أشاد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بمشاريع الإمارات التنموية في شرق السودان، مؤكداً أنها تساهم في توفير المأوى والاستقرار للمتأثرين من الكوارث الطبيعية، موجهاً التهنئة للإمارات قيادة وشعباً باليوم الوطني السادس والأربعين، وحيا تضحيات شهداء الإمارات و السودان بمناسبة إحياء الإمارات لـ«يوم الشهيد».
ونوه البشير بالمبادرات الإنسانية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، معرباً عن تقديره للجهود التي تضطلع بها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة رئيس الهيئة على الساحة السودانية.
لقاء
جاء ذلك لدى مخاطبة الرئيس البشير اللقاء الجماهيري الذي أقيم أول من أمس بمنطقة أروما في ولاية كسلا بمناسبة افتتاح 1200 وحدة سكنية أقامتها هيئة الهلال الأحمر للمتأثرين من الفيضانات التي اجتاحت الولاية وتكفلها بنفقات الزواج الجماعي الذي نظمته الهيئة تحت رعاية سمو الشيخ حمدان زايد لـ 204 من شباب المنطقة.
وقال الرئيس البشير إن هذه المشاريع تأتي امتداداً لمسيرة الخير والعطاء التي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في السودان والتي كان من ثمارها مشروع إنشاء شارع هيا بورتسودان بطول 600 كيلو متر والذي يعتبر من أهم المشاريع التنموية لأنه يربط ميناء السودان الرئيسي بوسط البلاد إلى جانب المشاريع الأخرى التي ساهمت في دعم التنمية و الاستقرار.
وترحم البشير على روح المغفور له الشيخ زايد داعياً الله أن يكون ما قدمه للإنسانية جمعاء في ميزان حسناته.
مهام
وشهد البشير ووفد هيئة الهلال الأحمر الذي يزور السودان حالياً لتنفيذ عدد من المهام الإنسانية برئاسة الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام وعضوية فهد عبد الرحمن بن سلطان نائب الأمين العام لقطاع المساعدات الدولية، يرافقه حمد محمد الجنيبي سفير الدولة لدى الخرطوم، مراسم الزواج الجماعي الذي يأتي في إطار مبادرات الهيئة لإسعاد الشباب وتيسير سبل الزواج للمتعسرين منهم، وتوفير سبل الاستقرار لهم، و الاهتمام بأوضاعهم الاجتماعية والنفسية وتحسينها.
ونقل حمد محمد الجنيبي تحيات القيادة الرشيدة في الدولة إلى الرئيس البشير والشعب السوداني الشقيق، وقال إنها مناسبة سعيدة أن يرعى الرئيس افتتاح المشاريع التنموية التي تساهم في تخفيف المعاناة عن كاهل الأشقاء في السودان، كما يسرنا أن يتزامن افتتاح هذه المشاريع مع احتفالات دولة الإمارات باليوم الوطني 46.
وأكد الجنيبي مواصلة الاهتمام بشرائح المجتمع الضعيفة في مقدمتهم الأيتام، مشيراً في هذا الصدد إلى أن عدد الأيتام الذين تكفلهم هيئة الهلال الأحمر في السودان تجاوز 8 آلاف يتيم، إلى جانب الاهتمام بتنفيذ المشاريع التنموية الأخرى في مجالات الصحة و التعليم و البيئة وتوفير مصادر المياه في المناطق التي تعاني شحاً في هذا المصدر الحيوي في ولايات السودان كافة.
مساندة
وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي اهتمام سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان بقضايا الشباب الاجتماعية ودعمهم ومساندتهم والوقوف بجانبهم وتعزيز قدرتهم على مواجهة ظروف الحياة الصعبة، مشيراً إلى أن رؤية سموه في هذا الصدد نابعة من إيمانه بأن الشباب هم حملة لواء المستقبل والالتفات إليهم و تلبية متطلباتهم يحقق تطلعاتهم في الحياة، ويجعلهم أكثر إيجابية وحيوية تجاه مجتمعاتهم، و أكثر سعادة و تسامحا مع الآخرين، ويجنبهم الإحباط والكراهية التي تقود إلى اعتناق الأفكار الهدامة.
وقال إن هذا الزواج الجماعي في ولاية كسلا يأتي ضمن مشروع اجتماعي أسري كبير تتبناه الهيئة لدعم استقرار الشباب العربي وتحقيق حلمه في بناء الأسرة الصالحة التي هي نواة المجتمع، مبيناً أن الهيئة نفذت خلال الفترة الماضية أعراساً جماعية في كل من العراق ومخيمات النازحين السوريين في الأردن وأرخبيل سقطرى اليمني، و ساهمت في أعراس مماثلة في البحرين.
وأكد أن مساهمة الهيئة في مثل هذه المناسبات يعزز مبدأ الشراكة المجتمعية العربية التي لا غنى عنها في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة على الشباب، كما يساهم في تقليل النفقات وتيسير سبل الزواج و محاربة الإسراف والحد من مظاهر البذخ في مناسبات الأعراس.
وقدم الفلاحي نيابة عن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان التهنئة للعرسان متمنياً لهم حياة سعيدة، وزيجات مباركة، وقال هذا جزء يسير من التزامنا تجاه هؤلاء الشباب.
تقدير
من جانبه أعرب آدم جماع آدم والي ولاية كسلا عن تقدير الولاية حكومة وشعباً لرعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان لهذا الزواج الجماعي، مؤكداً أن المبادرة الكريمة من سموه تجسد عمق الروابط الإماراتية السودانية الراسخة والثابتة، وتساهم في تحقيق الاستقرار الأسري والاجتماعي والنفسي للشباب وتعزز مجلات الشراكة المجتمعية.
وأشاد جماع بجهود الهلال الأحمر الإماراتي الإنسانية التي لم تنقطع عن الولاية خلال كوارث الفيضانات المتتالية التي اجتاحتها السنوات الماضية، وقال إن الهيئة تميزت دون سائر المنظمات الأخرى من خلال تبنيها لقضايا التنمية و الإعمار في الولاية، خاصة في مجالات الإسكان و الصحة و التعليم، مشيراً في هذا الصدد إلى المساكن التي أنشأتها للمتأثرين من فيضانات العام الماضي.
وأكد أن هذه المبادرة حققت حلم آلاف الأسر التي فقدت منازلها بسبب الفيضانات، وها هي الآن تنعم بالمأوى والاستقرار والعيش الكريم.
أرسل تعليقك