اختارت مصمّمة المجوهرات الإماراتية الوازنة فلاح، الأسلوب البسيط في تقديم رؤيتها في عالم الذهب والألماس، فتعمدت أن يتسم الخط الخاص بها بالكثير من النعومة، حيث تدمج الذهب الأبيض مع الأصفر في بعض القطع، وتضيف إليه بريقا من الألماس، لمنح التصاميم لمسة مشعة غنية بالجمال تنافس فيها روح المجوهرات التي تصدر من علامات تجارية عالمية.
واللافت في تصاميم فلاح أنه من الممكن ارتداء هذه المجوهرات في الصباح أو حتى المساء، كما أن جزءا كبيرا من مجوهراتها يصلح لأن يكون للنساء والرجال.
مصادفة
عن الخلفية الأكاديمية لمصممة المجوهرات، قالت فلاح في حوارها مع "الإمارات اليوم": «دراستي بعيدة كل البعد عن مجال المجوهرات، فقد درست البروتوكول الدولي والسياسة، لكنني كنت مهتمة كثيراً بعالم الجمال، والمصادفة التي أخذتني إلى عالم المجوهرات تعود الى حادثة، حيث كنت أريد أن أعلق صورة على الحائط، وأمسكت بالمسمار، وبنيت وقتها علاقة معه، وشعرت بجماله في لحظتها، وقد تخيلت هذا المسمار تصميماً خاصاً في المجوهرات»، وأضافت: «بعد فترة وجيزة أصدرت دار كارتييه تصميم المسمار على شكل سوار، وهذا ما جعلني أكثر ثقة بأفكاري، وقررت الخضوع لدورات في تصميم المجوهرات، والصياغة، وانطلقت في عالم الذهب».
ولفتت فلاح إلى أن التصميم يخضع للكثير من المراحل، من الرسم والصياغة، كما أنها تقوم بارتداء القطعة وتجرّبها في الحياة اليومية، للتأكد من أنها عملية، واصفة أسلوبها بالعصري والمرح والجدي، الذي تمتزج فيه التفاصيل المعاصرة المناسبة للذكور والإناث، موضحة أنها الى اليوم أنتجت ثلاث مجموعات، ومنها المجموعة المستوحاة من المسمار، ومجموعة العرائس، ومجموعة المجوهرات المستوحاة من الرتبة التي توضع على الكتف وتعلق على العباءات والملابس. وأوضحت أن المجموعة الأولى احتوت على تصاميم صالحة للنساء والرجال، ولم تخطط لتقديمها على هذا النحو، ولكن بعد وضع التصاميم تبين لها أن التصميم والقطعة تميل لأن تكون صالحة للجنسين. وأكدت أنها تميل للتصاميم البسيطة، فلا تحب المجوهرات الثقيلة والمرصعة بالكثير من الألماس، لكنها وضعت مجموعة للعرائس غنية بالألماس، كونها مطلوبة جداً في المناسبات.
أما الوقت الذي تحتاجه فلاح لإنجاز المجموعة، فيقارب السنة، موضحة أن هذا الإنتاج يمر بمراحل كثيرة، وتتألف المجموعة من قطع متعددة قد تصل إلى سبع قطع من أقراط وسلاسل وخواتم.
علامات مكرّرة
تعكس المجوهرات شخصية من يرتديها، هذا ما أكدت عليه فلاح، مشيرة الى أن المرأة التي تتجه الى العلامات التجارية والمكررة تتجه الى ارتداء ما هو رائج في السوق بعيداً عن أسلوبها، وهذا يتضح من الاختلاف الكبير الذي نجده بين المجوهرات وما ترتدي من ملابس، موضحة أن هناك من يبحث عن مواهب جديدة وكل ما هو مختلف، لكن التحديات التي واجهت فلاح، خلال بدايتها، كانت كثيرة، وأهمها مسألة الوقت، فالقطعة الواحدة كي تخرج بالشكل النهائي الذي تريده تمر بالكثير من المراحل، مشيرة إلى كونها تأخذ آراء الأشخاص المحيطين بها، وهناك تضارب في الآراء، وبالتالي تقع في حيرة، ولهذا فإن التفكير في الابتكار في إطار محاولة إيجاد ما يرضي الجميع مرهق ومنهك. ونوهت بأن الأفكار أحياناً تتشابه، لاسيما ما تطرحه العلامات التجارية العالمية، إذ لا يمكن إنكار التشابه بين مصممي أكبر العلامات الذين يستوحون تصاميمهم من علامات أخرى، وهذا ما يؤدي الى التشابه في الأفكار التي تطرح بالسوق، وبالتالي فإن إلمام المصمم بما يتم تقديمه على الصعد الأخرى يمنح المصمم المزيد من الثقة بالنفس.
وعن المزج بين الذهب الأبيض والأصفر في العلامات، نوهت بأن الموضوع يتبع الموضة الرائجة، والمشاهير، فهي مسألة تقليد، ولهذا نجد أن هذه الموضة تختلف من فترة لأخرى. وأشارت الى أنها تستخدم الذهب الأبيض والأصفر، وتضع الألماس فيه، مبتعدة عن الأحجار التي لا تفضلها، كما تفضّل الألماس الشفاف.
وفي ما يتعلق بالدعم الذي تحتاجه المواهب الجديدة في الإمارات، أكدت فلاح أن الدعم موجود وبشكل كبير، فمؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، تدعم المواهب برسوم رمزية حين تكون لديهم أفكار جيدة، ومهارات متميزة. وأوضحت أن الدعم الذي حصلت عليه من المؤسسة كان كبيراً، وقد أتاح لها المشاركة في الكثير من المعارض، كما أنها حصلت على الاستشارات والتصاريح، وهي كلها أمور مساعدة جداً في الانطلاقة بأي مشروع.
«أونلاين»
وصفت الوازنة فلاح منصات وسائل التواصل الاجتماعي بأنها «مهمة للناس، وللمصمّم بشكل خاص، كونها تساعده بشكل كبير، فهي تُمكّنه من إيصال تصاميمه للجمهور بسرعة، كما تُسهّل إنجاز الطلب (أونلاين) عن طريق الموقع»، ولفتت إلى أن لديها مشروعا قريبا في إيطاليا وميلان.
عروس فلاح
تحب فلاح البساطة، ولهذا ترى أن العروس يجب أن تتقن اختياراتها بالتناسب مع مظهرها، فبحسب تصميم الفستان يمكن اختيار المجوهرات، فإن كان الفستان بسيطا يمكن وضع عقد كبير، وإن كان الفستان مطرزاً، يمكن وضع أقراط في الأذنين فقط، لأن المجوهرات تسرق الضوء من التصميم ومن الشخص.
قد يهمك ايضا
بابا الفاتيكان يناشد المجتمع الدولي بمؤازرة الخليج
إيران تلوّح بمواصلة تجميد تعهدات الاتفاق النووي
أرسل تعليقك