اختتمت اليوم فعاليات اليوم الثاني والأخير من تصفيات المرحلة ما قبل النهائية لتحدي القراءة العربي المشروع المعرفي الأكبر من نوعه في الوطن العربي والذي يندرج ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وذلك بإعلان وصول خمسة طلاب إلى النهائيات ما يشكل الخطوة الأخيرة نحو المرحلة الحاسمة من التصفيات النهائية التي تقام بعد غد " الثلاثاء " 30 أكتوبر على مسرح أوبرا دبي وتشهد تتويج بطل تحدي القراءة العربي لعام 2018.
و شارك 44 طالبا وطالبة في التصفيات ما قبل النهائية يومي 27 و28 أكتوبر الجاري بعد وصولهم يوم الجمعة الماضي إلى دبي ضمن مجموعة من 250 شخصا يمثلون مختلف وفود 44 دولة من الوطن العربي والعالم شارك منها 10.5 مليون طالب وطالبة في الدورة الثالثة من تحدي القراءة العربي.
و أجريت تصفيات المرحلة ما قبل النهائية ضمن فئتين إحداهما للجاليات المقيمة خارج الوطن العربي و التي يشارك طلابها لأول مرة بشكل رسمي في تحدي هذا العام فيما شملت الفئة الثانية المتنافسين من الدول العربية المشاركة في دورة 2018 من تحدي القراءة.
و انحصرت تصفيات اليوم الثاني على مستوى طلبة الجاليات العربية المقيمة بالخارج بين كل من مجد الساعدي المقيم في فنلندا وأحمد عبد السلام دقوري القادم من كندا.
و شملت المنافسات على مستوى المشاركين من الوطن العربي الطلاب نوران عبد الرؤوف البلوشي من البحرين و زهرة منصور الشمري من الكويت وملاك بنت حارب الغافرية من سلطنة عمان و رلى حسين مهدي من لبنان و خليل أمين إبراهيم من مصر و مريم محمد يوسف من مصر.
وقالت نجلاء الشامسي أمين عام تحدي القراءة العربي: "اكتسبت التصفيات ما قبل النهائية في دورة هذا العام من تحدي القراءة العربي بعدا عالميا، خاصة مع مشاركة أبطال الجاليات على مدى اليومين الماضيين في المنافسات، بعد فتح الباب رسميا للطلاب والطالبات من خارج الوطن العربي للمشاركة في تحدي القراءة العربي تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" الذي أطلق المبادرة قبل ثلاثة أعوام لتمكين نهضة معرفية وعلمية عربية تسهم في الانفتاح على الإنتاج المعرفي العالمي وتوسع آفاق التلاقي بين الأفكار والقيم والتجارب الإيجابية عبر ترسيخ ثقافة القراءة لدى الأجيال العربية الصاعدة داخل الوطن العربي وخارجه".
و أضافت : " إن المشهد الحضاري للشباب العرب وهم يتنافسون في ميادين الثقافة والمعرفة والعلوم محل فخر لكل من دعم وساهم وشارك في هذه التظاهرة المعرفية العربية الأشمل من نوعها و مؤشر أمل على أن المستقبل حافل بفرص تجاوز التحديات وتحقيق الإنجازات للمجتمعات العربية والشباب العربي.. منوهة بجهود المشرفين والطلاب المتنافسين وكل من رافقهم وساندهم.
وشكرت الشامسي لجنة التحكيم التي سعت إلى ضمان اتخاذ القرارات الصحيحة واختيار المرشحين النهائيين للقب تحدي القراءة العربي وفق معايير الجائزة التي تراعي قياس مختلف مهارات المتنافسين من سعة الاطلاع وطلاقة التعبير، ووضوح الأفكار، وعمق الفهم، ما جعلها تحظى باحترام وتقدير جميع الوفود والمسؤولين والشخصيات الثقافية والتربوية التي حضرت التصفيات في دبي.
و هنأت الشامسي المتأهلين إلى المرحلة النهائية وقالت : " أبدعتم و أجدتم و برهنتم استحقاقكم عن جدارة للوصول إلى المرحلة النهائية فكل التوفيق للمتنافسين في المرحلة الأخيرة للفوز بلقب تحدي القراء العربي 2018 يوم 30 أكتوبر".
من جانبه قال علي الشعالي رئيس لجنة التحكيم لتحدي القراءة العربي: " لقد أبدى جميع المتنافسين و على مدى يومين قدرات استثنائية وأظهروا إمكانات ومهارات نوعية سواء من حيث سعة الاطلاع أو ملكة التعبير أو التفكير النقدي أو النقاش المبنى على المنطق والحقائق.. وهذا ليس مستغربا، خاصة وأن هذه المبادرة المعرفية تنمي لدى المشاركين فيها من الطلاب والطالبات مهارات تساعد على ترتيب الأفكار واختيار العبارات واستحفاظ المعلومات الهامة والانتباه إلى التفاصيل وامتلاك زمام الحوار والإقناع وجميعها أهداف انطلقت منها مبادرة تحدي القراءة العربي للنهوض بواقع التعليم والإنتاج المعرفي في منطقتنا العربية لما فيه مصلحة أجيالنا الصاعدة".
على صعيد متصل تتواصل عملية التصويت الإلكتروني للجمهور من مختلف أنحاء العالم حتى صباح يوم "الثلاثاء" 30 أكتوبر الجاري للمشاركة في اختيار المدرسة المتميزة لتحدي القراءة العربي لهذا العام عبر الموقع الإلكتروني " www.arabreadingchallenge.com " والتي كانت قد بدأت يوم الجمعة 26 أكتوبر الجاري.
وشاركت في تحدي القراءة العربي هذا العام من أصل 52 ألف مدرسة تتنافس خمس مدارس في المرحلة النهائية على لقب المدرسة المتميزة في تحدي القراءة العربي وجائزة بقيمة مليون درهم إماراتي في تحدي القراءة العربي 2018، وهي مدرسة مجمع السلام من المملكة العربية السعودية ومدرسة الإخلاص الأهلية من دولة الكويت ومدرسة بنات العودة الأساسية من فلسطين و ثانوية عبد الحميد دار عبيد سيدي علي من جمهورية الجزائر و ثانوية الوحدة الإعدادية من المملكة المغربية.
وتبلغ القيمة الإجمالية لجوائز تحدي القراءة العربي 11 مليون درهم إماراتي أي ما يقارب 3 ملايين دولار أمريكي وينال بطل تحدي القراءة العربي الذي يتم إعلان اسمه في الحفل الختامي للمبادرة في 30 أكتوبر الجاري بدبي جائزة نقدية قدرها 500 ألف درهم إماراتي.. فيما تحظى المدرسة المتميزة الفائزة بجائزة مليون درهم إماراتي، ويحصل المعلم الفائز بلقب المشرف المتميز على جائزة نقدية قدرها 300 ألف درهم إماراتي.
و انطلق تحدي القراءة العربي عام 2015 كأحد مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بهدف ترسيخ ثقافة القراءة وتوعية النشء والأجيال الصاعدة من الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي و العالم بأهميتها في رسم مستقبلهم ومستقبل أوطانهم ومجتمعاتهم إلى جانب تعزيز الثقافة العامة التي يتمتعون بها، وتطوير مهارات التعلم الذاتي والتفكير الإبداعي، وتمكينهم من صقل مهارات التحصيل المعرفي والحوار الفكري والتعبير عن الذات، لما فيه تحقيق رسالة تحدي القراءة المتمثلة في إحداث نهضة معرفية تصل بمشروع تحدي القراءة العربي إلى جميع الطلبة في مدارس وجامعات الوطن العربي، وتشمل أبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها، للمساهمة في دفع مسيرة استئناف الحضارة العربية وتمكين الشباب العربي من الفرص التي يستحقها
أرسل تعليقك