انطلقت اليوم فعاليات الدورة الثانية لمؤتمر بحوث التراث الإماراتي تحت رعاية معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي رئيسة جامعة زايد الذي تنظمه كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة بالتعاون مع مركز حمدان بن محمد للتراث وبلدية دبي ويستمر على مدى يومين في مركز المؤتمرات بحرم جامعة زايد في دبي.
وتعقد هذه الدورة تحت عنوان "وثائق دبي التاريخية" حيث رافقها معرض ضم عدداً كبيراً من الوثائق التاريخية الأصلية التي وفرت مجالاً خصباً للمشاركين في المؤتمر لاستعراض تاريخ إمارة دبي ونقاط التحول التي شهدتها الإمارة عبر مسيرتها من خلال وثائقها الأصلية فضلاً عن استلهام هذه الوثائق في استشراف المستقبل ورسم ملامحه علاوة على مناقشة أفضل السبل للحفاظ على هذه الوثائق وحمايتها وبخاصة فيما يتعلق بالنظم والوسائل الالكترونية الحديثة المستخدمة في هذا المجال. ? و قال الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد إننا نرى ونلمس سعي قيادتنا– على المستويات كافة – لإيجاد وتعزيز منظومة تعليمية تبني أجيالاً إماراتية متعاقبة تواكب تحديات العصر وتنشغل بأحدث تطورات العلوم وتتشبّث بالهوية الإماراتية الأصيلة وقيمها المستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومن الموروث الثقافي الثري للآباء والأجداد..
وتستهدف جميع هذه المساعي الوصول معاً إلى تلبية متطلبات الأجندة الوطنية وتحقيق رؤية الإمارات2021 في التركيز على تطوير نظام تعليمي رفيع المستوى يتوخى خططاً تعطي الفرصة لإدخال كل مستجدات المحتوى العلمي والمبادرات المحلية الصادرة عن القيادة الرشيدة في الدولة والأحداث العالمية الجارية.
وأكد المهيدب أن هذا النوع من المؤتمرات يساعد الطالبات على التعمق في التاريخ واستلهام هذه الوثائق في استشراف المستقبل ورسم ملامحه، علاوة على مناقشة أفضل السبل للحفاظ على هذه الوثائق الأصلية وحمايتها وبخاصة فيما يتعلق بالنظم والوسائل الإلكترونية المستخدمة في هذا المجال.
ومن جانبه ذكر راشد بن مرخان نائب الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث ان مشاركة المركز تأتي تجسـيداً للدور التكاملي لمؤسساتـنا الوطنية حيـث يتشـرف بوصفه منصة لجمـيع مـبادرات وبطولات وأنـشـطـة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي المعـنية بالتـراث والـتي تـسعى بمجملها إلى ترسيخ موروثنا الثقافي لدى الأجـيال الناشئة وتعـزيز وعيها بالقيم والعادات والـتقالـيد الأصيلة في مجتمعنا وتـفعيل مـشاركـته في الحـفاظ عـلى الخـوية الوطـنية بتقديم الرعاية الـرسمية لمؤتمر جامعة زايد للعام الثاني لدعم الكوادر الشابة والعلم والابـتكار والجوانـب الأكاديمـية والـتراث الإماراتي وذلك حفاظاً وتعـزيزاً للهوية الوطنية ودعما للثقافة والعلم والمعرفة.
وأشار إلى أن المركز سبق له التعاون مع العديد من المؤسسات التعليمية بالدولة وعلى رأسها جامعة زايد في مبادرات جادة لصون التراث الثقافي المادي وغير المادي انطلاقا من رؤى وقيم مشتركة تصب في تمكين المواهب الشابة واستمرارية الموروث الاجتماعي ونقله إلى الأجيال الناشئة.
وكرم مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث طالبات جامعة زايد لمساهمتهن الممتازة في المسابقة السنوية الثالثة للأبحاث العلمية، منوهاً بجميع الجهود التي بذلها أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية من لنشر العدد الثالث من مجلة "إضاءات الإمارات" التي نشرها المركز والتي تشرف عليها الدكتورة أسماء عبيد، الأستاذ المساعد بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة زايد، وتضمن هذا العدد مشاريع بحثية طلابية تتناول الزواج والعلاقات الاجتماعية وأساليب التعليم والطفولة.
ومن جهته أوضح عبد العزيز محمد الشحي رئيس مركز الوثائق التاريخية لبلدية دبي في كلمته إن المركز تم تأسيسه في عام 2016 لجمع والحصول على الوثائق التاريخية لدبي وكذلك الإشراف على ترميم الوثائق التاريخية والحفاظ عليها من الأضرار والخسائر وإعداد الدراسات التاريخية والوثائقية حول الإمارة.
وأضاف ان المركز سيتبنى أفضل الممارسات في إعداد وتنفيذ برامج ترميز وفهرسة وحفظ وتنظيم تداول الوثائق التاريخية وإتاحتها للباحثين.. وشدد على الجهود المتواصلة للبلدية في تجميع هذه الوثائق القيمة التي يمكن أن تساعد في توثيق تاريخ دبي والإمارات العربية المتحدة.
وأكد على أهمية الوثائق في ابراز التاريخ وإعطائه جانبا ملموسا وأكثر مصداقية قائلا:" كانت بلدية دبي السباقة في إنشاء مركز خاص بتجميع الوثائق التاريخية، ولدينا في جعبتنا لحد الآن أكثر من 100ألف وثيقة تاريخية يستفيد منها الباحثون والطلبة في دراستهم حول تاريخ الإمارات ويستخدمونها كمراجع وأدلة.
حضر المؤتمر ممثلون عن مركز الوثائق التاريخية وجمعية التراث العمراني وقسم الترميم والآثار وإدارة المساحة ببلدية دبي ومتحف معبر الحضارات ومركز جمعه الماجد وجمعية الامارات لهواة الطوابع، والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي وهي الجهات المشاركة في المعرض المصاحب للمؤتمر.
و ضم المؤتمر جلستين تعليميتين الأولى بعنوان/ تاريخ تطور خدمات البنية التحتية في إمارة دبي في الفترة1900/1971 / والثانية بعنوان/ تطور الوسائل الأمنية في جواز دولة الإمارات العربية المتحدة/ كما شمل و ورشة عمل بعنوان/ ورشة ترميم المخطوطات والوثائق التاريخية/ .
وسيناقش المؤتمر في جلساته تاريخ تطور خدمات البنية التحتية في إمارة دبي في الفترة 1900-1971 الذي أعدته د. فاطمة الصايغ أستاذة التاريخ والمجتمع بجامعة الإمارات العربية المتحدة وبحثاً عن الحصون القديمة والقلعة في إمارة دبي يقدمه سعيد خميس السويدي اختصاصي الأنساب وخبير البحوث في وزارة شؤون الرئاسة وسيقدم الرائد خالد ناصر العلي رئيس التدريب الأمني ??المتخصص في الدليل العام للإقامة وشؤون الأجانب في دبي جلسة حول تطوير الوسائل الأمنية في جوازات السفر الإماراتية وأخيراً ستشمل الفعاليات ورشة عمل أكاديمية حول ترميم المخطوطات والوثائق التاريخية تقدمها بشرى داخوج رئيسة قسم استعادة المخطوطات والوثائق التاريخية في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث.
أرسل تعليقك