تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ينطلق " منتدى الشباب العربي " على مدار ثلاثة أيام ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات التي تنعقد في دبي بين 12 و14 فبراير الجاري.
يضم المنتدى وهو الاجتماع الأول من نوعه نخبة من الشباب الذين يمثلون 22 دولة عربية تحت سقف واحد لمشاركة تطلعاتهم حيث تم اختيارهم من خلال تعاون سفارات دولة الإمارات في الوطن العربي مع المؤسسات والمنظمات المعنية بالشباب بناء على إنجازاتهم المهنية والأكاديمية وتأثيرهم الإيجابي في مجتمعاتهم.
و أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الذي يفتتح فعاليات منتدى الشباب العربي أن هذا الحدث يشكل سابقة هامة تجمع الشباب العربي من كل الجنسيات والثقافات تحت مظلة واحدة وهي مظلة الشراكة والتعاون من خلال طرح الأفكار ومناقشتها ووضع التصورات للنهوض بواقع الشباب وتمكينهم من أداء واجبهم تجاه بلدانهم.
و قال سموه : " إننا نتحدث اليوم عن العولمة ودورها في تقريب المسافات بين شعوب وحضارات العالم وأن قضايا المرحلة وتحدياتها الاقتصادية والاجتماعية هي قضايا عالمية وللجميع دور في مواجهتها فكيف لنا ألا نسعى إلى تقريب المسافات بين الشباب العربي أنفسهم الذين تجمع بينهم الكثير من القواسم سواء كانت اللغة أو التاريخ أو الأحلام والتطلعات .. إن انفتاحنا على العالم سيكون له صدى أكبر وتأثير إيجابي أعمق إذا كنا كشباب عربي متفقين حول أجندة قضايانا وتصوراتنا لحلولها".
و أوضح سموه أنه إذا كان واجب الحكومات والجهات المسؤولة في كل بلد تهيئة المناخ الاقتصادي والاجتماعي ليقوم الشباب بدورهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية واستنهاض قطاعات بلدانهم وتطويرها فهناك واجب أكبر على الشباب وهو المبادرة بطرق حضارية للمشاركة في رسم سياسات التعليم والعمل ووضع التصورات للقوانين والتشريعات التي تحفظ لهم الحق في الفرص المتساوية.
و أكدت معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب رئيسة مجلس الإمارات للشباب أن مهمة المنتدى وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية شبابية عربية متكاملة توحد جهود الشباب من مختلف القطاعات وتوظفها من أجل إحداث تغيير إيجابي في واقع بلدانهم .. وقالت إن الكثير من القضايا الثانوية التي تشغل بال الشباب وتحتل حيزا كبيرا من نشاطاتهم وتستهلك طاقاتهم لها نتائج سلبية عليهم وعلى محيطهم لكننا نؤمن بأن الشباب العربي لا تنقصه الطاقات.
و نوهت المزروعي إلى أن صناعة الأمل تبدأ من الإيمان بالذات والقدرات والطاقات البناءة التي تزخر بها مجتمعاتنا وأضافت :" نحن ندعو كل شاب عربي إلى أن يتأمل واقعه ويحدد خياراته على ضوء تجارب الأمم الأخرى ولنتعلم من تلك الأمم كيف تطورت ولنتذكر أن وطننا العربي كان في مرحلة ما مهدا للحضارات والعلوم والآداب والاكتشافات التي أضافت للعالم بصمات لا تزال بادية حتى يومنا هذا" .
و شددت معالي المزروعي على أن الخطوة الأساسية التي يجب إنجازها عند التعامل مع قضايا الشباب العربي تتمثل في تعزيز هويتهم وثقافتهم الإنسانية واستحضار القيم الأصيلة.
و أكدت أن انفتاح الشباب على الثقافات والحضارات الآخرى الذي أتاحته وسائل التواصل الحديث يجب أن يترافق مع غرس قيم الاعتزاز بالهوية والثقافة والتراث العربي إلى جانب احترام الثقافات والحضارات الآخرى وتفهم طبيعة الاختلافات بينها والتي تضفي جمالا على اللوحة الإنسانية ولا تضر بها.
و قالت معاليها : " الشباب طاقة اليوم وبناة الغد وأفضل من يضع الحلول لتحدياتهم ولذلك سيعمل المنتدى على منحهم فرصة مناقشة عدد من القضايا الراهنة والمستجدات المرتبطة بواقعهم ومستقبلهم كي يكون لهم الدور الأساسي في معالجتها والتعامل معها .. ونحن على ثقة بأن تمكين الشباب يمثل خطوة مهمة على طريق حل الكثير من المشكلات التي يواجهها الوطن العربي اليوم ".
و أوضحت المزروعي أن القمة العالمية للحكومات حرصت على اختيار نخبة من الشباب في العالم العربي للمشاركة في هذا المنتدى من القطاعين الحكومي والخاص إضافة إلى العاملين في التعليم والإعلام والاقتصاد والصناعة والطب ومختلف القطاعات الأخرى من أجل تنويع الخبرات وإثراء النقاشات والتعرف على وجهات نظر من زوايا مختلفة بشأن التحديات التي تمر بها المجتمعات العربية والحلول المتوقعة لها اعتمادا على قدرات وخبرات كل متحدث ومشارك من الشباب.
و أعربت معاليها عن ثقتها بأن مخرجات المنتدى وما تتضمنه من توصيات ومبادرات ستكون موضع التنفيذ من خلال وضع آليات لمتابعتها نظرا لأن منتدى الشباب العربي لا يقتصر على مناقشة الآراء والتطلعات فحسب وإنما يسعى أيضا للخروج بمبادرات شبابية عربية ومؤشرات معنية بالشباب العربي تعمل على تمكينه من لعب دور فاعل ومنتج في بناء اقتصاد المستقبل.
ولفتت إلى أن المنتدى سيتضمن ثلاث حلقات حوارية مع ممثلي عدد من المؤسسات والشركات الدولية والمحلية المهمة في مجال العمل مع الشباب عن قرب.
جدير بالذكر أن مشاركة الشباب في القمة العالمية للحكومات لن تقتصر على هذا المنتدى وإنما سيكون لهم حضور فاعل أيضا في بقية الفعاليات المصاحبة لها ومن بينها "سباق الحكومات العالمي لرواد التكنولوجيا" التي يتنافس فيها الشباب العاملون في القطاع الحكومي على تطوير الخدمات الذكية وابتكار التقنيات الناشئة وكذلك في "منتدى التغير المناخي والأمن الغذائي" الذي سيستمع إلى رأي الشباب حول سبل حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي إضافة إلى كيفية ضمان استمرارية الموارد الغذائية في المستقبل.
و يعتبر " منتدى الشباب العربي " أحد أبرز المحطات العشر الجديدة في الدورة الخامسة للقمة إلى جانب تنظيم أول وأكبر تجمع دولي لخبراء ومختصين في مجال السعادة ومنتدى التغير المناخي والأمن الغذائي.
ويتوقع أن تشهد هذه الدورة مشاركة نحو 138 دولة إضافة إلى الأمم المتحدة والبنك وصندوق النقد الدوليين ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومركز أمريكا اللاتينية للإدارة العامة والتنمية والعديد من المؤسسات العلمية وشركات الاستشارات العالمية مثل هارفارد واكسفورد وماكينزي وإي تي كيرني وإرنست آند يونغ.
أرسل تعليقك