استضافت محمية المرزوم في المنطقة الغربية الأسبوع الماضي وفدا من الصقارة الخليجيين من قطر والسعودية ضمن برنامج تراثي ثقافي لتبادل الخبرات والتوعية البيئية بأهمية المحميات الطبيعية ودور محمية المرزوم في الحفاظ على الحياة البرية.
وتعتبر المحمية وجهة أساسية لعشاق الصيد بالصقور باستخدام وسائل تنقل بدائية بهدف تعزيز الموروث التاريخي والحرص على استدامة الأنواع وتعزيز الوعي بالصقارة وصون البيئة والتراث وترسيخ مبادئ الصيد المستدام وتطوير مشاريع إكثار الصقور والحبارى في الأسر إضافة إلى تعزيز الاعتراف الدولي بالصقارة كتراث ثقافي إنساني.
وأعرب عبيد خلفان المزروعي مدير الفعاليات التراثية في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية - الجهة المشرفة على المحمية عن سعادته باستقبال الوفود المختلفة من الصقارين سواء من داخل الدولة او خارجها.. موضحا انه بناء على دعوة من بيت الشباب القطري استقبلت المحمية وفدا الصقارين الخليجيين من قطر والسعودية بجانب الصقارين الاماراتيين لمدة يومين استمتع خلالها الحضور بالأجواء التراثية الشيقة كما كان الملتقى فرصة لتبادل الخبرات بين الصقارين من مختلف الدول ولتعريف ونشر رياضة الصيد بالصقور كرياضة تراثية توارثتها الأجيال الحالية من الآباء والأجداد.
وقال المزروعي ان المحمية نظمت خلال موسم الصيد الثاني 2016 – 2017 لحوالي 600 رحلة صيد منذ نوفمبر الماضي موزعة على فترات صباحية ومسائية إضافة لإطلاق ما يزيد عن 2000 حبارى في مختلف أرجاء المحمية خلال فترات الصيد.
وأوضح أن المحمية تدعم الصيد بالصقور باعتبار الصقارة إرثا ثقافيا هاما وقيمة معنوية كبيرة وجزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية والتراث الإماراتي حيث تتيح المحمية المجال للصقارين لممارسة هذه الهواية الأصيلة داخل الدولة ضمن إطار الصيد المستدام وتماشيا مع قانون الصيد في إمارة أبوظبي.
يذكر أن المحمية التي تعتبر إحدى مبادرات لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، متاحة لكافة أبناء الإمارات وزوارها وللسياح على مدار موسم الصيد السنوي من كل عام، وذلك للاستمتاع بالطبيعة والبيئة الخلابة التي تمتاز بها المحمية إلى جانب ممارسة هواية الصيد وفق رسوم رمزية في متناول الجميع.
وأكد المزروعي أنه في ظل النجاح الكبير الذي حققته محمية المرزوم للصيد في موسمها السابق نواصل اليوم هذه المبادرة الفريدة من نوعها، تنفيذا لتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة في دعم هذا النوع من الرياضات التقليدية والتراثية لأبناء دولة الإمارات مشيرا الى ان المحمية تعتزم إطلاق برامج خاصة لتدريب الصقارين، وتوعية الطلبة بأهمية صون التراث وتعليمهم مبادئ الصيد المستدام، والسنع وإعداد القهوة العربية وركوب الهجن، وكل ما يتعلق بالمحافظة على التقاليد الأصيلة.
من جانبه قال أحمد بن هياي المنصوري مدير محمية المرزوم للصيد إن إدارة المحمية ترحب من جديد بزوار وضيوف المحمية من عشاق الصقارة والصيد التقليدي مؤكدا التركيز على الصيد بالصقور في المقام الأول مع عدم تقديم أية أشكال أخرى من سياحة الحياة البرية في الوقت الحالي.. كما أن الإقامة تقتصر على الخيم التقليدية للحفاظ على الهدف الرئيسي من المشروع وهو الرجوع إلى الطبيعة والحفاظ عليها، وبالطبع يقتصر المشروع على تقديم أطر الصيد التقليدي دون الاستعانة بأية أسلحة مهما كانت.
من جانبه قال محمد بن مهدي اليامي الرئيس التنفيذي لجمعية بيت الشباب القطرية ان رحلة وفد بيت الشباب القطري الى محمية المرزوم يأتي ضمن خطة البيت لتعزيز السياحة الخارجية لدى الشباب وتوسيع مفهومها وايضا نشر فكر وفلسفة حركة بيوت الشباب وابراز دورها في التعريف بالبيئة وبث روح الالفة بين اعضاءها وذلك بالاهتمام بالعادات والتقاليد والموروث الشعبي من خلال الرحلات البرية.. موضحا ان هدف بيوت الشباب القطرية هو تدعيم وتنمية حركة بيوت الشباب في قطر وتنمية المعارف لدى الشباب وتشجيعهم على الترحال والأسفار لزيادة معارفهم ومعلوماتهم عن بلادهم والبلاد الأخرى وتوطيد أواصر الصداقة بين شباب القطري وشباب العالم من خلال البرامج التي تنفذها الجمعية على مدار العام مثل اللقاءات وتبادل الزيارات والدوارات والتجمعات الشبابية.. وكذلك تشجيع السياحة الداخلية والخارجية من خلال العمل على تخفيض تكاليف السفر والإقامة وتنظيم الرحلات الجماعية للشباب.. واستقبال شباب العالم وتسهيل زيارتهم للمناطق السياحية والمشاركة في المؤتمرات واللقاءات العربية والدولية وتنظيم البرامج الترفيهية والثقافية والاجتماعية للشباب.
وقال المهندس ابراهيم هاشم السادة من الوفد القطري ان زيارته لرحلة برية في محمية طبيعية هى الاولى من نوعها بالنسبة له ولم يسبق القيام بمثل تلك الرحلات من قبل ولكنه في غاية السعادة لتلك التجربة الشيقة التي يعتقد انها ستظل خالدة في ذاكرته ولن ينساها ابدا.
واشاد احمد راشد السحوتي من قطر بهذه التجربة الشيقة التي تحسب للقائمين على المحمية معتبرا ان مثل تلك اللقاءات تزيد من الترابط والتعارف بين الاشقاء وخاصة من عشاق التراث والاصالة الذين يستمدون من الموروث طاقة وقوة للحاضر والمستقبل.
وتوجه اصغر مشاركين في الوفد عبدالله سالم بن ظهيره ومحمد بن مسفر من السعودية بالشكر للقائمين على هذه المحمية التي اتاحت لهم فرصة الاحتكاك بتجربة شيقة واطلعتهما على فنون الصيد بالصقور والحفاظ على الحياة البرية.
من جانبه عبر الصقار الاماراتي سيف خلفان المزروعي عن سعادته بالوفد الخليجي المتواجد داخل محمية المرزوم مؤكدا ان اللقاء اتسم بالروح الاخوية التي تجمع شباب الخليج وكان فرصة جيدة لتبادل الخبرات والتجارب في مجال الصيد بالصقور وانه سعيد بمشاركته في هذا اللقاء.
واعتبر الصقار الاماراتي مبارك الهاملي ان محمية المرزوم نجحت بشكل كبير في توفير مكان امن لممارسة الصيد بالصقور وساهمت في الحد من المخاطر التي كان الصقار يتعرض لها سابقا عند سفره لرحلات الصيد الخارجية ويحسب لادارة المحمية جهودها المستمرة للحفاظ على هذا التراث العريق.
أرسل تعليقك