشة تقنيات الخدمات المالية كل من: عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، وعبدالله قاسم، الرئيس التنفيذي لإدارة العمليات في مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني، والبروفسور ديفيد غيرشون، رئيس مركز أبحاث التقنيات المالية في الجامعة العبرية والرئيس التنفيذي السابق لشركة سوبر ديرايفيتفس، ودوف كوتلر، الرئيس التنفيذي لبنك هبوعليم.
وتضمّنت القمة جلسة دارت نقاشاتها حول التنقل المستقبلي وتسارع الخطى نحو نقطة التحول التالية في مستقبل التنقل، والتي جاءت مواكبة لانطلاق استراتيجيات التنقل المستقبلية في دبي نحو هدفها الطموح المتمثل في تسيير ربع رحلات التنقل بشكل آلي بالكامل بحلول عام 2030. وتم في هذه الجلسة تبادل وجهات النظر والرؤى المستقبلية للتنقل والتي طرحها كل من؛ أحمد هاشم بهروزيان، المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، والدكتورة أنات ليا بونشتين، رئيسة ومديرة خيارات الوقود ومبادرة التنقل الذكي في البرنامج الوطني الإسرائيلي للتنقل الذكي في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وفي مداخلة له ضمن أعمال القمة، تناول ميشال جيفا، الشريك المؤسس والشريك الإداري في "تريفنتشرس" و"أرلي جليك" بكثير من التفصيل تحديات الاستثمار وصعوبات جمع رؤوس الأموال الاستثمارية التي تواجه صانعي السياسات، وكذلك المديرين التنفيذيين والمستثمرين، وكيف حدثت تلك التغييرات الهيكلية التي أثرت على كل شيء، بدءًا من سلاسل التوريد وحتى نماذج الأعمال وسلوكيات المستهلك.
وتحدث في جلسة الرعاية الصحية-الهندسة الحيوية: "السوق القادمة بقيمة تريليون دولار"، مجموعة من خبراء الرعاية الصحية من دولة الإمارات وإسرائيل، وسلطوا الضوء على أحدث التقنيات الواعدة وأكثرها ابتكاراً لمواجهة التحديات الصحية الملحة في عصرنا، وضمت الجلسة كلاً من الدكتورة منال تريم، المدير التنفيذي لقطاع الرعاية الصحية الأولية بهيئة الصحة بدبي، وعساف بارنيا، الرئيس التنفيذي لمشاريع سانارا ورئيس المجلس الاستشاري لعلوم الحياة في معهد التصدير الإسرائيلي، والبروفسور زئيف روتستين، المدير العام لمؤسسة هداسا الطبية.
يُذكر أن الوفد الإسرائيلي المشارك في القمة يرأسه "معهد التصدير الإسرائيلي" باعتباره ممثلاً لإسرائيل والشريك الاستراتيجي لـ"جيتكس" بالتعاون مع بنك "هبوعليم"، ويضم الوفد خبراء حكوميين ورواد وقادة أعمال بارزين.
وقــــــــــــــــــد يهمك أيــــــــــــضًأ :
منصور بن محمد يشهد افتتاح أول مدرسة صينية رسمية في دبي
منصور بن محمد يبين أن فكره الثاقب ركيزة في مسيرة الحاضر والمستقبل
أرسل تعليقك