مؤتمر  فكر 16  يناقش دور الإعلام التقليدي والرقمي في صناعة الاستقرار
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مؤتمر " فكر 16 " يناقش دور الإعلام التقليدي والرقمي في صناعة الاستقرار

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مؤتمر " فكر 16 " يناقش دور الإعلام التقليدي والرقمي في صناعة الاستقرار

مؤتمر " فكر 16 "
دبي - صوت الامارات

 أكد سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام أبوظبي للإعلام أن دور الإعلام لا يقل عن دور التعليم في تنوير العقل وصناعة بناء مجتمع المعرفة .. مشددا على أهمية أداء الإعلام لدوره في نبذ ثقافة الكراهية لما لهذه الأخيرة من نزعة تدميرية على المجتمعات.

جاء ذلك خلال مشاركته في محور الإعلام ودوره في صناعة الاستقرار العربي إلى جانب أدوار الإعلام المرئي والمكتوب والتي تتراوح بين السلبية كترويج أخبار كاذبة والتحريض على الانقسام والفوضى والتطرف والإيجابية كتصحيح المفاهيم وغرس قيم التكامل الوطني وتنميتها..وذلك أعمال مؤتمر "فكر16" الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي في مدينة دبي تحت عنوان "تداعيات الفوضى وتحديات صناعة الاستقرار" .

وشهد اليوم الاخير للمؤتمر ثلاث جلسات حملت عناوين مختلفة شارك فيها 17 متخصصا من أرجاء الوطن العربي تناولت القطاعات المؤثرة في العقل العربي ووجدانه وكذلك في تكوين القيم والاتجاهات المجتمعية.

والى جانب الدكتور علي بن تميم ..شارك في الجلسة معالي ملحم رياشي وزير الإعلام اللبناني والدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر وعبدالسلام هيكل رئيس مجلس إدارة شركة هيكل للإعلام وأدارتها ومينا العريبي رئيسة تحرير صحيفة ذا ناشيونال أبوظبي.

وأوضح مدير عام أبوظبي للإعلام أن أبرز أدوار الإعلام تتمثل في الدور الثقافي عبر نشر الوعي الثقافي وتقديم النماذج الايجابية التي تبني الشخصية وتصنع القدوة ويتطلب ذلك أن تتضافر المنصات الاعلامية لمحاربة الوعي المزيف .. لافتا إلى أن نشر الوعي الثقافي يتم عن طريق نبذ ثقافة الكراهية والإقصاء وخطاباتها.

وأشار سعادته إلى أن شيوع ثقافة الكراهية وما يعبر عنها من خطابات فكرية ودرامية هو خنجر مسموم في صدر المجتمع يصعب على أي مجتمع أن يتعافى منه إلا بعد أن يدفع الثمن غاليا لهذا يتوجب على المنصات الإعلامية أن تتصدى لذلك عن طريق نشر الوعي بما تنطوي عليه هذه الثقافة من نزعة تدميرية.

وأوضح مدير عام شركة أبوظبي للإعلام انه إذا كان الإعلام في أبسط تعريفاته هو النقل الموضوعي للأخبار والمعلومات عبر المنصات الاعلامية بهدف التأثير في العقل والوجدان فإن هذا التعريف عندما يكون الإعلام العربي محور الحديث يصبح حمال أوجه فقد يسعى هذا الاعلام إلى تزويد المتلقي بأكبر قدر ممكن من المعلومات الدقيقة والوقائع الواضحة لغايات التثقيف والتنوير، وقد يقوم على الخداع والتزييف ونشر الأكاذيب التي تسهم في بث الفتن وإحياء عوامل والتفكك داخل المجتمع الواحد.

وأكد سعادته أهمية تعزيز خطاب التسامح ونشره بين الناس والدعوة إلى العمل به ويتضمن مفهوم التسامح قيمة العيش المشترك ومواجهة المصير الواحد على مستوى المجتمع بحيث يعمل الجميع لتحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة في ظل تعددية تبني ولا تهدم، وهذا النوع من الاعلام يقف بالمرصاد لإعلام الفتنة ويعمل على تقوية التماسك المجتمعي في وجه الحركات الدينية المتشددة والمتطرفة التي لا تعرف التسامح وترفض الحوار.. وقال إن التسامح نقيض لبنيتها ولكون الحوار يؤدي إلى تفكيكها فهذه الحركات أسيرة تاريخ مختلف تماما عن الواقع الراهن فالأساس الجامع لها هو غربتها التاريخية.. وهي بإطلاقاتها لا تحتكم للوعي باعتبارها جزءا من بنية كلية لا تاريخية يصعب التفريق فيها بين ما هو أساسي وثانوي والنتيجة أن معاركها وصراعاتها محاكاة لصراعات قديمة أسسها في الماضي وليس في الواقع الراهن.

وشدد على أهمية تشجيع الوسطية والاعتدال فالوسطية ترفض التخلف وتؤمن بضرورة تغييره لكنها تؤمن بالتدرج والعمل الدؤوب لبناء مجتمع يقوم على التسامح.. فالفكر الوسطي يفضي إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي، فلا تنمية دون استقرار ولا استقرار دون اعتدال.

وذكر سعادة الدكتور علي بن تميم أنه يجدر بالاعلام أن يكون قادرا على امتلاك لغة فكرية تعي لغة المتطرفين وتعرف كيف تفكك آليات خطاب التطرف وتدحضه وتبين آثاره المدمرة على قيم الاعتدال في المجتمع، وكيف يؤدي إلى تفكيك النسيج الاجتماعي الموحد وتدمير بنية الدولة الوطنية والقضاء على مقوماتها.

ولفت إلى أن الاعلام يؤدي وظيفة لا تقل أهمية عن التعليم ومناهجه التي ينبغي أن تصنع عقليات متفتحة ومستنيرة ومعتدلة تميز بين الثابت والمتغير والكلي والجزئي وتسعى إلى بناء مجتمع المعرفة.. منوها إلى أن قدرة الإعلام على تشريح العقل الارهابي وتفكيك خطاباته لا تتأسس إلا بوجود عقل نقدي يرصد الصراع بين الفكر الارهابي والمجتمعات العربية المعاصرة لبيان طبيعة الفكر الارهابي ورؤيته بالنسبة للتعليم، وموقفه من المرأة والفنون والآداب أو الآخر أو التعددية أو التطور.

وأكد أن الإعلام لن ينجح في التصدي للإرهاب إلا إذا جمع بين دورين هما: الدور المعرفي والدور التنويري، ويتمثل الدور المعرفي في التشخيص الدقيق للإرهاب وبنيته الايديولوجية ومصادر تمويله وتفكيك الخطاب الإرهابي في ضوء آليات قراءة الخطاب في الفكر المعاصر، وهو ما يتطلب بناء عقل نقدي يتجاوز العقل النقلي.

وأشار الدكتور علي بن تميم إلى أن الدور التنويري للإعلام، يتمثل في محاولة تأسيس وعي يقوم على العقلانية والوعي، عبر رفد الفئات المجتمعية ولا سيما قطاع الطفل والناشئة، وهو قطاع حيوي ومهم والاهتمام به يعني الاهتمام بالمستقبل بالبرامج الفنية والفكرية القادرة على غرس قيم المجتمع الإيجابية في نفوس الأطفال وتنمية روح الابتكار والابداع.

وأوضح سعادته أن دور الإعلام يتلاقى مع دور التربية والتعليم في تعزيز الحس الجمالي وتنمية الأبعاد الخلقية وتنمية ثروة الطفل اللفظية وتنمية الشعور الوطني للأطفال والناشئة وتوسيع مداركهم وشحذ مخيلتهم.. منوها إلى أن الخطاب الفكري وحده لا يصنع المشهد الإعلامي، فلا بد من خطاب فني يجمع بين الدراما والأغاني، وأن تكون المتعة راقية ترقى بذوق المشاهد وحسه الجمالي، فالفن بكل اشكاله وألوانه لغة عالمية ترتقي بالانسان.

وأكد أن تشكيل الوعي المجتمعي يتطلب أن يتولى الاعلام الدفاع عن الدولة الوطنية التي تمثل إرادة المجتمع كونها تنبع من إجماع الأمة ومن إرادتها المشتركة.. فهي دولة قانون واتحاد أفراد يخضعون لنظام من القوانين، ويعيشون في مجتمع واحد، موضحا دوره في عملية بناء القيم وتطويرها وترجمتها إلى مهارات سلوكية وثقافة مجتمعية يؤديها الناس باقتناع ودونما رقابة وفي بناء الإنسان عبر تعزيز انتمائه الوطني وتثقيفه وتعريفه بحقوقه وواجباته.

ولفت إلى أن بناء الهوية يحتاج إلى عمل إعلامي مستمر حتى يمكن بناء استراتيجيات ورؤى فاعلة، سواء تعلق الأمر بالمستوى الوطني أو بالمستوى العربي العام وبحيث يتكامل الإعلام مع المؤسسات الأخرى في دعم ومواجهة مهددات الأمن في المجتمع، خاصة مع قوة التأثير الطاغية التي أصبحت وسائل الإعلام تمتلكها.

وذكر أن الإعلام سلاح ذو حدين، فإذا احسن استخدامه وتوجيهه كان ركيزة تطور يجد فيه المجتمع ينبوع المعرفة والتوعية والترفيه الذي ينمي الذائقة والحس الجمالي كما يجد فيه العون على تربية أبنائه وتحقيق انتمائهم إلى مجتمعهم..

وحول الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي .. أوضح سعادته أن العالم يعيش اليوم تغيرات تكاد تكون انقلابية في المفاهيم الاعلامية، وصار في وسع وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تشكيل عقل جديد والتأثير في الرأي العام.

وقال إنه إذا كان الإعلام الرسمي أو التقليدي يخضع لمرجعيات واضحة ومعروفة، فإن مرجعيات الاعلام الرقمي ووسائل التواصل المجتمعي متباينة ومتضاربة، وكثير منها يتناقض مع المرجعيات التي استقر عليها المجتمع.

وأوضح أن الإعلام الرقمي يطرح مجموعة من التحديات، منها تمتع الإعلام الإلكتروني بسرعة الانتشار وسهولة الوصول، وتميزه بسهولة البث وقلة التكلفة، إضافة إلى كونها متاحة أمام كافة الاتجاهات الفكرية في مختلف المجتمعات.

وأشاد مدير عام شركة أبوظبي للإعلام بجائزة الشيخ عبد الله بن زايد للمسؤولية المجتمعية التي تشمل الأفراد والمؤسسات للمسؤولية الاجتماعية استخداما للاعلام الاجتماعي في الترويج للمسؤولية الاجتماعية والمبادرات المرتبطة بخدمة المجتمع. والتي أطلقتها شركة دو.

واكد سعادته في الختام ضرورة الاستثمار بقوة في الإعلام الرقمي ليصبح إعلاما معرفيا ثقافيا تنويريا يحدث الأثر الإيجابي المطلوب ويؤدي إلى التغيير الإيجابي.

من جانبه قال معالي ملحم الرياشي أننا نعيش عصر طوفان المعلومات المباشرة والسريعة والتي أفقدت البعض القدرة على التدقيق والتحقق منها نظرا لوجود النمطية في أخذ المعلومة دون نقاش حولها، أو تعمق لمسبباتها، لعدة أسباب منها ضيق الوقت نتيجة سيطرة الطبيعة الاستهلاكية للحياة، وتبسيط المسميات.

وأضاف معاليه البعض من صحافة اليوم هي صحافة النتيجة دون أن تكون صحافة القراءة المعمقة للسبب والخبر مما جعل شريحة كبيرة من أبناء المجتمع يتجهون إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبر اليوم بمثابة "صالونات" فكرية تجمع مختلف المستخدمين.

وتابع .. أننا أمام حالة مخيفة ولكن ليس ميؤوسا منها مقترحا إنشاء لجنة متخصصة تنفيذية تقوم باستنهاض العقل العربي من جديد بدعم من جامعة الدول العربية ودول من أهمها الإمارات والسعودية.

من جانبه تحدث ضياء رشوان عن استخدام التنظيمات المتطرفة وبالأخص جماعة الإخوان الإرهابية لمنصات الإعلام المختلفة بهدف نشر الفكر المتطرف وهدم قيم التسامح والتعايش بين الشعوب .. لافتا إلى أن هذه الجماعات اهتمت منذ العقود الماضية بإصدار المطبوعات والصحف التي ترأسها قادة التنظيمات.

وقال رشوان: في عام 1997 كان الاستخدام الأول لتنظيم الإخوان الإرهابي لصفحات الشبكة العنكبوتية عبر إنشاء منتدى خاص سمي المرابطون، وهذا الاهتمام توالى عبر إنشاء الصفحات المتخصصة في وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء الشركات الإعلامية التي تنشط بتمويل عدد من الدول الداعمة للإرهاب ومنها قطر.

وأضاف: أنه توجد ثلاثة أنواع مختلفة من الإعلام الإخواني الإرهابي، منها نوع يتخفى خلف الموضوعية المزيفة، ونوع آخر يعترف صراحة بانتمائه للتنظيم الإرهابي، ونوع يحمل مسميات أجنبية لتضليل الرأي العام، كما توجد اللجان الإلكترونية التي تم إنشاؤها بهدف الترويج لأفكارهم، وأهدافهم.

وأوضح أن اللجان الإلكترونية التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي استهدفت منجزات دولة الإمارات، والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر، وحاولت نشر الشائعات المغرضة حول العلاقات المتينة التي تجمع الدول الثلاث، كما تعمل على تشويه جميع الاتفاقيات المشتركة بين هذه البلدان، والتقليل من حجمها.

ولفت رشوان إلى أن إعلام التنظيم الإرهابي لم يستخدم مسمى الإرهاب لوصف تنظيم "داعش" الإرهابي، والهجمات الإرهابية المسلحة التي تقوم بها الجماعات المتطرفة في سيناء، فيما يتم توصيف قادة التنظيم من المحكوم عليهم بالإعدام بمفردات الشهادة، رغم ارتكابهم أبشع الجرائم بحق الشعب المصري.

من جانبه شدد عبدالسلام هيكل على ضرورة النهوض بالمحتوى العربي على شبكة الانترنت خاصة أن حجم المحتوى يقل عن 0.7% برغم وجود العدد الكبير من متحدثي اللغة العربية، مما يفرض أهمية إطلاق مبادرات تنهض بالمحتوى، وتدعمه في مواجهة القيم السلبية المنتشرة في بعض وسائل التواصل.

ولفت هيكل إلى أهمية مشاركة الإعلام في تشكيل الرؤى والتطورات واستقطاب الخبراء في مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة عوضا عن الاشنغال بالأحداث قصيرة المدى والتغطيات المؤقتة التي لا تساهم في تشكيل الوعي العام بالتحديات الراهنة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر  فكر 16  يناقش دور الإعلام التقليدي والرقمي في صناعة الاستقرار مؤتمر  فكر 16  يناقش دور الإعلام التقليدي والرقمي في صناعة الاستقرار



GMT 08:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ولي عهد الفجيرة يزور القرية التراثية في مضب

GMT 08:56 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ذياب بن خليفة " يحضر احتفال جامعة العين باليوم الوطني47

GMT 08:44 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة الشارقة تنظم ندوة مجالس زايد الشرطية

GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:02 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

برابوس تكشف عن "مرسيدس E63 AMG" بقوة 789 حصان

GMT 00:59 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حبوب البن تقي الجسم من أمراض كثيرة

GMT 15:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

طُرق بسيطة بشأن تحويل حديقة صغيرة إلى أخرى مُميَّزة

GMT 09:16 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستضيف العام الجديد 2016

GMT 10:48 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حاكم الشارقة يفتتح أعمال "الاتحاد العربي للنقل الجوي"

GMT 08:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

لاعبة ترفض الوقوف حدادا على مارادونا بسبب "أفعاله"

GMT 18:44 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

مصر.. اقتراح قانون في البرلمان لتجريم زواج القاصرات

GMT 14:04 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الرئيس الجزائري يُقيل رئيس "سوناطراك"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates